إلى الجنوب الشرقي لمدينة "إدلب" وعلى بعد /25/ كم تقع قرية "مرديخ" التي تجاورها إلى الشرق مملكة "إيبلا" التي تعتبر من أهم المواقع الأثرية في الشمال السوري ويقول الباحث التاريخي "عبد الحميد مشلح":

«هذه القرية ذكرها ابن العديم في مؤلفه بغية الطلب في تاريخ حلب، سكنتها قبيلة بني عوف إحدى القبائل العربية التي جاءت أثناء الفتح الإسلامي للمنطقة مع مجموعة من القرى التي تجاورها حتى أطلق على هذه القرى اسم "ضياع العوفيين" وقد ورد ذكر "تل مرديخ" في الحملة الصليبية الأولى في القرن الحادي عشر الميلادي».

من أهم ما تتميز به قرية "مرديخ" عن غيرها من القرى المجاورة أنها محافظة على لباسها الشعبي فترى جميع أبنائها يرتدون "الكلابية" وقد قلت نسبة الذين يلبسون العقال والحطاطة حاليا كما تعتبر من أكثر القرى ترابطاً حيث يجتمع كل أبناء القرية في الأحزان والأفراح

موقع eIdleb أثناء زيارته لهذه القرية التقى السيد "غنوم الأحمد" رئيس بلديتها ليحدثنا عن هذه القرية قائلا: «اختلفت الروايات في سبب تسمية "مرديخ" بهذا الاسم ولكن الرواية الأكثر انتشارا بين أبنائها أنها تعود في التسمية إلى الإله البابلي "مردوخ" الذي جاء إلى مملكة "إيبلا" وحرفت التسمية إلى "مرديخ" مؤخراً فهي من القرى التابعة لناحية "سراقب" وتبعد عنها حوالي /6/ كم إلى الجنوب منها وتقع على طريق عام "حلب دمشق" ومن أهم المعالم الأثرية التي توجد فيها "مملكة إيبلا" التي تعود إلى عصور ما قبل الميلاد كما يوجد فيها مقام الشيخ "محمد البديري" الذي يعتبر من أهم المعالم الدينية في القرية».

السيد غنوم الأحمد رئيس بلدية مرديخ

بلغ عدد سكانها حوالي /5000/ نسمة يعمل معظمهم في الزراعة ومن أهم الزراعات التي توجد فيها زراعة الحبوب والزيتون وتعاني من ضعف في مجال العمل الزراعي بسبب اعتمادها على الزراعات البعلية. ويوجد فيها من الخدمات شبكة صرف صحي وشبكة كهرباء وهاتف ومياه شرب وشبكة من الطرق الزراعية والخدمية وهي من أكثر القرى اهتماما من قبل الجهات الحكومية في المحافظة لوجود المدينة الأثرية بجانبها مما أدى إلى زيادة الاهتمام بها خدميا ومن أهم الدوائر الخدمية فيها البلدية التي تم بناؤها حديثا والمركز الثقافي الذي يعتبر من أكبر المراكز الثقافية في المحافظة بالإضافة إلى المركز الصحي وأربع مدارس للتعليم الأساسي وأربع مساجد».

وعن أهم العادات الشعبية في قرية "مرديخ" حدثنا السيد "عبد السلام شبيب" مختار القرية قائلاً: «من أهم ما تتميز به قرية "مرديخ" عن غيرها من القرى المجاورة أنها محافظة على لباسها الشعبي فترى جميع أبنائها يرتدون "الكلابية" وقد قلت نسبة الذين يلبسون العقال والحطاطة حاليا كما تعتبر من أكثر القرى ترابطاً حيث يجتمع كل أبناء القرية في الأحزان والأفراح».

مقام الشيخ محمد البديري
السيد عبد السلام شبيب مختار قرية مرديخ