على هضبة ترتفع في الجهة الشرقية من قرية "عين لاروز" الواقعة على بعد 15 كم شمال غرب مدينة "كفرنبل"، توجد مجموعة من أشجار الزيتون يسميها أهالي القرية "زيتون الضهر" وهي إحدى أقدم أشجار الزيتون في محافظة "إدلب" وربما في "سورية"، فهذه الشجرات المعمرة تعتبر الأقدم في المنطقة حتى إن كبار السن في القرية وآباؤهم (كما يذكرون) لا يذكرون هذه الأشجار إلا وهي قائمة.

موقع eIdleb زار "زيتون الضهر" في قرية "عين لاروز" والتقى مع السيد "عبد الحميد بكري قنطار" مالك هذه الأشجار وأحد أكبر معمري القرية حيث إنه من مواليد عام 1929 حدثنا عن هذه الأشجار بالقول: «منذ أكثر من 400 عام عندما أتينا لنستقر في القرية كانت أراضي القرية "مشاع" أي غير موزعة بين الأهالي، فقام الأهالي بتقسيمها إلى سبعة "فدادين" إذ إن موسم الفدان يقدر بـ 300 شوال قمح، وكانت أرض "زيتون الضهر" من نصيب أجدادي القدماء حيث كان عددها يقارب ألف عود (شجرة)، ولكن مع تقدم الزمن وازدياد عدد الأولاد والأحفاد تم تقسيم أشجار "زيتون الضهر" على الورثة لتصبح هذه القطعة من الأرض من نصيبي، حيث تضم حالياً بحدود 15 شجرة زيتون، وبالنسبة لي فلا أذكر متى زرعت هذه الأشجار ولا حتى أبي أو جدي وذلك منذ أن قدمنا إلى هذه القرية قبل حوالي 400 عام تقريبا».

منذ أكثر من 400 عام عندما أتينا لنستقر في القرية كانت أراضي القرية "مشاع" أي غير موزعة بين الأهالي، فقام الأهالي بتقسيمها إلى سبعة "فدادين" إذ إن موسم الفدان يقدر بـ 300 شوال قمح، وكانت أرض "زيتون الضهر" من نصيب أجدادي القدماء حيث كان عددها يقارب ألف عود (شجرة)، ولكن مع تقدم الزمن وازدياد عدد الأولاد والأحفاد تم تقسيم أشجار "زيتون الضهر" على الورثة لتصبح هذه القطعة من الأرض من نصيبي، حيث تضم حالياً بحدود 15 شجرة زيتون، وبالنسبة لي فلا أذكر متى زرعت هذه الأشجار ولا حتى أبي أو جدي وذلك منذ أن قدمنا إلى هذه القرية قبل حوالي 400 عام تقريبا

ويتابع الحاج "عبد الحميد القنطار" حديثه قائلاً: «تقع هذه الأرض شرقي القرية فوق هضبة كلسيه بالقرب من القصر الروماني القديم والمعروف، ويعتقد أن أصحاب هذا القصر الروماني هم من غرس هذه الأشجار في أرض ذات خواص ملائمة لزراعة الزيتون، فهي أرض حمراء مائلة للصفار فيها "عرق بياض" (نسبة كلس كبيرة) وهو ما يسمح بإعطاء جذور الأشجار برودة ورطوبة لذلك فهي جيدة رغم أنها أرض بعلية لا يتم سقايتها، أما عن طبيعة الاعتناء بها أو الخدمة فأقوم بتقليم الأشجار سنة بعد سنة وأحرثها بالسنة أربع أو خمس مرات حسب الأمطار، واذكر تماماً أنه منذ ستين سنة ضربت موجة من الصقيع القرية ما أثر على أشجار القرية بكاملها وخصوصاً الزيتون حيث أدت إلى هلاكها باستثناء "زيتون الضهر" حيث لم يتأثر بالموجة ولم تصب الأشجار بأي أضرار تذكر، وبخصوص موسم هذه الأشجار فكونها معمرة فإن الشجرة الواحدة تعطي شوالاً (الشوال 100 كغ) و"الشوال" يعطي 50 كغ من الزيت وهي نسبة ممتازة، وزيت "زيتون الضهر" لا مثيل له من حيث الطعم والنكهة وهو من أفضل النوعيات في المنطقة».

إحدى أشجار زيتون الضهر

السيد "مصطفى إسماعيل قنطار" صاحب مكتب عقاري لبيع وشراء الأراضي الزراعية في قرية "عين لاروز" تحدث عن أهمية زراعة الزيتون وقدمها بالقرية قائلا: «لقد اشتهرت منطقتنا بزراعة الزيتون والكرمة منذ القِّدم، ودليل عراقة منطقتنا بزراعة الزيتون هو انتشار عدد من معاصر الزيتون الرومانية في القرية وخصوصاً بجانب "زيتون الضهر"، فهناك معصرتان أثريتان واحدة في الجهة الجنوبية وهي ضمن القصر الروماني القديم وأخرى في الجهة الشمالية الغربية، هذا عدا عن المعاصر الموجودة ضمن القرية وأخرى لم تكتشف بعد، ويعتبر "زيتون الضهر" أقدم زيتون معمر في القرية بالإضافة لبستان آخر يقع بالجهة الغربية للقرية وهو بجانب بقايا كنيسة قديمة، ولكن حالياً تراجعت زراعة الزيتون والكرمة ليحتل المرتبة الثانية بعد الكرز الذي دخل حديثاً على القرية وتوجه الأهالي لزراعته بشكل كبير على حساب بساتين الزيتون والكرمة».

عبد الحميد قنطار
معصرة رومانية قديمة قرب الأشجار