اختيرت قرية "كفريا" التابعة لناحية "معرتمصرين"، والواقعة على بعد ثمانية كيلومترات شمال مدينة "إدلب"، كقرية هدف في المحافظة، وذلك ضمن المشروع التنموي الذي أطلقته منظمة اتحاد شبيبة الثورة، لاختيار ثلاث عشرة قرية على مستوى القطر بغية رفع مستوى تأهيلها الخدمي.

موقع eIdleb التقى مع رئيس بلدية قرية "كفريا" الأستاذ "محمد باقر صوفان" بغية التعرف على هذه القرية اقتصادياً اجتماعياً وخدمياً، حيث تحدث بداية عن أعمال مشروع "القرية الهدف" قائلاً: «نود أن نوجه شكراً كبيراً لشبيبة "إدلب" على هذا الجهد التطوعي الغالي علينا، والذي نفذوه في قريتنا، حيث تم تنظيف الشوارع، وتأهيل الساحات، وتأهيل المقبرة، ودهان المدارس، وصيانة حديقة القرية وإنجاز حديقة ثانية، إلى جانب المحاضرات والدورات التي أقيمت على هامش المشروع، والتي كان لها جل الفائدة لأبناء القرية، وقد ساهمت بلدية القرية في تأمين ما طلب منها بغية المساهمة في إنجاح هذه التظاهرة التنموية الهادفة».

كانت القرية تسمى قديماً باسم "الكفر"، وهي تسمية أرامية تطلق على المزرعة المكونة من عدة بيوت، وتعني تخبئة القمح، وبعد ذلك سميت "كفريامين" نسبة لصاحب المزرعة السرياني، واختصاراً أصبح الناس يطلقون عليها اسم "كفريا" بدلاً من "كفريامين"

وحول تسمية القرية يقول رئيس البلدية: «كانت القرية تسمى قديماً باسم "الكفر"، وهي تسمية أرامية تطلق على المزرعة المكونة من عدة بيوت، وتعني تخبئة القمح، وبعد ذلك سميت "كفريامين" نسبة لصاحب المزرعة السرياني، واختصاراً أصبح الناس يطلقون عليها اسم "كفريا" بدلاً من "كفريامين"».

محمد باقر صوفان رئيس بلدية كفريا

وفي شرح واف حول النواحي السكانية والخدمية في القرية يقول الأستاذ "صوفان": «يبلغ عدد سكان القرية حوالي تسعة آلاف نسمة، أغلبهم يعملون بزراعة المحاصيل الاستراتيجية، وهي القمح والشعير والشوندر السكري والقطن والقمح، وتشتهر القرية بغابات الزيتون والتين التي تحيط به من كل اتجاه والأراضي الزراعية الخصبة، يتوزع في الأراضي الزراعية للقرية أكثر من مئة بئر ارتوازي، تستعمل كلها في الري، كما تنتشر في القرية أعداد كبيرة من المداجن التي تنتج الفروج وبيض المائدة، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية مئة وخمسين هكتاراً، ومساحة المنطقة الإدارية 9600 هكتار منها 6900 هكتار مشجرة بأشجار التين والزيتون، و1700 هكتار أرض سليخ تزرع بالمحاصيل الزراعية، وقد أحدث في القرية مجلس بلدي في عام 1979، وهي مخدّمة بشبكة صرف صحي بنسبة 90 بالمئة، وبشبكة من الطرق التنظيمية والزراعية بنسبة 60 بالمئة، كذلك يوجد في القرية مركز صحي، وجمعية فلاحية، وفرقة حزبية، وثلاث مدارس للتعليم الأساسي وثانوية، وهناك حديقة تتوسط القرية ويتم العمل حالياً لتنفيذ حديقة ثانية في الجهة الشرقية، كذلك يوجد في القرية ثلاثة مساجد وحسينية ومكتبة دينية».

ويضيف رئيس البلدية "محمد باقر صوفان" حديثه عن قرية "كفريا": «القرية مقسمة حسب سجلات السجل المدني إلى محلتين "سلوم"، "صوفان"، وسبب هذا التقسيم هو أنّه قديماً كانت عائلتا "سلوم" و"صوفان" هما أكبر عائلتين في القرية التي تضم حالياً عشرات العوائل نذكر منها: "صوفان"، "سلوم"، "قاق"، "حاج صالح"، "الزين"، "الدبس"، "جحجاح"، "عباس"، "باغوض"، "عيد"، "أصلان"، "درويش"، "علوش"، "الشيخ"، "الحمق"، "عجمي"».

جانب من القرية

وبخصوص تاريخ القرية، يقول المؤرخ "فايز قوصرة" لموقع eIdleb: «ورد أول ذكر لقرية "كفريا" في وثيقة تعود إلى العهد المملوكي، منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، وذلك عند تحديد حدود ولاية "الفوعة"، وقد كانت بعض مزارعها أوقافاً للسادة المصريين في العهد المملوكي، كالسلطان "حسن" الذي أوقف أوقافاً في الشمال السوري، و"دمشق" وريف "حماه" لصالح مدرسة "الرميلة" في "القاهرة"، كذلك ذكرت في عدد من الوثائق العثمانية، في العهد المملوكي كانت تابعة لولاية "الفوعة"، وفي بداية العهد العثماني ألحقت بقضاء "معرتمصرين"، ثم تحولت إلى قضاء "إدلب الصغرى" (مدينة إدلب الحالية) بعد تشكيلها».

من فعاليات مشروع القرية الهدف في كفريا