يمكن القول بأن اتصال المجاهد "إبراهيم هنانو" مع المجاهد "عمر البيطار" والشيخ "صالح العلي" كان بمثابة ولادة جديدة لانطلاق ثورة الشمال بتنظيم وفعالية كبيرة، ورداً واضحاً على محاولات الاستعمار الفرنسي بث الفرقة بين الثوار الذين تصدوا لقواته الغازية.

المؤرخ "فايز قوصرة" تحدث التواصل المشترك بين ثورة "الشمال" وثورة "الساحل" حيث يقول: «لم تكن بداية التواصل خافية على الفرنسيين، إذ أدركوا أهمية التعاون بين هاتين الثورتين، لذلك بدؤوا بالتفريق الطائفي بالدعوة إلى ترسيخه في الساحل وجباله، وكلما جرت محاولة التواصل بينهما كانوا يسعون إلى إحباطها حتى ولو بتمزيق شرايين الثورتين المتصلة، لذلك كانت أولى مخططاتهم احتلال مدينة "جسر الشغور" أو المناطق الشرقية المتاخمة لجبال "اللاذقية وطرطوس" لفصل الساحل عن الداخل، ولكن وعي المجاهدين أحبط كل محاولاتهم، لقد كانت البداية شعور أبناء منطقة "الحفة" بمحاولات الفرنسيين توسيع شقة الخلاف، فأقسموا على الثأر منهم، لذلك أرسلوا وفداً برئاسة "عمر البيطار" يرافقه "صبحي اللاذقاني وخيرو القصاب" إلى الزعيم "إبراهيم هنانو" في "كفرتخاريم" يعرضون عليه الانضمام إلى حركته الثورية، والعمل تحت لوائه، كذلك تم التواصل بين ثورة الشيخ "صالـح العلـي" وثورة "إبراهيم هنانو"، وخير من وضح لنا حقيقة هذا التواصل "د.عبد اللطيف يونس" في كتابه عن ثورة الشيخ "صالـح العلـي" إذ يقول: (أوفد الشيخ في 10 شباط 1921 المجاهد المعروف حبيب محمود للاتصال بالمرحوم إبراهيم هنانو وعرض حاجة الثورة إلى السلاح، وإلى ضباط فنيين يساعدون الشيخ في إدارة العمليات الحربية بعد عودة الضباط الذين كان أوفدهم الملك فيصل عقب انهيار المقاومة في "الشيخ بدر"، واستقبل هنانو رسول الشيخ بالحفاوة والترحاب وأظهر له كل استعداد للمساعدة بالمال والسلاح، كان قد أرسل معه أربعة ضباط لهم أثر ملحوظ في إدارة العمليات الحربية التي دارت بعدئذ، وكان تعاون الثورتين وثيقاً، وكانت ثورة "هنانو" أكثر غنى واستعداداً من ثورة الشيخ بعد أن انتقلت إلى الشمال، وليس في حوزة قائدها إلا عدد محدود من البنادق الحربية ذلك لأن ثورة "هنانو" كانت تمدها جهات مختلفة وتمولها، وكثيراً ما هاجمت كتائب من ثورة هنانو لنجدة إخوانهم حينما كان العدو يحاول التغلغل إلى الجبل من جهة الشرق بغية تطويقه، ومن الإنصاف للحقيقة والتاريخ أن نقرر هنا حقيقة واقعة وهي أن استمرار الثورة في الشمال واحتدامها وثباتها كل تلك الفترة الطويلة، إنما يعود فضل كبير فيه للمرحوم "إبراهيم هنانو" وهي حقيقة يجب أن تذكر وأن تسجل وقد ذكرها لنا الشيخ "صالح" بكل تقدير)».

في شهر شباط 1920م بعد وقوع "جسر الشغور" في يد الثوار، يقرر "هنانو" التوجه نحو قلعة "صهيون" (قلعة صلاح الدين اليوم) لتطهيرها من كتائب الفرنسيين التي وصلت إليها عن طريق "الحفة"، فأوفدوا رسولاً وهو المجاهد الشجاع "محمود الإستنكاوي" وبرفقته نفر من المجاهدين وقد زودوه بكتاب إلى السيد "عمر البيطار" من يد "هنانو" يدعوه إلى حمل السلاح ومشاركتهم الجهاد في سبيل الله، واعلموه بتثبيت خطته التي ترمي إلى تطهير منطقته من الفرنسيين، وتحت جنح الظلام من ليلة 28 شباط وصلت كتائب المجاهدين إلى قرية "عمر البيطار" "شير القاق" برئاسة "إبراهيم هنانو" يرافقه عدد من المجاهدين يربو عددهم على الـ 700 مجاهد، وعند وصولهم إلى منطقة "عمر البيطار" استقبلوهم بالترحاب، فانضم إليهم "عمر البيطار" ومن معه، ليتوجهوا إلى منطقة "صهيون" لمؤازرتها في ثورتها، بعد احتلال الساحل أقام الفرنسيون في قرية "بابنا" حامية عسكرية لكونها واقعة على ضهرة جبلية ولوقوعها قرب الطريق الرئيسي "اللاذقية – جسر الشغور" وقربها من منطقة "الحفة"، ولما كثرت تعدياتها صمم ثوار منطقة "الحفة" الهجوم على الحامية وتحريرها بالتعاون مع ثوار "هنانو" بعد تحرير "جسر الشغور"، وفي 16 – 22 نيسان 1920 يتحرك 1000 مقاتل ظلوا يحاصرونها ويناوشونها سبعة أيام إلى أن جاءت نجدة فرنسية من عشرة آلاف تؤازرها قوات العملاء وتنقذ المحاصرين، لقد أعطانا تقرير الكولونيل الفرنسي "نيجر" بوضوح حقيقة التواصل بين ثورتي "الشمال وجبال الساحل"، وهو قد أطلق على من تعاون مع ثورة الشمال من أبناء جبال الساحل أنهم "يرحلون إلى الجسر" بل هم غادروا منطقة "صهيون" وانضموا إلى ثورة "هنانو"، وكذلك ما ورد في موافقة الشيخ "صالح العلي" على خطة الزعيم "هنانو" التي وضعها مع "عمر البيطار" بأن يرسل رسوله إليه طالباً التعاون بين الثورتين، فرحب هنانو كل الترحيب

ويضيف "قوصرة": «في شهر شباط 1920م بعد وقوع "جسر الشغور" في يد الثوار، يقرر "هنانو" التوجه نحو قلعة "صهيون" (قلعة صلاح الدين اليوم) لتطهيرها من كتائب الفرنسيين التي وصلت إليها عن طريق "الحفة"، فأوفدوا رسولاً وهو المجاهد الشجاع "محمود الإستنكاوي" وبرفقته نفر من المجاهدين وقد زودوه بكتاب إلى السيد "عمر البيطار" من يد "هنانو" يدعوه إلى حمل السلاح ومشاركتهم الجهاد في سبيل الله، واعلموه بتثبيت خطته التي ترمي إلى تطهير منطقته من الفرنسيين، وتحت جنح الظلام من ليلة 28 شباط وصلت كتائب المجاهدين إلى قرية "عمر البيطار" "شير القاق" برئاسة "إبراهيم هنانو" يرافقه عدد من المجاهدين يربو عددهم على الـ 700 مجاهد، وعند وصولهم إلى منطقة "عمر البيطار" استقبلوهم بالترحاب، فانضم إليهم "عمر البيطار" ومن معه، ليتوجهوا إلى منطقة "صهيون" لمؤازرتها في ثورتها، بعد احتلال الساحل أقام الفرنسيون في قرية "بابنا" حامية عسكرية لكونها واقعة على ضهرة جبلية ولوقوعها قرب الطريق الرئيسي "اللاذقية – جسر الشغور" وقربها من منطقة "الحفة"، ولما كثرت تعدياتها صمم ثوار منطقة "الحفة" الهجوم على الحامية وتحريرها بالتعاون مع ثوار "هنانو" بعد تحرير "جسر الشغور"، وفي 16 – 22 نيسان 1920 يتحرك 1000 مقاتل ظلوا يحاصرونها ويناوشونها سبعة أيام إلى أن جاءت نجدة فرنسية من عشرة آلاف تؤازرها قوات العملاء وتنقذ المحاصرين، لقد أعطانا تقرير الكولونيل الفرنسي "نيجر" بوضوح حقيقة التواصل بين ثورتي "الشمال وجبال الساحل"، وهو قد أطلق على من تعاون مع ثورة الشمال من أبناء جبال الساحل أنهم "يرحلون إلى الجسر" بل هم غادروا منطقة "صهيون" وانضموا إلى ثورة "هنانو"، وكذلك ما ورد في موافقة الشيخ "صالح العلي" على خطة الزعيم "هنانو" التي وضعها مع "عمر البيطار" بأن يرسل رسوله إليه طالباً التعاون بين الثورتين، فرحب هنانو كل الترحيب».

الزعيم إبراهيم هنانو
المجاهد عمر البيطار
الشيخ صالح العلي