"القبار" أو كما هو معروف "الشفلح" هو نبات حراجي لونه أخضر وارتفاع الشجيرة بحدود 75سم وعرض المتر تقريباً، ويعطي موسمه لثلاثة أشهر من حزيران فتموز إلى شهر آب وعلى مدار اليوم، فأطلق عليه نبتة مباركة ويستخدم في أغراض عدة منها غذائية ودوائية وأهم منطقة وجوده هي شرقي المتوسط، والمكان هنا قرية "كفروما" الواقعة غربي مدينة معرة النعمان /2/ كلم.

والحديث هنا مع "محمد الزيادة" أحد أبناء القرية لموقع eIdleb حيث قال: «هو نبات حراجي ينمو من تلقاء نفسه بين الأشجار الأخرى أو في المناطق الجبلية وكنا نقتلعه من الأرض أثناء حرثها لكونه يضر بالمحصول الزراعي ولعدم وجود فائدة منه، إلى أن تم اكتشاف فوائده واستخدامه في الصناعة وافتتاح معمل في القرية لإعادة إنتاجه، فأصبح من كان يقتلعه بالأمس يحاول زراعته اليوم ويبحث عنه في الجبل المجاور».

إن نبات "القبار" إذا ما أضيف إلى السمك واللحمة والبتزا والسلطة فإنه يزيد من الشهية ويضفي على المأكولات هذه نكهة محببة وتعتبر أزهار القبار من أفضل الأزهار التي يلجأ إليها النحل في إنتاج عسل من أفضل أنواع العسل

وعن طريقة جني الثمرة يضيف الشاب "جمال البرو" أحد أبناء القرية بالقول: «نجني هذه الثمرة على مدار ثلاثة أشهر بقطف الثمرة قبل أن تصبح زهرة، والعملية فيها نوع من الصعوبة لصغر الحبة ولكن كلما قل حجمها ارتفع سعرها، وبعدها نسلمه للتاجر المسؤول وبسعر جيد يجاوز /60/ ليرة، والجيد في الأمر أنك هنا لا تحتاج شهادة جامعية لكي تعمل ولا إلى أرض لكي تزرع فمن يحتاج يعمل والأرض حراجية، ولم نفكر إلى الآن بزراعته في الأراضي الزراعية خوفاً من الاكتفاء من هذه المادة وبطبيعة الحال فهذا وفر فرص عمل لشرائح كثيرة منطقتنا».

العمال في المعمل

وعن "القبار" وتاريخه وفوائده وكيفية صناعته فيقول التاجر "محمد الحبوش" صاحب معمل إنتاجه: «يعود تاريخ القبار 250 سنة تقريباً حيث عرفه الأوروبيون عن طريق الكتابات الحجرية منذ عهد الملكة "كليوباترا" حيث كان يقدم لها كمخلل في الطعام ويستخدم في بعض الأدوية القديمة، ويعرف في المنطقة العربية منذ أكثر من/ 2500/ سنة تقريباً وهذا سبب وجوده حول المناطق الأثرية والأحراج الجبلية المجاورة».

ويضيف: «لدينا ورشات تعمل في هذه الأوقات بما يزيد على مئة عامل ويتنوعون في الجنس والأعمار وفي أغلب الأحيان يكون الجمع لعائلات يعملون سويةً، وهذا يساعد في دخل لكثير من عائلات المنطقة والمناطق التي نستورده منها في باقي المحافظات السورية.

القبار بعد تعليبه

وبعد الانتهاء من موسم قطافه كزهر يتم تجميعه في المستودعات ومن ثم يصار إلى غربلته وتنظيفه وتصنيفه إلى فئات حسب الجودة فهناك من فئاته 4-7 مم، 8-9، 9-11، 11-13 مم، وبطبيعة الحال كلما ارتفع الرقم أي كبر حجم الحبة أنخفض السعر، و سعر الكيلو غرام الواحد حوالي 65 ليرة سورية ومن ثم نقوم بوضعه في براميل بلاستيكية مع الماء والملح لكي يتم تخليله ووضعه في زجاجات صغيرة وتصديره حسب كيفية الاستهلاك».

ويقول المهندس الزراعي "عبد الحميد الصطيف": «إن جذور القبار تستخدم في صناعة وتكوين المستحضرات التجميلية وتفيد معالجة التهابات الجلد والحساسية، ويرى اختصاصيون في الطب البديل أن نبات القبار في مقدمة النباتات الطبية التي يجب أن يهتم بها الذين يحرصون على الاستشفاء من أمراض الروماتيزم وارتفاع نسبة السكر في الدم والمصابون بالنفخة والاضطرابات الكبدية».

محمد الحبوش

ويتابع "الحبوش" قائلاً: «إن نبات "القبار" إذا ما أضيف إلى السمك واللحمة والبتزا والسلطة فإنه يزيد من الشهية ويضفي على المأكولات هذه نكهة محببة وتعتبر أزهار القبار من أفضل الأزهار التي يلجأ إليها النحل في إنتاج عسل من أفضل أنواع العسل».

ويقول "الحبوش" عن المناطق السورية التي يعيش فيها أو إذا كان هناك أمكانية لزراعته والاهتمام به: «بالإضافة إلى منطقتنا يوجد قي محافظة "حمص" ومنطقة "المخرم" ومحافظة "حماة" في مناطق "الطيبة" و"الشيخ هلال" ومحافظة "الرقة" و"جرابلس"، وفي جميع هذه المناطق لدينا عملاء يقومون بتوريد ما نحتاج من هذا النبات.

وفيما يتعلق بإمكانية زراعته فإلى الآن لم تتم وإنما نعتمد على الأماكن التي يتواجد فيها وبترخيص من مصلحة الاحراج، وأما في "لبنان" ونتعامل معهم ففي سهل "البقاع" يتم زراعته بشكل رسمي وعن طريق الري».

ويقول المهندس "محمد أمين الحسن" المسؤول عن الحراج والثروة الحيوانية في "إدلب": «بأن التقديرات الأولية لإنتاجه حوالي 6 آلاف طن».

أما "الحبوش" فيقول عن البلدان المصدر إليها والمتواجد بها: «إن انتاجنا السنوي حوالي 500 طن في العام تصدر إلى "تركيا" و"أوروبا" ودول "الخليج" و"أمريكا الشمالية" و"الجنوبية" وكل حسب استخدامه، فهو يدخل في أوروبا ضمن ثقافتهم الاستهلاكية، وأما الدول المصدرة له إلى جانب "سورية" "تركيا" و"لبنان" و"المغرب" و"أوزبكستان" و"قيرقزستان"».