منذ القدم و"الغار" هو رمز للفخر والشجاعة وخاصة عند قدماء اليونانيين، فمنذ ذلك الوقت وإلى الآن لا يزال "الغار" يحمل تلك المعاني والرموز ولايزال هذا الأمر مستخدماً حتى يومنا الحاضر، كما هو غصن الزيتون الذي غدا رمزاً للسلام، ولذلك كان لا بد أن أن يحظى هذا النوع من الأشجار بالاهتمام بزراعته بعد أن كان ينمو ويتكاثر طبيعياً في الغابات والجبال، فما هو "الغار" وما الصفات التي يتمتع بها والفوائد التي يمكن أن نجنيها منه؟.

يقول "عبد الله السليمان" من أهالي قرية "الظهر" في الجبل "الوسطاني" التي تتواجد فيها أشجار "الغار" وبشكل ملحوظ بين الأشجار الحراجية أو في الأراضي الخاصة بالأهالي: «نظراً لفوائد "الغار" قام بعض الأهالي بزراعته في أراضيهم الجبلية ورغم عدم اعتمادهم على هذا النوع من الأشجار إلا أنهم يهتمون بشجرته حيث يقوم البعض ببيع ثماره أو الزيت المستخرج منها إلى أصحاب "المصابن" لاستخدامه في صناعة الصابون وكذلك الاستفادة من أوراقه في كثير من الأمور ويستخلص الزيت من الثمار بالطرق التقليدية حيث توضع ثمار "الغار" في وعاء مع الماء وتغلى لفترة محددة حتى يطفو الزيت على سطح الماء ليتم جمعه بعد أن يبرد وعلى الرغم من أن عصر الثمار دون غلي ذو نتائج جيدة ويمكن عبره الحصول على نوعية أفضل من الزيت إلا أنها غير مستخدمة حتى الآن».

نظراً لفوائد "الغار" قام بعض الأهالي بزراعته في أراضيهم الجبلية ورغم عدم اعتمادهم على هذا النوع من الأشجار إلا أنهم يهتمون بشجرته حيث يقوم البعض ببيع ثماره أو الزيت المستخرج منها إلى أصحاب "المصابن" لاستخدامه في صناعة الصابون وكذلك الاستفادة من أوراقه في كثير من الأمور ويستخلص الزيت من الثمار بالطرق التقليدية حيث توضع ثمار "الغار" في وعاء مع الماء وتغلى لفترة محددة حتى يطفو الزيت على سطح الماء ليتم جمعه بعد أن يبرد وعلى الرغم من أن عصر الثمار دون غلي ذو نتائج جيدة ويمكن عبره الحصول على نوعية أفضل من الزيت إلا أنها غير مستخدمة حتى الآن

كما تحدث المهندس الزراعي "مصطفى زكور" لموقع eIdleb حيث قال: «"الغار" هو نوع من الأشجار الحراجية دائمة الخضرة تنمو في الجبال على ارتفاع يزيد على 900 متر من سطح البحر وهو ينمو طبيعياً في حوض البحر المتوسط، وفي سورية هناك الكثير من المناطق التي ينمو فيها ومنها غابات الساحل وخاصة في "كسب" إضافة إلى الغابات الطبيعية في الجبال المنتشرة في المناطق الداخلية مثل جبل "الوسطاني" وجبل "الدويلة"، ويبلغ ارتفاع شجرته المعمرة ما بين 6 و 10 أمتار ويتكاثر "الغار" بالبذور أو بالعقل ويتراوح طول أوراقه من 5 – 10 سم وتمتاز بكون حوافها متموجة بعض الشيء وتنتشر منها رائحة عطرية مميزة تنبعث من الزيت الطيار الذي تحتويه، أما أزهار شجرة "الغار" فهي بيضاء تتفتح في الربيع وتثمر في الخريف وثمارها بيضوية الشكل لونها أسود عند النضج تشبه ثمار الزيتون إلى حد كبير وهي مصدر أساسي لزيت "الغار" الذي يستعمل في صناعة "صابون الغار" حيث تحتوي ثماره على 30% من زيت "الغار" الذي يتكون من غليسيريدات حمض "الغار" أو "اللوريك" وأحماض دسمة كحمض "البالمبتيك" و"الأولبييك" و"الينؤلييك" و"ايتيرات" حمض "الغار" وهذه الأحماض تمنح النعومة لفروة الرأس لذلك كان استخدامه في صناعة الصابون معروفاً ومفضلاً منذ القدم وما زال».

شجرة الغار

وأضاف: «لقد عرف القدماء الكثير من فوائد "الغار" التي لا تقتصر على جزء منه فأوراق "الغار" ذات فوائد كثيرة سواء أكانت خضراء أم مجففة وهي تقطف في أي وقت من السنة وتحفظ بعد تجفيفها وتستخدم الأوراق والزيت المستخرج منها كما يرى الاختصاصيون في صنع علاج لبعض الآلام مثل عسر الهضم وإزالة قشرة الرأس والأمراض الأخرى التي تصيبها ولتقوية الجلد والحفاظ عليه وكمسكن لبعض الآلام إضافة إلى استخدامها في علاج بعض آلام العضلات وكذلك تستخدم الأوراق كتوابل لإزالة رائحة اللحوم عند الطبخ وإعطائها نكهة خاصة، أما ثماره فيستخلص منها زيت "الغار" الذي يستعمل في صناعة صابون "الغار" وفي صناعة عطر زيت "الغار الطبيعي" فيما تفيد أزهاره في معالجة المغص من خلال نقع تلك الأزهار وشربها».

ثمار الغار
أوراق وثمار على أغصان الغار