على مرّ تاريخها الطويل، تعددت تسميات مدينة "إدلب" باختلاف العصور والإمبراطوريات، وبهدف التوسع في موضوع اسم مدينة "إدلب" عبر التاريخ ومعناه، قصدنا الباحث والمؤرخ "فايز قوصرة" المتخصص بالتأريخ لمحافظة "إدلب" الذي تحدّث لموقع eIdleb عن التسميات التي حملتها هذه المدينة عبر مختلف العصور بالقول: « في الألف الثالثة قبل الميلاد، وعندما كانت "إدلب" عبارة عن قرية صغيرة تتبع لمملكة "إبلا"، ذكرت باسم "لوبان"، فقد ورد في إحدى نصوص "إبلا" بأنّ ملك "كيش" في بلاد ما بين النهرين، وبعد زواجه من بنت ملك "إبلا" "إيبريوم"، أرسل أخته "زانيب دولوم" لكي تصبح كاهنة في معبد قرية "لوبان"، كذلك ذكرتها نصوص حضارة "ألالاخ" في سهل العمق بجوار "إنطاكيا"، في الألف الثانية قبل الميلاد، تحت اسم "لباني" أو "لُبَنِ"، وفي وثائق "أوغاريت" في الألف الأول قبل الميلاد، ذكرت باسم "لبانو" أو "لُبانا"، أما نصوص تل "العمارنة" الفرعونية فذكرتها باسم "لبنّ"، وفي العهد الروماني 64 ق م – 329 م، سميت "ليبو" أو "لبو"، وفي العصر البيزنطي 330-367 م، عرفت باسم "دْلبين" نسبة لديرها دير "دْلبين"، ومنذ العصر الإسلامي وحتى بدايات العهد العثماني كانت تعرف باسم "دير لب"، وفي الفترة العثمانية عرفت باسم "إذلبي" أو "إذليب"»

وعن معنى التسمية يقول المؤرخ "قوصرة": «رغم أنّ اسم "إدلب" تبدّل بعض الشيء بحسب اللغات القديمة عبر العصور، لكنّه ظلّ محافظاً على جوهر معناه، ومن المعروف بأنّ الكثير من أسماء المواقع تقرأ بلفظيتن حتى الآن، كقولنا "ابلين" "كفرتخاريم" " ابداما" "احسم" "أريحا"، ومن المتعارف عليه أيضاً بأنّ الكثير من أسماء البلدان والقرى والملوك والحكام اشتقت من اسماء الآلهة القديمة، وتسمية "إدلب" باللغة الأرامية مكوّنة من مقطعين "أد" وتعني الإله "هدد"، وهو المعبود الرئيسي ليس في "إبلا" فقط بل وعند الآراميين، ويسمى أيضا "أدد" أو "أدو" وهو إله الطقس والعاصفة، والذي يرسل المطر ويخصّب الأرض وهو كبير الآلهة، وأمّا المقطع الثاني "لب" باللهجات السامية العربية القديمة فتعني "قلب"، وبذلك يكون معنى اسمها قلب الإله»

رغم أنّ اسم "إدلب" تبدّل بعض الشيء بحسب اللغات القديمة عبر العصور، لكنّه ظلّ محافظاً على جوهر معناه، ومن المعروف بأنّ الكثير من أسماء المواقع تقرأ بلفظيتن حتى الآن، كقولنا "ابلين" "كفرتخاريم" " ابداما" "احسم" "أريحا"، ومن المتعارف عليه أيضاً بأنّ الكثير من أسماء البلدان والقرى والملوك والحكام اشتقت من اسماء الآلهة القديمة، وتسمية "إدلب" باللغة الأرامية مكوّنة من مقطعين "أد" وتعني الإله "هدد"، وهو المعبود الرئيسي ليس في "إبلا" فقط بل وعند الآراميين، ويسمى أيضا "أدد" أو "أدو" وهو إله الطقس والعاصفة، والذي يرسل المطر ويخصّب الأرض وهو كبير الآلهة، وأمّا المقطع الثاني "لب" باللهجات السامية العربية القديمة فتعني "قلب"، وبذلك يكون معنى اسمها قلب الإله
الباحث والمؤرخ فايز قوصرة