على الطريق الواصل بين "جسر الشغور" و"دركوش" وسط حقول الزيتون، وفي منطقةٍ ترتفع عن سطح البحر /650/ متر، وإلى الجنوب الغربي من مدينة "إدلب" مسافة /50/ كم، تقع قرية "اليعقوبية" ذات المعالم الدينية والحضارية والخضرة الدائمة لتتوسط مثلث القرى المسيحية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا بين "القنية" و"جديدة".

لمعرفة أصول تسمية القرية ونشاطها السكاني تحدث السيد "بشارة بدروس" أحد أبناء القرية ورئيس بلدية "القنية" لموقع eIdleb فقال: «يعود أصل التسمية إلى "يعقوب البرادعي" الذي سكن الجزء الغربي من القرية، ولأنها تتميز بالموقع المرتفع عما حولها ووفرةً في الغطاء النباتي والمياه ما جعلها مقصداً للطوائف المسيحية، فقد أمّتها الطوائف المسيحية لتتميز بمزيجٍ فريد من أبناء الدين المسيحي، ففيها طائفة "اللاتين"، و"الأرمن"، والأرمن الأرثوذكس"، لكل طائفةٍ كنيستها الخاصة بإقامة الشعائر والصلوات، رغم أن تعداد سكانها المقيمين لا يزيد عن /1190/ نسمة في نهاية عام /2008/.

إن أهم أعياد القرية هو عيد القديسة "أنّا"، وقد بدأ هذا الطقس الاحتفالي منذ عام /1964/، وموعده آخر يوم أحد من شهر آب من كل عام، فيجتمع كل أبناء القرية من طائفة الأرمن لحضوره، إضافةً إلى قدوم بعض المسلمين لهذه الكنيسة مما يدل على رقي الشعبين المسيحي والمسلم وأخوّتهم، أما أهم أعراس القرية فهو موسم الزيتون بطقوسه الاحتفالية بقدوم موسم البركة والخير والعميم

وتعتبر كنيسة القديسة "أنّا" أهم هذه الكنائس وأكثرها شهرةً وغوصاً في التاريخ إذ رممت على /3/ مراحل تاريخية كان آخرها عام /1320/.

رئيس بلدية اليعقوبية

أما أبناء القرية فمعظمهم من المقيمين في دول الاغتراب خاصةً فنزويلا التي يقصدها الشباب للعمل، وتشتهر القرية بوفرة المثقفين رغم قلة طلبتها، إذا تقوم مدرستان بخدمة التعليم، أولهما هي المدرسة الحكومية والتي لا يزيد عدد طلابها عن /10/، والثانية هي مدرسة "اليقظة" التابعة للكنيسة التي يبلغ عدد طلبتها /50/، ومع ذلك فقد برزت أسماء كبيرة في مجال العلم والطب والفن لعل أشهرها الفنان "سلوم حداد" والدكتورة "نظيرة سركيس" المدرّسة في جامعة "حلب" وأخواتها، و"صونا"، و"إليزابيث"، ومنهم الدكتور "حبيب شيخوك" و"كيفورك ديبان"».

أما عن المرافق الخدمية فقد أضاف "بدروس": «تعتبر القرية مخدّمة كلياً بالماء والكهرباء والهاتف والصرف الصحي، أما صحياً فيلجأ أهلها إلى مستوصف "القنية" الخيري لتلقّي العلاج، وتتغذى بالمياه من عيون "عارة" ونبع "السبع عيون" الواقعة على طريق "حمام الشيخ عسيى"، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية /50/ هكتار، بحيث تغطي حقول الزيتون /80%/ من مساحته، وتعد زراعة الزيتون الزراعة الرئيسية الخالصة في القرية، وتغطي /98%/ من مساحة الأرض الزراعية في القرية المعدة للزراعة كلياً».

في شوارع القرية

وتحدث السيد "بسام حبيب مستريح" أحد أبناء القرية عن أهم العادات الاجتماعية فقال: «إن أهم أعياد القرية هو عيد القديسة "أنّا"، وقد بدأ هذا الطقس الاحتفالي منذ عام /1964/، وموعده آخر يوم أحد من شهر آب من كل عام، فيجتمع كل أبناء القرية من طائفة الأرمن لحضوره، إضافةً إلى قدوم بعض المسلمين لهذه الكنيسة مما يدل على رقي الشعبين المسيحي والمسلم وأخوّتهم، أما أهم أعراس القرية فهو موسم الزيتون بطقوسه الاحتفالية بقدوم موسم البركة والخير والعميم».

كنيسة القديسة أنا