يعتبر شارع أبي العلاء المعري في معرة النعمان الشارع الرئيس ومنه تتفرع بقية الشوارع.

كانت معرة النعمان تقسم إلى محلتين كبيرتين: شمالية وقبلية وكان يفصل بينهما من الشرق الجامع الكبير ثم السوق، ثم الطريق الآخذ من السوق غرباً إلى مقبرة بني الجندي وبني العظم، وكل محلة تقسم إلى حارات متعددة تسمى كل حارة باسم خاص. والحارة عبارة عن مساكن متعددة يجمعها اسم واحد كحارة الحبشة، والحارة الغربية، وحارة الكنيسة، ولعلها هي التي ذكرها أبو العلاء في رسالة الغفران حيث قال: ((وحدثت أنّ أبا الطيب أيام كان إقطاعه بصفّ رؤي يصلي بموضع بمعرة النعمان يقال له كنيسة الأعراب، وربما قيل لها زقاق كذا، مثل زقاق رازم.)) و(في معجم البلدان لياقوت الحموي صفّ ضيعة بالمعرة كانت اقطاعاً للمتنبي من سيف الدولة، ومنها هرب إلى دمشق، ومنها إلى مصر).

وفي سنة 1931م فتح في المعرة شارع أبي العلاء المعري، والذي يبدأ من طريق حلب دمشق الواقع شرقي المدينة، ويمر بين خان مراد وخان أسعد باشا، ويمتد إلى غربي المدينة، حيث يتصل بالطريق الواصل بين المعرة وأريحا.

وهذا الشارع (أبي العلاء) جعل المدينة قسمين: قسم شمالي، وقسم جنوبي، وقد بنيت فيه أبنية جديدة، غيرت معالم المدينة، وجعلتها شبيهة بالمدن الحديثة (كما يقول سليم الجندي) ثم بني في غربيه مدرسة ثانوية، فقطعت امتداده نحو الغرب، واضطرت الطريق إلى أن يلتوي وينحرف.

يذكر محمد سليم الجندي في كتابه تاريخ معرة النعمان أنه حين تم شقّ هذا الشارع عثر على مجموعة من دكاكين الصاغة، وفوقها دكاكين أخرى أي إن البناء تم فوق ما تهدّم من أبنية قديمة متراكمة، لذلك تعتبر أبنية معرة النعمان عبارة عن بيوت مبنية فوق الركام، وهذا يدلل على قدم هذه المدينة وعراقتها.

واليوم يتوضع حول هذا الشارع أبنية حديثة، ومنه تتفرع الأسواق كسوق الخضار وسوق الحذائين أو كما يسميه المعريون بسوق (السكيفاتية)، وأيضاً سوق الموالح (سوق البزر)، وكذلك سوق النجارين.

أما سوق الحذائين، والنجارين فهما قديمان، بينما يعتبر سوق الموالح من الأسواق الحديثة حيث تمّ بناؤه حديثاّ وأيضاً سوق الخضار.

وشارع أبي العلاء المعري اليوم هو الشارع الرئيسي في معرة النعمان إضافة لوجود شارعين موازيين له شارع الكرنيش من الشمال وشارع الفرن من الجنوب.