لا تزال بعض الأسر الريفية في محافظة "إدلب" تستخدم "البيلون" لحاجات الاستحمام والنظافة الشخصية، إلا أن أعداد تلك الأسر في تناقص مستمر بسبب طغيان ماركات الصابون والشامبو المختلفة على سوق لوازم النظافة، وتعتبر محافظة "حلب" مركز إنتاج "البيلون" في سورية إذ يتواجد بكميات كبيرة في منطقة "عفرين"، حيث يستخرج من هناك ويورد إلى باقي المحافظات السورية.

وقد كان "البيلون" في السنوات الماضية الشامبو الأكثر شعبية في مناطق الريف حيث تستخدمه النسوة لإزالة القشرة وتنعيم الشعر وتسبيله وإعطائه اللمعان وعن ذلك تقول الحاجة "أمون خالد المحمد": «في الماضي كانت كل نساء القرية تستخدم "البيلون" وخاصة عند غسيل شعر الأطفال الصغار لكونه يمنح الشعر نعومة ورائحة زكية، وكثيراً ما كانت نساء القرية تستعير "البيلون" من بعضهنّ بعضاً، أمّا الآن فقد انحصر استعماله على كبيرات السن لكون الجيل الجديد لم يعد يستخدم "البيلون" واتجه لاستخدام الشامبو والصابون».

البيلون عبارة عن فلز له خاصية أكسيد السيليس والذي يشكل 50% من تركيبة البيلون ومزيج من الأكاسيد المعدنية بنسبة 5% وأكسيد الألمنيوم بنسبة 12% وأكسيد الحديد بنسبة 18- 20% بحسب المنشأ والباقي ديلوميت

وعن طريقة تحضير "البيلون" للاستخدام تضيف الحاجة "أمون": «نشتري "البيلون" صلباً ويكون أشبه بالحجارة نضع قطعة منه في إناء يحوي ماء مغلياً، ونتركه لمدة عشر دقائق ثم نحركه باليد جيداً حتى يذوب حيث يصبح جاهزاً للاستخدام، نضع قليلا منه على شعر الرأس والجلد ويفرك بشكل جيد، وبعد دقائق قليلة يغسل بالماء الفاتر، حيث نلاحظ الرائحة العطرة والنعومة التي يمنحها للشعر، كما أنه يساهم في التخلص من القشرة ويعالج فروة الرأس المتعبة، وكانت بعض النسوة تمزج كمية من "البيلون" الأبيض المطحون بشكل ناعم مع ماء الورد والبابونج وتعمل منه عجينة تستخدم كقناع لتنقية الوجه من الزيوان والبثور ولإراحة الوجه المتعب ويكون ذلك بدهن الوجه وحول العينين بالعجينة وتركه مدة ساعة ثم يشطف الوجه بالماء الفاتر».

الدكتور أمين الحاج صكر

في الوقت الحاضر يستخدم "البيلون" بشكل واسع في مجال الصناعة وعن ذلك يتحدث لموقع eIdleb الدكتور "أمير الحاج صكر" المدرس في كلية الصيدلة اختصاص كيمياء تحليلية بجامعة "حلب" والذي أعد رسالة دكتوراه عن "البيلون" بالقول: «يستخدم "البيلون" في عملية تكرير وتصفية الزيوت المعدنية المستخدمة في الآليات وهو ما يسمى الزيت المحروق حيث يضاف البيلون المطحون إلى الزيت المعدني المغلي فيساعد على امتصاص الشوائب وكذلك يستخدم في مجال الصناعات الغذائية لتبييض الزيوت وتنقيتها من الشوائب حيث يقوم بتعديل اللون من الأسود أو الأحمر القاتم إلى الأحمر الفاتح لكونه يمتلك خاصية نزع اللون كذلك تستخدمه شركات حفر آبار البترول في سائل الحفر حيث يتم خلطه مع الملح والماء ليعمل على تبريد رأس إزميل الحفر وإخراج الكسارات الناتجة عن الحفر لما لديه من قدره عالية على الامتصاص، ويستخدم عالميا في تنقية المياه من الملوثات المعدنية والأصبغة».

وعن تركيبته الكيماوية يضيف الدكتور "أمير الحاج صكر": «البيلون عبارة عن فلز له خاصية أكسيد السيليس والذي يشكل 50% من تركيبة البيلون ومزيج من الأكاسيد المعدنية بنسبة 5% وأكسيد الألمنيوم بنسبة 12% وأكسيد الحديد بنسبة 18- 20% بحسب المنشأ والباقي ديلوميت».

بيلون حلبي أحمر

وعن سبب اختلاف لون "البيلون" بين الأحمر والأبيض الترابي يوضح الدكتور "صكر": «من المعروف بأن لون البيلون الحلبي يكون أحمر لكون نسبة أكسيد الحديد فيه كبيرة فتكسيه اللون الأحمر، في حين هناك بيلون لونه أبيض مثل البيلون التركي حيث تنخفض فيه نسبة أكسيد الحديد وتزداد فيه نسبة أكسيد السيليس، أما البيلون الذي يكون لونه ترابيا فإن نسبة أكسيد الحديد وأكسيد السيليس تكون منخفضة فيه».