لم يكن الأهالي في منطقة "معرة النعمان" سابقاً يألفون مصطلح "المعالجة الفيزيائية" للأمراض، وكان البعض يعتقد بأنه يعني "التدليك والمساج"، ولكن ومنذ أعوام قليلة فقط بدأ هذا المصطلح يتداول بكثرة على ألسنة الناس، ساعد على ذلك الانتشار الملحوظ لمراكز المعالجة الفيزيائية في مدينة "معرة النعمان" الأمر الذي أشاع وعياً عاماً بأهمية هذه الطريقة الطبيعية في العلاج.

السيد "عبسي القاق" تعرض لحالة شلل كامل في طرفه الأيمن، ويخضع حالياً لجلسات علاج فيزيائي في أحد مراكز "المعرة" قال لموقع eIdleb: «أداوم على جلسات المعالجة الفيزيائية منذ أربعة أشهر، وألاحظ تحسنا واضحا في حالتي حيث كنت سابقا كامل جانبي الأيمن لا يتحرك أما اليوم وبعد هذه الفترة من المعالجة فأصبحت بفضل الله أحرك كل طرفي باستثناء كفي وقدمي بعد أن كان كامل طرفي الأيمن مصابا بشلل كامل، ولو أني لم أتأخر على حالتي بسبب جهلنا سابقا لهذا النوع الفعال من المعالجة لكانت نسبة التحسن ممتازة جدا، والحمد لله الذي أكرمنا بالعلم على إيجاد هذه الطرق الطبيعية والفاعلة في العلاج والتي لم نكن نتصور سابقا بأن هناك دواء للشلل، فأنا بعد مرحلة المعالجة أشعر بتحسن كبير ونسبة الشفاء من إصابتي قاربت 90 بالمئة، وهذا جعلني أثق بشكل كبير بهذه الطريقة في المعالجة التي لم نكن معتادين عليها في السابق ولم نكن نتوقع أن يكون هناك علاج يجعل الطرف المشلول يعود يتحرك، والمعالجة التي خضعت لها تتضمن مساجا لليد والرجل وصدمات كهربائية وتمرينات محددة، وأعتقد أن أصحاب تلك المراكز هنا يتمتعون بخبرة جيدة في هذا المجال، إلى جانب أنهم يهتمون كثيراً بالمريض كما أن تكلفة جلسة المعالجة الفيزيائية بسيطة وهي بمقدور كافة الطبقات الفقيرة، والعلاج الفيزيائي ذو فائدة كبيرة في الشفاء ولا يكلف مبالغ مادية كما هو الحال في المعالجة الدوائية».

أشعر بأني استعدت ما يزيد على 95 بالمئة من عافيتي، وخلال الفترة القادمة متفائل جداً بإذنه تعالى بأن أتماثل للشفاء بشكل كامل، أشجع كثيراً على هذا النوع من العلاج حيث ألاحظ بأنه بدأ يحظى باهتمام كبير من الأهالي، وهناك انتشار واسع لمفهومه بين الناس وصار المواطن يهتم كثيرا بهذا الموضوع بهدف الإلمام بهذا النوع من العلاج الطبي الطبيعي

الدكتور "تقي اليوسف" أحد الذين اتبعوا جلسات معالجة فيزيائية وقد استعاد عافيته يقول عن ذلك: «أشعر بأني استعدت ما يزيد على 95 بالمئة من عافيتي، وخلال الفترة القادمة متفائل جداً بإذنه تعالى بأن أتماثل للشفاء بشكل كامل، أشجع كثيراً على هذا النوع من العلاج حيث ألاحظ بأنه بدأ يحظى باهتمام كبير من الأهالي، وهناك انتشار واسع لمفهومه بين الناس وصار المواطن يهتم كثيرا بهذا الموضوع بهدف الإلمام بهذا النوع من العلاج الطبي الطبيعي».

عبسي القاق

المعالج الفيزيائي "محمد صلاح الصفر" الاختصاصي في علاج وتأهيل الإصابات العصبية والمفصلية والشلل بأنواعه وصاحب أول مركز للمعالجة الفيزيائية افتتح في "معرة النعمان" قال: «تعتبر مهنة المعالجة الفيزيائية أو العلاج الطبيعي من التطورات التي شهدها القطاع الطبي وأضحت المعالجة الفيزيائية اختصاصا قائما بحد ذاته ويضم عدة طرق وأجهزة تستخدم لكل عضو من أعضاء الجسم وقد وجد هذا الاختصاص الفعال في الشفاء لعدد كبير من الأمراض الذي لا ينفع معها العمل الجراحي ولا استخدام العقاقير والأدوية وأيضاً لكونه لا يسبب أضراراً ومشاكل للمرضى إلا في حال سوء استخدام المعالجة نتيجة عدم التنفيذ الصحيح أو العمل لغير الاختصاصيين به، منذ عشرة أعوام بدأت العمل في مركز المعالجة الفيزيائية، وقد كنا مع بداية العمل نعاني في عدم معرفة الناس بالمعالجة الفيزيائية حتى على مستوى بعض الأطباء، لذلك وبغية التغلب على هذه المشكلة قمت عند افتتاح المركز بتنظيم حفل دعوت إليه جميع أطباء "المعرة" وعددا كبيرا من المعارف والأصدقاء بغية نشر مفهوم المعالجة الفيزيائية بين الأهالي، ومنذ ثلاث سنوات فقط لاحظت أن الأهالي باتوا يثقون بالمعالجة الفيزيائية وصار المركز يشهد إقبالا جيدا من قبل المرضى، ولكن مازال هناك عدم تعاون كامل من قبل أطباء العصبية والعظمية مع مراكز المعالجة الفيزيائية، فمن المفروض أنه أكثر من 25 بالمئة من مرتادي العيادتين العصبية والعظمية يجب تحويلهم إلى مراكز المعالجة الفيزيائية، سواء لمعالجة الدسك أو التشنج العضلي أو شلل أو مناقير أو شلل دماغي، وهناك حالات عديدة تعتبر المعالجة الفيزيائية هي الأنسب لها وخاصة في بداية الإصابة».

ويضيف "صلاح الصفر": «المركز يستقبل حالات الشلل بجميع أنواعها والجلطات وشلل الولادة (خلع الولادة) وآلام العمود الفقري الدسك والمناقير وانزلاق الفقرات وإصابات النخاع الشوكي، وتتميز المعالجة الفيزيائية بأنه ليس لها أية آثار جانبية، فهي علاج طبيعي تهدف بشكل أساسي لتقوية الأعصاب والعضلات والمفاصل، فنحن نحاول إعادة تأهيل الضعف الموجود لدى المريض، ومؤخراً بتنا نلاحظ وعيا كبيرا من قبل المرضى أثناء تنفيذ جلسات العلاج الفيزيائي، فسابقاً كان بعض المرضى يسخرون من بعض حركات العلاج ويعتبرونها سخيفة أما اليوم فنلاحظ هناك جدية كبيرة من قبل المريض أثناء جلسات العلاج، ويذكر بأن عدد جلسات المعالجة رهن بحالة المريض وشدة إصابته، وفترة العلاج تبدأ بمعدل ثلاث جلسات في الأسبوع ثم جلستين، والمختص بالعلاج الفيزيائي يجب أن يتمتع بنفسية مرحة جداً لأن ذلك ينعكس على المريض، لكوننا بالأساس نعمل على الجانب النفسي إضافة للجانب العضوي، حيث في كثير من الأحيان يأتيك مريض وهو محبط تماماً بسبب مرضه وهنا تبرز أهمية الجانب المعنوي في هذا النوع من العلاج».

محمد صلاح الصفر

يشار إلى أن مراكز المعالجة الفيزيائية تتبع للجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية، والمختصون في هذه المراكز هم خريجو كلية العلوم الصحية في حمص قسم المعالجة الفيزيائية بعد أن كانوا سابقاً خريجو المعاهد الصحية.

أثناء جلسة العلاج