على بعد خمسة وثلاثين كيلومتراً جنوب شرق "معرة النعمان"، وعلى بقعة من الأرض تبلغ مساحتها ألفي هكتار، تقع قرية "أم جَلال"، التي تتبع لناحية "التمانعة" في منطقة "خان شيخون".

موقع eIdleb زار القرية المذكورة والتقى مختارها "عبد العزيز محمود المر"، الذي حدّثنا عن قريته بالقول: «يبلغ عدد السكان المتواجدين في القرية ألف وخمسمئة نسمة، يعمل سكانها بالزراعة وتربية الماشية، وأهم مزروعاتها القمح والشعير وأشجار الزيتون والفستق الحلبي، وهناك مساحة صغيرة من أراضي القرية مروية والباقي بعلي، ويوجد فيها جمعية فلاحية، وثلاثة مدارس تعليم أساسي، وتمتاز القرية عن محيطها من القرى المجاورة بارتفاع نسبة التعليم فيها، فحوالي ستين بالمئة من أهلها مثقفون، والعديد من أبنائها أطباء ومهندسون وقضاة ومحامون ومعلمون، وفي القرية حالياً مئتان وخمسون طالباً جامعياً من كافة الاختصاصات، والقرية مخدّمة بالهاتف والمياه والكهرباء، وقد تمّ مؤخراً إنشاء بلدية فيها، وبعض طرق القرية معبّدة».

موقع أثري يرتقي إلى العهد البيزنطي، وجدت فيه كتابة يونانية على ساكف تقول هذا باب الرب يدخله الأبرار، كما وجد فيها حوض مصلب استعمل لعمادة الأطفال، واستخرج من أرضها فسيفساء موجودة في متحف "معرة النعمان" ترتقي إلى القرن الخامس الميلادي

وحول تسمية القرية يقول المختار "عبد العزيز المر": «قبل حوالي مئة عام تقريباً، كانت القرية عبارة عن رسم أرض دون مساكن، وأهلها يسكنون في بيوت الشعر، وكانت هناك امرأة من العرب اسمها "أم جَلال" تعمل طبيبة أعشاب، وكلّ فترة تزور القرية، وتطبب أهلها، وتسكن بينهم عدّة أيام، فكان أبناء العشيرة عندما يسألون بعضهم عن منازل بيوت شعرهم يقولون: نزلنا بقرب منزل "أم جَلال"، أو في أرض "أم جلال"، ومع مرور الزمن تداول الناس على ألسنتهم تسمية "أم جلال" وظلّ الاسم ملتصقاً بالقرية».

مختار قرية أم جلال مع والده

وعن تاريخ قرية "أم جَلال" يقول الباحث "عبد الحميد مشلح" في كتابه "الظاهر والمدفون في بلد الزيتون": «موقع أثري يرتقي إلى العهد البيزنطي، وجدت فيه كتابة يونانية على ساكف تقول هذا باب الرب يدخله الأبرار، كما وجد فيها حوض مصلب استعمل لعمادة الأطفال، واستخرج من أرضها فسيفساء موجودة في متحف "معرة النعمان" ترتقي إلى القرن الخامس الميلادي».

وحول الوضع الاجتماعي في القرية يقول السيد "عبد العزيز المر": «أهم ما يميّز القرية كرم أهلها وطيبتهم، والمسارعة لمساعدة كلّ من يطلب المساعدة سواء أكان من أهل القرية أم غريباً عنها، وأهل القرية متعاونون في كل المناسبات، سواء أكانت أفراحاً أم أتراحاً فالكلّ يجتمع في الأعراس والعزاء، والكلّ يشارك في مصاريف المناسبات».

الحاج حسين المر عارفة عشيرة الدواونة وأحد المصلحين الإجتماعيين

نشير أخيراً إلى أنّ أغلب سكان قرية "أم جَلال" من "آل المر" الذين ينحدرون من جد واحد هو علي عقيل الشمّري الذي ينتمي إلى عشيرة "فداغة"، وهي فرع من سنجارة في العراق كما ورد في كتاب عشائر العراق لـ"عباس العزّاوي"، والعائلة المذكورة اشتهرت منذ مئات السنين بالقضاء العرفي الذي تتوارثه أباً عن جد.

جانب من قرية أم جلال