كحارس أمين تقف قرية "معراته الشلف" وسط منطقة فاصلة بين جبل "الأعلى" وجبل "باريشا"، لتطل على سهل "معراته" أو "الشلف" الذي يبلغ طوله حوالي ثمانية كيلومترات وعرضه كيلومتر، فتبتعد شمال غرب مدينة "إدلب" بنحو أربعين كيلومتراً، وإلى الشرق من مدينة "حارم" بنحو ستة عشر كيلومتراً، وعلى مقربة من بلدة "قورقانيا"، ولربما أهم ما يميز "معراته" هو هذا الموقع الجميل والأخاذ الذي يشد الزائر ويمتع الناظر بجمال الطبيعة المحيطة، إضافة لهدوء تلك القرية الوادعة والتي تشكل صلة الوصل ما بين السهل والجبل.

و"معراته"- كما يقول الباحث "عبد الحميد مشلح"- بلدة قديمة تعود بتاريخها للعهد الروماني، ويرجح أن يكون اسم "معراته الشلف" هو اسم آرامي أصله "معرت شلفا" وتعني "مغارة الشيخ"، ويذهب بعض الباحثين إلى أن تسميتها تعني "مغارة الشلف" لأن كلمة "معرته" تعني "مغارة" و"الشلف" هو اسم السهل المجاور لها وهو السهل المنبسط بين جبلين وذو عرض أكبر من أرض الوادي، وتغمر هذا الشلف مياه الأمطار في مواسم الخير التي تكون فيها الأمطار غزيرة حيث كانت المياه تنصرف من خلاله بفترة قصيرة في منطقة تسمى "البالع" أو "الفالق" نظراً لكونها تبتلع مياه الأمطار التي تتجمع في سهل "الشلف" لتذهب إلى جوف الأرض، ولكن ومنذ سنوات ونتيجة إغلاق هذا "البالع" بدأ السكان يعانون من غمر مياه الأمطار ومياه السيول التي تتجمع فيه من المنحدرات الجبلية لأراضي "الشلف" وخاصة في المواسم التي تكون فيها الأمطار غزيرة.

إن عدد سكان "معراته الشلف" المسجلين بالأحوال المدنية يبلغ حوالي خمسة آلاف نسمة في حين أن عدد سكانها القاطنين فيها لا يزيد عن ألفي شخص يعمل معظمهم بالزراعة، وأهم المحاصيل التي تزرع فيها هي الزيتون والحبوب بأنواعها والتبغ البعل، وحالياً اتجه أهالي القرية إلى زراعة الزعتر البري والذي انتشرت زراعته بشكل كبير في البلدة، وتوجد فيها مدرسة للتعليم الأساسي تضم450 طالباً وطالبة وفي العام الدراسي 2009-2010 تم إحداث صف للأول الثانوي وفيه نحو خمسين طالباً وطالبة ضمن نفس المدرسة، كما أن كافة الخدمات من مياه الشرب والكهرباء والهاتف متوفرة في القرية

يوجد في القرية آثار عديدة عليها كتابات مؤرخة بالعام 336-337م وفيها بقايا بناء يقع وسط القرية يعود إلى القرن الخامس، كما أحصي فيها 55 قصراً قديماً، وأهم آثارها المدفن المربع المنحوت في الصخر والذي يضم قبرين متقابلين، والمدفن لا يزال بحالة سليمة محافظاً على شكله الخارجي، ويقع ضمن أحد الأبنية السكنية العائدة لأحد أبناء القرية، ومن آثارها أيضاً خزان الماء وأطواله 14*6م وبعمق 5 متر ويقع إلى الجنوب الغربي من القرية وإلى الجنوب الشرقي منه وفي منحدر الجبل يوجد مدفن و"ناووس" بحالة سليمة إضافة إلى جامعها العمري القديم الذي يعتقد أنه شيد مكان كنيسة القرية.

قبر هرمي منحوت بالصخر

وعن واقعها الحالي يقول رئيس البلدية الأستاذ "عارف عبد الحي": «إن عدد سكان "معراته الشلف" المسجلين بالأحوال المدنية يبلغ حوالي خمسة آلاف نسمة في حين أن عدد سكانها القاطنين فيها لا يزيد عن ألفي شخص يعمل معظمهم بالزراعة، وأهم المحاصيل التي تزرع فيها هي الزيتون والحبوب بأنواعها والتبغ البعل، وحالياً اتجه أهالي القرية إلى زراعة الزعتر البري والذي انتشرت زراعته بشكل كبير في البلدة، وتوجد فيها مدرسة للتعليم الأساسي تضم450 طالباً وطالبة وفي العام الدراسي 2009-2010 تم إحداث صف للأول الثانوي وفيه نحو خمسين طالباً وطالبة ضمن نفس المدرسة، كما أن كافة الخدمات من مياه الشرب والكهرباء والهاتف متوفرة في القرية».

مشاريع عديدة تنفذ في "معراته" وعن أهمها تحدث رئيس البلدية: «تبلغ موازنة البلدية 3.6 مليون ليرة منها مليون واحد للمشاريع الاستثمارية، ولذلك فإن معظم مشاريعها تنفذ بتمويل مركزي من الوزارة أو المحافظة ومن هذه المشاريع مشروع للصرف الصحي بقيمة 35 مليون ليرة بتمويل من وزارة الإسكان وتنفذه الشركة العامة للمشاريع المائية ونسبة تنفيذه 95% وهو سيخدم نحو 70% من المخطط التنظيمي للقرية، وسيتم وصله بمحور "قورقانيا" "سردين" ومنه إلى محطة الضخ إلى محطة المعالجة التي ستقام في بلدة "حتان"، وهناك مشروع استملاك لعدد من الشوارع بقيمة 7.5 مليون ليرة وبطول 3 كيلومتر وقد تم شقها وتسويتها بإعانة من وزارة الإدارة المحلية ومحافظة "إدلب"».

عارف عبد الحي رئيس البلدية
سهل الشلف