"الحَّجل" طير بري جبلي ذكي جداً، شكله رائع الجمال، يسكن الجبال والسهول والصحراء، ما زال صدى صوته في آذان الأجداد يسردون عنه أجمل القصص والذكريات.

موقع eIdleb وأثناء وجوده في قرية "عين لاروز" زار منزل السيد "عدنان محمد عبد الساتر" أحد عشاق "الحَّجل" وهو من مواليد قرية "عين لاروز" عام 1959 م حيث تحدث عن تجربته مع "الحَّجل" قائلاً: «كانت البداية منذ عام 1990 كنت في إحدى الأراضي القريبة من القرية حيث وجدت أربعة أفراخ صغيرة من "الحَّجل"، فأخذتها إلى المنزل واعتنيت بها حتى كبرت، وفي السنة الثانية بقي منها ذكر وأُنثى حيث وضعت الأنثى خمس عشرة بيضة في شهر نيسان، خرج منها خمسة عشر فرخاً، ومنذ ذلك الوقت وأنا أربي "الحَّجل" في منزلي أما عن طبيعة طعام "الحَّجل" فهو يأكل الحبوب بشكل عام والأعشاب الخضراء وبعض الحشرات وأطعمه من الحبوب "القمبز" وخاصة في فصل الشتاء والبرد حيث يمده بالحرارة، وأهم شيء بالنسبة للحجل هو أكل الحصى الناعمة من أجل تسهيل عملية الهضم، والحجل يغتسل ويستحم بالتراب اليابس».

لا اذكر إلا والحجل موجود بمنزلنا ومنذ صغري وأنا أساعد والدي بتربيته فاحضر بعض الحشرات والأعشاب من البرية لإطعام أفراخ الحجل واعتني بها في غياب والدي

ويتابع السيد "عدنان" الحديث عن طبيعة "الحَّجل" قائلاً: «"الحَّجل" طير بري جبلي وهو ذكي جداً يعيش ضمن مجموعات كافة أيام السنة، وكل مجموعة يترأسها قائد وهو الذكر الأقوى يتولى الدفاع عن منطقة " الشلح" ( الشلح مجموعة من الطيور) ضد بقية المجموعات وإنذار أفراد المجموعة عند اقتراب أي خطر، ويصل عدد الطيور بالشلح بحدود 25 طيراً، أما بموسم التزاوج ابتداء من شهر شباط وحتى أيار ينقسم الشلح إلى أزواج ذكر وأنثى وكل زوج يحتل منطقة معينة يبني فيها عشه ويدافع عنها، و"الحَّجل" يتكيف مع المنطقة التي يعيش فيها فيعطي لون وشكل منطقته فمنه "الحَّجل" الأبيض أو الشرقي الذي يعيش في المنطقة الشرقية "جبل عبد العزيز"البلعاس"أبو رجمين" ويطلق عليه أحيانا "الحَّجل" الصحراوي للونه المائل للصفار وهو أفضل الأنواع لتحمله للجو القاسي ومقاومته للأمراض، وهناك "الحَّجل" الجبلي الذي يعيش في منطقتنا لونه مائل للزرقة ثم يأتي "الحَّجل" الذي يعيش في السهول والغابات لونه أزرق مائل للسواد بعض الشيء، و مثل ما نحن البشر نتعرف على بعضنا الآخر من خلال الأصوات ونفهم على بعضنا، كذلك "الحَّجل" فله نغمات متنوعة منها "القبا" وهو صوت ضخم وقوي، ومنه " التتر " وهو صوت سريع وحاد، ومنه "الآل" وهو صوت طويل ومن خلال خبرتي الطويلة مع "الحَّجل" أصبحت أعرف كل صوت وما يعنيه فهناك أصوات يقصد بها "الحَّجل" تنبيه بقية الطيور عن خطر كطير جارح أو وحش بري، وأخرى يقصد بها التحدي والقتال بين قادة المجموعات، وأصوات يريد بها البحث عن ولف أو زوج في موسم التزاوج».

السيد عدنان وهو يعتني بالحجل

ويضيف السيد "عدنان": «يجب أن يكون عمر الطير من سنة وفوق حتى يصبح قادراً على التكاثر وعادة أنا أوفر له الشروط الملائمة لذلك، فأقوم بتدفئتها بالمدفأة أو الكهرباء أو الشمس حتى ينضج المبيض ويحيض، وعندها أضعه في حظيرة بطول خمسة أمتار وعرض أربعة أمتار خارج المنزل أو داخل المنزل بحيث لا تكون صغيرة، لأن الذكر عندما يحيض يحاول إجبار الأنثى على التزاوج وقد يؤذيها فعندما تكون المساحة كبيرة تستطيع الهروب منه مؤقتا، وعندما تضع الأنثى البيض تحفر حفرة صغيرة بالأرض وتضع القليل من القش ثم تضع بحدود العشرين بيضة خلال مدة قد تمتد شهرا ثم ترقد على البيض ثلاثة أسابيع، عندها تخرج الأفراخ وتكون ضعيفة في البداية لا تستطيع الطيران فتعتني بها الأم ويكون طعامها المفضل بعض الحشرات والأعشاب، وبعد أن يصبح عمرها خمسة عشر يوما تصبح قادرة على أكل الحبوب، وتكون مهمة الذكر هنا مراقبة الوسط المحيط والتنبيه عند اقتراب أي عدو، وفي أعوام الخير والخصب تضع الأنثى البيض مرتين في السنة وفي أعوام المحل والجفاف يمتنع الحجل عن البيض لعدم نضج المبيض، وأذكر في إحدى السنين وضعت أنثى حجل 46 بيضة ما أثار دهشتي فتذكرت عندها إنني كنت أطعمها "البصل" حيث يعتبر مهيجا جنسيا جداً "للحَّجل"، وأنثى الحجل لا تستطيع أن ترقد فوق هذا العدد من البيض فأخذت قسما منه ووضعته تحت دجاجة وفعلا خرج 46 فرخا كنت أخرج بها للبرية كي ترعى وبعد ذلك اعتادت على المنزل فكانت تخرج باكراً وتعود قبل الغروب إلى المنزل بنفسها».

الشاب "شاكر عبد الساتر" ابن السيد "عدنان" تحدث للموقع عن تربية "الحَّجل" بالمنزل قائلاً: «لا اذكر إلا والحجل موجود بمنزلنا ومنذ صغري وأنا أساعد والدي بتربيته فاحضر بعض الحشرات والأعشاب من البرية لإطعام أفراخ الحجل واعتني بها في غياب والدي».

الشاب شاكر عبد الساتر
ذكر و أنثى الحجل