أصبحت الألعاب الإلكترونية حقيقة لا بد من التعامل معها والتعرف على فوائدها وأخطارها خاصة أنها تستهوي معظم الشباب والمراهقين وحتى الأطفال الصغار وبشكل لافت لقضاء أوقات طويلة في رحاب الخيال الذي تقدمه لهم هذه الألعاب التي أطلق عليها اسم ألعاب العصر، حيث اختفت معها تقريباً تلك الألعاب التقليدية القديمة البسيطة التي اعتاد الأطفال والشباب فيما مضى على ممارستها وقضاء أوقات الفراغ والتسلية معتمدة في ذلك سهولة الحصول عليها واقتنائها وممارستها مع انتشار الأجهزة الإلكترونية والتقنيات الحديثة.

هذه النقاط كانت جزءاً من محاور النقاش في الورشة التدريبية للمعلوماتية التي أقامها فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع فرع اتحاد شبيبة الثورة في "إدلب" بتاريخ 19/1/2011 والتي تناول فيها السيد "أحمد سلات" عضو اللجنة الإدارية لفرع الجمعية المعلوماتية بـ"إدلب" الألعاب الأكترونية بجوانبها الايجابية والسلبية وخلال لقاء موقع eidleb معه قال: «تحمل الألعاب الإلكترونية كغيرها من التقنيات فوائد ومضار حسب الطريقة والغاية التي يتم توظيفها من أجله فهذه الألعاب نجد فيها الكثير من الفوائد تبدأ مع ما تقدمه من ترفيه وتسلية مروراً بمساهمتها في تنمية القدرات الذهنية للأطفال والشباب وزيادة سرعة البديهة وإعطاء الثقة بالنفس للطفل أو الشاب، وبالمقابل هناك أخطار وأضرار تنجم عنها مثل الأضرار الصحية نتيجة قضاء ساعات طويلة أمام أجهزة الكومبيوتر كآلام الرقبة والظهر والعينين وكذلك الأضرار السلوكية وتأثر الشباب بمظاهر العنف والعدوانية والأنانية التي تركز عليها هذه الألعاب إضافة إلى الأضرار الاجتماعية الأخرى من عزلة وعقوق للوالدين والتأثر بالأفكار والثقافات الغربية خاصة أن أغلبية تلك الألعاب مصنعة في بلدان تختلف بطريقة التفكير والثقافة والعادات والتقاليد والأعراف وأنه لمقاومة ذلك يجب وجود دور ورقابة للأهل على نوعية الألعاب التي يتعامل معها أبناؤهم والقيام برحلات سياحية وأنشطة صيفية لملء أوقات الفراغ لدى الشباب ومراقبة محلات بيع الألعاب وصالات الألعاب وما تقدمه للشباب ومدى توافر الشروط الصحية والبيئية فيها».

محاكاتها للواقع وجعل اللعبة أقرب إلى الحقيقة لما تتمتع به من عناصر الإبهار وقوة المؤثرات الصوتية والضوئية وما توفره من أجواء الإثارة والخيال ووجود المغامرة والمنافسة في معظم تلك الألعاب

وعن أسباب تأثر الشباب بهذه الألعاب وقوة تأثيرها بهم وانجذابهم نحوها قال "سلات": «محاكاتها للواقع وجعل اللعبة أقرب إلى الحقيقة لما تتمتع به من عناصر الإبهار وقوة المؤثرات الصوتية والضوئية وما توفره من أجواء الإثارة والخيال ووجود المغامرة والمنافسة في معظم تلك الألعاب».

أحمد سلات عضو اللجنة الادارية لفرع الجمعية المعلوماتية بإدلب

وفي رده على سؤالنا حول وجود ألعاب الكترونية بهوية عربية قال "سلات": «المحاولات العربية ضئيلة ومحدودة في مجال تصنيع ألعاب إلكترونية ذات هوية عربية إلا أنها كانت جيدة وذات تأثير مميز ومن تلك المحاولات إنتاج شركة سورية للعبة اسمها "تحت الرماد" عن القضية الفلسطينية ومقاومة الأعداء ولعبة "زويا" الملكة التدمرية ولعبة "أسطورة زورد" وهي من إنتاج شركة إماراتية، كما أن إحدى الجامعات اللبنانية افتتحت فرعاً لتصميم الألعاب الإلكترونية بالتعاون مع معهد عالمي متخصص».

ويقول الشاب "بلال قره محمد": «الألعاب الإلكترونية هي تكنولوجيا لها فوائد ولها أضرار لها إيجابيات وسلبيات وعلى الشخص أن يحسن استغلال الإيجابيات والفوائد التي تحملها، فمثلاً هناك ألعاب تعليمية وعلمية للتسلية وألعاب لقضاء وقت الفراغ وحتى هذه يمكن جعلها مفيدة ولكن شريطة ألا تكون أوقات اللعب على حساب أوقات العمل والدراسة».

حوار مع المشاركين بالورشة

كما قال الشاب "سعيد حمود": «الفائدة من هذه الألعاب التي يجنيها الشاب هي قضاء وقت الفراغ وقلة هم الشباب الذين يتعاملون مع الألعاب التعليمية لأنهم يعتبرون هذه الألعاب وقتا للاستراحة والهروب من أجواء الدراسة، وخطرها أنها تسرق وقت الطالب».

أما الطالبة "وجد معلم" فتقول: «بالتأكيد هناك فوائد وأضرار للألعاب الإلكترونية من تأثير على أفكار وثقافة الشباب وتكوين أفكار وسلوكيات خاطئة نتيجة ما يشاهدونه وقضاء أوقات طويلة مع الخيال الذي يرسمه لهم مخترع هذه اللعبة أو تلك ومحاولته التأثير على أفكار الشباب وسلوكهم ولذلك يجب الحذر والانتباه إلى نوعية الألعاب التي يميل إليها الشباب والأطفال وأن تتم مراقبتها».

الشاب بلال قره محمد