"شاء المهيمن أن يقام بحارمٍ.. حرمٌ تقام به الصلاة ويُسجَد... فأتاح أهل الخير والإحسان من.. عملوا على تجديده وتعاهدوا... فبدا تماماً سامياً أرّخته.. بمعونة الرحمن شيد المسجد". هذا ما كتب على اللوحة الحجرية التي تعتلي باب الجامع الكبير في "حارم" والتي تعود لعام /349/ هجرية. هذا البناء العظيم هو إحدى الروائع الخالدة في سورية، ليس لطريقة بنائه أو اتساعه، وإنما لما يميزه عن بقية المساجد في العالم، وهو مرور قنوات المياه العذبة أسفل المسجد واستخدامها للوضوء.

وفي لقائه موقع eIdleb تحدث السيد "أحمد جبر" إمام المسجد قائلاً: «يختص المسجد الكبير عن بقية المساجد بمرور المياه عبر قنواتٍ من نبع "عين الشيب"، وهي نبع روماني لا تزال تجري بغزارة، لتصل إلى المسجد فيتم استخدامها كموضأ بدلاً من صنابير المياه، ويتم الاستفادة من المياه ذاتها في الشرب، وهي من أعذب الينابيع وأبردها، وجريان الماء الدائم نتيجةً للبركة التي يعطيها المصلون للماء لتظل تجري تحت المسجد وعلى محيطه عبر الأقنية التي كانت توزع الماء إلى البيوت المجاورة له».

يقع المسجد في الحي القديم من المدينة بمحاذاة السور الشمالي للقلعة الشهيرة، وإلى جانبه يوجد "حمام السوق" وهو حمامٌ قديم يتغذى بمياه "عيب الشيب" عبر القنوات التي تتفرع لتغذي المسجد، وإلى الجنوب من المسجد يوجد السوق الأثري القديم ومازال محتفظاً بتفاصيله وأبوابه الخشبية وبناء الغمس وجميع الأماكن المحيطة بالمسجد تعود للتاريخ ذاته الذي شيّد فيه المسجد

وعن أقسام المسجد وتاريخ بنائه قال "جبر": «تاريخ بناء المسجد غير معروف وقد بني على ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة البناء القديم، والثانية هي تجديد المسجد والتي تشير إليها اللوحة على باب المسجد، أما المرحلة الثالثة فتم البدء بها منذ عام /1996/ ولا تزال أعمال التجديد قائمةً، فالحرم الرئيسي القديم هو بناء "غمس" لا تزيد مساحته عن /200/ متر مربع، وتم حديثاً البدء بتوسعته وإضافة الفسحة السماوية للحرم لتزيد مساحته عن /400/ متر مربع».

قناة الماء داخل المسجد تستخدم للوضوء

وعن موقع المسجد تحدث "محمد برهو" أحد أبناء المنطقة قائلاً: «يقع المسجد في الحي القديم من المدينة بمحاذاة السور الشمالي للقلعة الشهيرة، وإلى جانبه يوجد "حمام السوق" وهو حمامٌ قديم يتغذى بمياه "عيب الشيب" عبر القنوات التي تتفرع لتغذي المسجد، وإلى الجنوب من المسجد يوجد السوق الأثري القديم ومازال محتفظاً بتفاصيله وأبوابه الخشبية وبناء الغمس وجميع الأماكن المحيطة بالمسجد تعود للتاريخ ذاته الذي شيّد فيه المسجد».

يشار أن "حارم" من أغنى المناطق بالمياه الجوفية وهي المدينة الوحيدة التي تستخدم مياهها الصالحة للشرب لري الحقول الزراعية نتيجة الجريان المستمر والغزير للينابيع التي كانت في الماضي تدير الطواحين الهوائية كما يذكر أبناء المدينة.

أحمد جبر إمام المسجد
المسجد من الداخل