في معرة النعمان، وإلى الشرق من سوق الخضار، يقع مسجد يوشع بن نون. الذي بني عام 604هـ زمن الدولة الأيوبية في حماه، في عهد الملك غازي بن صلاح الدين والمتولي على هذا البناء مرشد بن المهذب.هذا الكلام حفر على لوح حجري فوق مدخل المسجد لتوثيق تاريخ بنائه.

يتألف المسجد من مدخل مقنطر يتجه إلى الغرب، وعلى جانبيه مقعدين حجريين للجلوس، وتعلو الواجهة من الأمام مئذنة مثمنة الشكل متوسطة الارتفاع، وهي متواضعة في بنائها. وبعد الولوج من المدخل نصل ساحة سماوية مكشوفة مربعة الشكل، وإلى اليسار غرفة تضمُّ مقاماً لنبي الله يوشع مؤلف من تابوت خشبي، مغطَّى بستار أخضر، وعلى باب الغرفة كتب (هذا المقام به النجاة لزائر من أمَّه نال المنى في العلا وغدا ينادي يا يوشع يا يوشع).

وإلى الشرق من هذا المقام غرفة لتعليم القرآن الكريم، وإلى الجنوب من المسجد يوجد حرم المسجد، وهو حديث في بنائه يعود إلى أربعينيات القرن الماضي يحوي المنبر، ويتم فيه تأدية صلاة الجمعة، وقد التبس الأمر على بعض المؤرخين، وعلى بعض الباحثين كما أفاد أحمد غريب أمين متحف معرة النعمان حيث قال "إنَّ قبر يوشع بن نون في هذه البقعة من الأرض (أي في المسجد) أمثال ابن الشحنة الذي ذكر ذلك في كتابه الدرُّ المنتخب (هذا الموقع يضمُّ ضريح يوشع بن نون، والحقيقة إنَّ قبره في أرض فلسطين، وتحديداً في نابلس".

يعتبر هذا المسجد من الأماكن ذات الصفة الروحية، حيث تعقد فيه جلسات الذكر في ليالي رمضان إضافة إلى ليالي بعض المناسبات الدينية الأخرى، وعلى ذمة عدد من الصوفيين بأنهم في كثير من حلقات الذكر يروون نبي الله يوشع عليه السلام يحضر بينهم، فلمن يريد رؤية هذا النبي ما عليه إلا أن يحضر إحدى هذه الحلقات.