جمعت قرية "البارة" بين الحضارة القديمة والحديثة والعقائد الدينية المختلفة وفن هندسة العمارة الدقيق، واشتهرت بآثارها وأحجارها الضخمة التي تعود إلى عصور مختلفة تتوزع ما بين العهود الرومانية والبيزنطية والعربية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "محمد موسى الحبوب" أحد أبناء القرية بتاريخ 24 حزيران 2020 ليحدثنا عنها وعن تموضعها الجغرافي فقال: «تقع "البارة" على السطح الغربي لجبل "الأربعين" في ريف "إدلب" بين ثنايا جبل "الزاوية"، وتبعد حوالي 34 كيلو متراً عن مدينة "إدلب"، مناخها معتدل يجمع كل فصول السنة، وصل عدد سكانها عام 2014 إلى حوالي 20 ألف نسمة، أما مساحتها فَتبلغ حوالي 6 كم مربع وتضم أكبر مجموعة من الآثار التي تعود إلى العهود الرومانية والبيزنطية والعربية، وكان السُياح يتوافدون إليها من كل مكان لجمال آثارها ولوحاتها التراثية وتصاميمها المعمارية الضخمة، واشتهرت آثارها بالكنائس التي اكتشف منها خمسة، ثلاثة منها على شكل بازيليكي؛ أي لها ثلاثة أجنحة».

تجلت في "البارة" العمارة العسكرية والإسلامية قبل مجيء الغزو الصليبي، وذُكرَ أن الرحالة "دو فوغيه" قد رسم "البارة" عند زيارته لها عام 1862، وقرأ على أحد أبواب كنائسها العبارة التالية: (ليحفظ الله دخولك وخروجك من الآن وإلى الأبد آمين)، وإلى الآن لم يتم إدراجها في قائمة أهم المواقع الأثرية

أما "فادي موسى الحبوب" المدرس السابق في هذه القرية فقال: «سقوف آثارها وبيوتها الأثرية منهارة، وزخارفها بسيطة ومريحة للعين، نُقش على بعض جدران البيوت اسم السيد "المسيح"، كما تتميز بيوتها الأثرية وكنائسها بوجود صلبان متركزة في وسطها، وفي حيّها الغربي توجد الفيلات الفخمة والبيوت الحجرية ومن أهمها بيت "دير سوباط" الذي يحوي معاصر زيت الزيتون، أما المقابر فيها قد هُندست بطريقة رائعة عليها نقوش متنوعة وزخارف، ويعود تاريخ هذه القبور إلى القرنين الخامس والسادس ميلادي، ولا ننسى قلعة "أبو سفيان" المعروفة باسم "البرج" وتُعد من أقدم القلاع وتعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي».

من آثارها الحجرية

وتابع قائلاً: «تجلت في "البارة" العمارة العسكرية والإسلامية قبل مجيء الغزو الصليبي، وذُكرَ أن الرحالة "دو فوغيه" قد رسم "البارة" عند زيارته لها عام 1862، وقرأ على أحد أبواب كنائسها العبارة التالية: (ليحفظ الله دخولك وخروجك من الآن وإلى الأبد آمين)، وإلى الآن لم يتم إدراجها في قائمة أهم المواقع الأثرية».

وأضاف "الحبوب": «من الناحية الزراعية، تشتهر "البارة" بأشجار الزيتون والجوز واللوز والتين والسمسم والكرز، وتُعد أرضها من الأراضي الخصبة الوفيرة لكثرة الآبار فيها، كما تشتهر بزراعة الكرمة منذ القديم، وتستخرج منها الخمور التي كانت تصدرها للدولة البيزنطية، أما عن الصناعة فقد اشتهرت سابقاً بصناعة السجاد والحياكة وصناعة النسيج والأحذية والخزف التي تصدر إلى "أفاميا وأنطاكيا"، لتستورد بدلاً منها القرميد والخشب لبناء الكنائس التي اشتهرت بها».

من المقابر

الجدير بالذكر أنّ "البارة" تتبع إدارياً لناحية "إحسم" ومنطقة "أريحا"، وسميت "المدينة المنسية" بسبب الزلزال العنيف الذي أصابها عام 1157 وتسبب بهجرة أهلها.

محمد الحبوب