الأغنياء في كلّ زمان لهم أجواؤهم الخاصة، ومنازلهم الخاصة، وفي الماضي كان (الساباط) يميز الأغنياء عن الفقراء.

(ساباط): هذه الكلمة تدل على الغرفة العلوية التي تعلو الشارع، وترتكز عقودها وركائزها على جدران ذلك الشارع.

في معرة النعمان عدد من هذه (الساباطات) الأثرية لا تزال تحتفظ بعناصرها المعمارية (كساباط) آل الجندي، و(ساباط) آل العظم، وساباط الباشا.

ويجاور ساباط الباشا شريحة أثرية هامة تعتبر مرآة المعرة القديمة، وتتألف من مجموعة من بيوت السكن يتخللها حمام السيد يوسف، وزاويته والتي تحولت إلى مسجد فيما بعد تضم قبره، وزوجته، وأحد أبنائه.

والسيد يوسف تاجر عراقي جاء إلى المعرة في بداية العهد العثماني، ومنه خرجت أسرة اليوسفي المعروفة في معرة النعمان التي أنجبت المرحوم فهمي اليوسفي رئيس مجلس الشعب من عام 1971 وحتى عام 1973م،

والمحامي المعروف هائل اليوسفي.

وقد بنى يوسف إضافة للبيوت، والزاوية خان يعرف بخان السيد يوسف، وحين توسعت عائلته تم تقسيم هذه الشريحة المعمارية الرائعة إلى عقارات متعددة الأمر الذي أساء لها كثيراً.

وأيضاً هناك (ساباط) آل العظم، وهو غرفة أثرية مسجلة بسجلات المديرية العامة للآثار والمتاحف حفاظاً على هذه الأبدة المعمارية التي يتخللها من الجنوب شارع مسقوف بطريقة العقد، ويسمى (زابوق العتم)، وهي تسمية عامية تطلق على الزقاق المذكور، لأنّ الشمس لا تصله بسبب سقفه.

وهو مجاور للمنزل الذي بناه موسى بك العظم أوائل العهد العثماني، ويتميز بصحن سماوي مسقوف، وعدد من الغرف بعضها للمونة، والبعض الآخر للسكن إضافة للإسطبل في مدخل الدار، وأهم ما يميز هذه الدار نوافذها والكواة المزخرفة، وقد بنيت بالحجر الكلسي المتوسط الحجم.

أخيراً كان (الساباط) غرفة للأغنياء، يطلون من خلالها على الشارع باتجاهيه، أما اليوم فقد أصبحت من الآثار التي يجب الحفاظ عليها.