تتزين كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة "إدلب" بعدد كبير من الأيقونات الجميلة والمتنوعة يقارب عددها الخمسين أيقونة، ومن أقدم تلك الأيقونات واحدة يزيد عمرها على 250 عاماً وتعتبر من أقدم الأيقونات الموجودة في كنائس محافظة "إدلب".

عن هذه الأيقونة يتحدث الأب "ابراهيم فرح" خوري "إدلب" لموقع eIdleb: «هذه الأيقونة هي واحدة من أجمل الأيقونات القديمة في الكنيسة، يعود تاريخ رسمها إلى عام 1737 وقد جاءت هدية لكنيسة "السيدة العذراء" في "إدلب" وهي من رسم فنان مشهور تاريخيا اسمه "حنانيا الحلبي" ويتناول موضوعها رسما للسيدة "مريم العذراء"، وهناك عدة أيقونات تعود تقريبا لنفس عمر هذه الأيقونة إلى جانب وجود أيقونات أخرى مجهولة المصدر والعمر تتناول أحداثا إنجيلية، وبخصوص الأيقونات الأخرى الموجودة في الكنيسة فهي تنقسم إلى ثلاث مجموعات: مجموعة نقلت إلى الكنيسة من كنائس أخرى، ومجموعة أخرى رسمت خصيصاً للكنيسة، ومجموعة ثالثة من الأيقونات الحديثة تعود للقرنين العشرين والحادي والعشرين».

هذه الأيقونة هي واحدة من أجمل الأيقونات القديمة في الكنيسة، يعود تاريخ رسمها إلى عام 1737 وقد جاءت هدية لكنيسة "السيدة العذراء" في "إدلب" وهي من رسم فنان مشهور تاريخيا اسمه "حنانيا الحلبي" ويتناول موضوعها رسما للسيدة "مريم العذراء"، وهناك عدة أيقونات تعود تقريبا لنفس عمر هذه الأيقونة إلى جانب وجود أيقونات أخرى مجهولة المصدر والعمر تتناول أحداثا إنجيلية، وبخصوص الأيقونات الأخرى الموجودة في الكنيسة فهي تنقسم إلى ثلاث مجموعات: مجموعة نقلت إلى الكنيسة من كنائس أخرى، ومجموعة أخرى رسمت خصيصاً للكنيسة، ومجموعة ثالثة من الأيقونات الحديثة تعود للقرنين العشرين والحادي والعشرين

وحول المعاني الروحية والإيمانية للأيقونة عند الكنيسة يضيف الأب "ابراهيم فرح": «تنقل الأيقونة المؤمن من الصورة إلى ما خلف الصورة، إلى عبادة الله العلي القدير أو إلى السيد المسيح أو السيدة العذراء أو القديسين، حتى الإنسان يكون قدوة لغيره في حياته، فالأيقونة في المسيحية مثلها مثل الصلوات، والكتب والمصادر الأخرى، تساعد على ترسيخ تلك الأحداث والمراحل والفترات في ذهن المؤمن، وخاصة الصور التي تجسد أحداثا مسيحية (عقائدية) أو فترات زمنية مسيحية، لتبقى محفوظة لدى المؤمنين، ورسالة الأيقونة في الكنيسة التأمل والخشوع واستحضار العوالم الروحية، حيث يعطون أهمية في النظر للأيقونة توازي الكلمات المكتوبة في مفعولها، وقديما كانت الأيقونة بالنسبة للأميين الذين لا يستطيعون قراءة الكتاب المقدس، هي طريقة فعالة لتقوية إيمانهم وتذكيرهم بمآثر السيد المسيح وقدسيته».

الأب ابراهيم فرح

يسعى رسام الأيقونة إلى أن ينقل للآخرين من خلال لوحته الحالة الإيمانية التي وصل إليها بعد تأمله في النصوص الإنجيلية، كما أن لرسم الأيقونة قواعد سواء بما يخص مراحل إنجاز اللوحة أو بخصوص المواد المستعملة في رسمها، وعن ذلك يتحدث الفنان "جميل كنهوش" أحد فناني رسم الأيقونة بالقول: «نقوم أولاً بقص الخشب على شكل مربع أو مستطيل بحسب الطلب ويجب أن يكون الخشب من النوع الجيد بحيث يقاوم الحرارة والرطوبة ولا يتشقق عند الرسم عليه وأفضل أنواعه خشب الزان ومن ثم نلصق عليه قطعة قماشية بيضاء اللون مع وضع طبقة أساسية من دهان أبيض يسمى "ليتيبون" وهو بودرة نمزجها مع الغرّاء والماء ومن ثم نقوم بعملية الحف كي تصبح الطبقة ناعمة وصالحة للرسم عليها بعد ذلك نقوم برسم الخطوط الأولية للموضوع المراد انجازه رسما بواسطة قلم رصاص ثم نحفر تلك الخطوط بواسطة أداة حادة وناعمة ونلوّن الموضوع بالألوان المناسبة علماً أنّ الحرفيين قديماً كانوا يستعملون الألوان المتوافرة في الطبيعة مثل الأتربة ذات الألوان المختلفة والخل ومح البيض وغيرها في العمل، أما اليوم فما زلنا نستعمل تلك الألوان الطبيعية إضافةً إلى الألوان العادية والمتوافرة في محلات خاصّة في السوق، وبعد الانتهاء من رسم الأيقونة نقوم بلصق ورق الذهب على خلفيتها لأنها تتضمن مواضيع مقدسة وفي المراحل الأخيرة نقوم بإضافة الزخارف إليها حسب الرغبة، وأخيراً ندهن الأيقونة بالكامل باللكر للحفاظ عليها وإعطائها اللمعة المطلوبة».

أيقونة القديس جورجيوس في كنيسة إدلب