إلى الجنوب الشرقي وعلى بعد 33 كم من مدينة "إدلب" تقع بلدة "سراقب" البلدة الأكثر أهمية في المحافظة لاحتلالها مكانة إستراتيجية مميزة فهي في موقع القلب من الجسد بالنسبة للمحافظة حيث تعتبر ممراً هاماً وحيوياً في الشمال السوري.

فإلى الجهة الشرقية منها يمر طريق عام "حلب دمشق" الطريق الأكثر أهمية في سورية حيث يقوم بربط الشمال بالجنوب كما يمر في الجهة الشمالية منها طريق عام "حلب اللاذقية" الذي يصل المناطق الشرقية في الساحل السوري وإلى الجهة الغربية يمر طريق "باب الهوى" نقطة الانطلاق البرية من "سورية" إلى "أوربا" والعالم إضافة إلى احتلاها مركز الصدارة في قرى وبلدات محافظة "إدلب" فهي أكبر بلد زراعي في المحافظة حيث تتنوع فيها الزراعات البعلية والمروية بدأ من الحبوب بكافة أنواعها مرورا بـ"البطاطا" و"القطن" و"الشوندر السكري" المحاصيل الاقتصادية التي تعود بالفائدة الكبيرة على أهالي محافظة "إدلب".

يجد في "سراقب" جميع أنواع الخدمات من شبكات الصرف الصحي والكهرباء والماء والهاتف إضافة إلى جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية الخدمية من بلدية ووحدة كهرباء ومقسم هاتف ومستوصف طبي ومجموعة من المدارس، الثانوية العامة والمهنية والشرعية والفنون النسوية وجامعة خاصة وعدد كبير من مدارس التعليم الأساسي ومركز ثقافي ومجمع تربوي وجمعيات استهلاكية

موقع eIdleb وأثناء زيارته لهذه البلدة التقى المهندس "وليد الخطيب" رئيس بلديتها ليحدثنا عن ماضيها وحاضرها والذي قال لنا: «تعتبر "سراقب" من أهم البلدات في محافظة "إدلب" لما تمثله من موقع استراتيجي يصل الشمال بالجنوب إضافة إلى تعدد الموارد الاقتصادية والتجارية التي تمتلكها مما جعل منها مركز تجاري وصناعي هام في المحافظة إضافة إلى مجاورتها لمناطق البادية الشرقية في محافظة "إدلب" فهي تعتبر حاضرة هذه المنطقة وقد تعددت الروايات في سبب تسميتها ولكن الرواية الأكثر رواجاً بين أبنائها أنها كانت تشتهر بكثرة سراديب الماء التي تمر فيها وكانت تسمى "سرادب" ومع مرور الزمن تم تحريف التسمية لتصبح "سراقب".

المهندس وليد الخطيب رئيس بلدية سراقب

ويبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة يعمل قسم كبير منهم في الزراعة والحرف اليدوية وتشتهر بزراعة العديد من المحاصيل الاقتصادية ومن أهمها الحبوب بكافة أنواعها من "القمح" و"الشعير" و"العدس" و"الحمص" إضافة إلى "القطن" و"البطاطا" و"الشوندر السكري" التي غالباً ما تكون زراعات مروية وهناك نسبة قليلة من الزراعات البعلية، ومن أهم ما تتميز به "سراقب" صناعة البوظة التي وصلت شهرتها إلى كافة المحافظات السورية فهي تعتبر من أجود أنواع البوظة وألذها طعماً نتيجة مهارة وخبرة القائمين على هذه الصناعة حتى أصبحت سمة تتميز بها "سراقب" بين قرى وبلدات محافظة "إدلب" وباقي المناطق الأخرى في سورية».

وعن أهم الخدمات التي توجد في "سراقب" يقول "الخطيب": «يجد في "سراقب" جميع أنواع الخدمات من شبكات الصرف الصحي والكهرباء والماء والهاتف إضافة إلى جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية الخدمية من بلدية ووحدة كهرباء ومقسم هاتف ومستوصف طبي ومجموعة من المدارس، الثانوية العامة والمهنية والشرعية والفنون النسوية وجامعة خاصة وعدد كبير من مدارس التعليم الأساسي ومركز ثقافي ومجمع تربوي وجمعيات استهلاكية».

السيد عبسي الياسين مختار في سراقب

وعن أهم العادات التي تتميز بها بلدة "سراقب" وعن طبيعة النشاطات الاجتماعية حدثنا السيد "عبسي الياسين" أحد المخاتير فيها قائلاً: «تعتبر "سراقب" من القرى المميزة بالعلاقات الاجتماعية الطيبة التي تجمع أبنائها في أحزانهم وأفراحهم لكن الزيادة الكبيرة في عدد السكان فرض عليها طبيعة الحياة المدنية مما أدى إلى تراجع العلاقات الاجتماعية ومن أهم ما تتميز به "سراقب" اللباس الشعبي للمرأة والذي يسمى بـ"القندورة" الذي حصل على شهرة كبيرة كما أن جميع الرجال فيها مازالوا يرتدون اللباس الشعبي التقليدي من "الكلابية" و"العقال" و"الحطاطة" ولكن تراجعت نسبة هذا اللباس عند للشباب باستثناء "الكلابية" التي مازال لها حضور واسع بين فئة الشباب وكبار السن.

كما تتميز "سراقب" بكثرة المغتربين من أبنائها الذي عادوا عليها بالكثير من الأموال التي أدت إلى انتعاش الحياة الاقتصادية والتجارية فيها وظهر ذلك جلياً من خلال بيوتها التي تم بنائها بشكل جيد من أجود أنواع الحجارة وبأفضل التصميمات والأشكال حيث اختلفت عن بيوتها التي كانت تبنى من الطين والخشب بسبب طبيعة أرضها السهلية وعدم وجود الحجارة فيها».

البيوت الحديثة في بلدة سراقب