ظلت الوقاية من عيون الحسّاد الشغل الشاغل للإنسان منذ أقدم الأزمان، فكانت الخرزة الزرقاء والرقى والتعاويذ المختلفة التي يعتقد الإنسان بقدرتها على رد أذى عين الحاسد.

الحاجة "أمينة المحمد" تحدثت عن بعض المعتقدات الشعبية التي اتبعتها الجدّات والأمهات لرد شر العين الحسودة حيث تقول: «ظلت "الخرزة الزرقاء" هي الأكثر شيوعاً بما يخص الوقاية من الحسد، فكانت الأمهات تلجأ سابقاً لتعليق خرزة زرقاء بشكل عين على كتف وليدها وخاصة الذكر لحمايته من عيون الحسّاد، وحتى اليوم لا تزال بعض النساء وخاصة في المناطق الريفية يؤمنّ بقدرة "الخرزة الزرقاء" على صد شرور العين الحاسدة، ومن المعتقدات الشعبية التي كانت سائدة لتخليص المحسود من شر الحسد هي "صهر الرصاصة"، حيث يتم صهر قطعة من الرصاص على النار ومن ثم صبها في وعاء ماء موضوع أعلى رأس الشخص المحسود والذي يتم تغطية رأسه بقطعة قماش، فعند صب الرصاص المصهور بالماء يصدر صوتاً يدل على قتل الحسد، وبعد تجمد الرصاصة تأخذ شكلاً معيناً يعتبر تمثيلاً للشخص الحاسد، ثم نكرر العملية حيث تتفتت الرصاصة وتغدو غير قابلة على إصدار الصوت والتجمد، عندها نكون قد تخلصنا من أضرار العين الحاسدة بشكل كامل، كذلك هناك "الرقى والحجابات" التي يحملها الشخص معه أو يضعها في إحدى زوايا بيته لرد شرور الحاسدين، وكذلك الأساور الزرقاء التي توضع في معصم الطفل الصغير».

ظلت "الخرزة الزرقاء" هي الأكثر شيوعاً بما يخص الوقاية من الحسد، فكانت الأمهات تلجأ سابقاً لتعليق خرزة زرقاء بشكل عين على كتف وليدها وخاصة الذكر لحمايته من عيون الحسّاد، وحتى اليوم لا تزال بعض النساء وخاصة في المناطق الريفية يؤمنّ بقدرة "الخرزة الزرقاء" على صد شرور العين الحاسدة، ومن المعتقدات الشعبية التي كانت سائدة لتخليص المحسود من شر الحسد هي "صهر الرصاصة"، حيث يتم صهر قطعة من الرصاص على النار ومن ثم صبها في وعاء ماء موضوع أعلى رأس الشخص المحسود والذي يتم تغطية رأسه بقطعة قماش، فعند صب الرصاص المصهور بالماء يصدر صوتاً يدل على قتل الحسد، وبعد تجمد الرصاصة تأخذ شكلاً معيناً يعتبر تمثيلاً للشخص الحاسد، ثم نكرر العملية حيث تتفتت الرصاصة وتغدو غير قابلة على إصدار الصوت والتجمد، عندها نكون قد تخلصنا من أضرار العين الحاسدة بشكل كامل، كذلك هناك "الرقى والحجابات" التي يحملها الشخص معه أو يضعها في إحدى زوايا بيته لرد شرور الحاسدين، وكذلك الأساور الزرقاء التي توضع في معصم الطفل الصغير

الباحث التاريخي "فايز قوصرة" تحدث لموقع eIdleb عن المكتشفات الأثرية الخاصة برد شرور الحسد بالقول: «لهذا الاعتقاد جذور في تراثنا التقليدي يبرز جلياً من خلال اللقى الأثرية المكتشفة، ومن أقدم الوثائق عنها نُصُب موجود في متحف "حلب"، مصدرها "تل براك" (350– 330 ق م) في محافظة "الحسكة"، وهو من الحجر الرخامي الأبيض عرضت للأكتاف والرقبة والعيون، اعتبرها بعضهم رموزاً لإله معين، ولكن هي على الأغلب نذور من المصلين لعين الحسد الشريرة، ويقول الباحثون ليس لها مثيل في "سورية"، وهناك نصب آخر عثرت عليه في قرية "برج هاب" غرب مدينة "إدلب" بـ 7 كم ، وهو عبارة عن عمود اسطواني الشكل نقر عليه رسم لعيون، ولم أجد خلال جولاتي مثيلاً لهذا النقش، ولعله نصب أمام أحد البيوت الخاصة بالأثرياء أو هو من بقايا معبد وثني سابق أرجح هو من القرن الأول أو الثاني الميلادي، أيضاً من صور عين الحسد لوحة فسيفساء في متحف إنطاكية والمسماة عندهم "عين الشيطان" ترقى للقرن الثاني الميلادي، اللوحة ذات إطار متعارف عليه في كثير من اللوحات، تظهر فيها العين وقد شنت حيوانات عدة الهجوم عليها بأسلحة مختلفة كوسيلة لاتقاء شرها، حيث تهاجمها التمائم الشعبية: غراب أسود، حربة مثلثة الشعب (رمح قصير ثلاثي)، سيف، عقرب، ثعبان، كلب، حشرة (أم أربع وأربعين)، ويظهر في اللوحة "الأحدب المبخت" وهو يحمل أشياء مدببة يوجهها إلى اليسار ضد الحاسد، وفوقه كلمة (كايسي) باليونانية وتعني تشخيص الحسد، قائلا لنا لا تحسدوني مهما كانت تعاويذكم ضدي».

نذور لعين الحسد الشريرة مكتشفة في تل براك في الحسكة

ملاحظة: صور المكتشفات الأثرية من أرشيف الباحث فايز قوصرة.

عمود نقشت عليه عين الحاسد مكتشف في قرية برج هاب في إدلب
لوحة فسيفساء عين الشيطان