ما زال تقليد صناعة الكعك الأصفر أو كما يسمى محليا في "إدلب" بكعك العيد، يدوياً في المنازل خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان لتقديمه ضيافة خلال أيام العيد منتشراً في قرى وبلدات محافظة "إدلب" حتى اليوم، حيث تغدو الليالي الأخيرة من الشهر الفضيل مفعمة بروائح التوابل المنتشرة من هذا المنزل وذاك، كما أن ليلة صناعة الكعك تعتبر بمثابة مهرجان للأسرة التي تجتمع حول السيدات اللواتي يقمن بالعمل للتمتع بمشاهدة تحضير الكعك، ولتناوله ساخناً فور خروجه من الفرن، وعلى الرغم من تطور الصناعات الغذائية وتعدد حلويات الضيافة إلا أن "الكعك الأصفر" ما زال محافظاً على مكانته ضمن قائمة الضيافات المفضلة لدى الأهالي في ريف "إدلب"،

وإن تحضير "الكعك الأصفر" يدوياً في المنازل يتطلب مهارة خاصة من السيدة، وخبرة في تحضير العجينة الخاصة بالكعك، كما أن نوعية وكمية التوابل المضافة إلى الطحين تشكل كلمة السر في مدى لذة طعم الكعكة، السيدة "مرام الخالد" من أهالي "المعرة" تتحدث عن المواد التي تدخل في تحضير الكعك الأصفر وطريقة إعداده بالقول: «يدخل في تحضير "الكعك الأصفر" الطحين والسمن والزيت إضافة إلى مجموعة واسعة من التوابل تضم المحلب والسمسم والشمرا وحبة البركة وجوزة الطيب والزنجبيل والقرفة والعصفر والكزبرة واليانسون ، حيث نقوم أولا بنخل 6 كغ من الطحين وتنظيفه جيدا من الشوائب والنخالة ثم نضع فوقه السمسم المحمص وحبة البركة المحمصة واليانسون المحمص ثم القرفة المطحونة جيدا ثم نضع الزنجبيل المطحون بمقدار نصف أوقية والكزبرة المطحونة ثم نضع الشمرا المطحونة والمحمصة ثم العصفر المطحون بمقدار أوقية ونصف، ثم نأتي بحوالي 2 كغ سمنة و1 كغ زيت نباتي ونصف كغ زيت زيتون ثم نضع قطعة خميرة صغيرة وحوالي لتر ونصف ماء بارد ونخلط المزيج ونعجنه بشكل جيد جدا حتى يصبح متجانس تماماً، بعد ذلك نقوم بتقريص العجينة وتقطيعها على شكل قطع صغيرة بحجم حبة الجوز ثم نعطي القطعة الشكل الاسطواني عن طريق تدويرها بين الكفين ثم نجعلها بشكل دائري حتى تغدو كالحلقة المفرغة ونضعها في صينية الفرن، بعد الانتهاء نضع الصواني في الفرن لمدة عشرين دقيقة حتى يصبح لون الكعك أصفر مائل للإحمرار نخرج الصينية من الفرن ونعرضها لهواء الغرفة حتى يبرد الكعك ثم نضعه في علب كرتون حيث يمكن الاحتفاظ بالكعك الأصفر لعدة أسابيع دون الحاجة إلى ثلاجة يتم حفظه فيها والفضل في ذلك يعود لزيت لزيتون»

كنا سابقا نستخدم التنور والحطب في طهي الكعك حيث كان كل بيت يوجد فيه تنور لتحضير الخبز خلال أيام السنة ولطهي الكعك في الأعياد، كذلك لم تكن التوابل المستخدمة في تحضير الكعك بهذا التنوع الموجود حالياً حيث كانت تقتصر تلك التوابل على السمسم وحبة البركة والشمرا وربما كان للوضع الاقتصادي الصعب للأهالي في تلك السنوات تأثيره على هذا الجانب، أيضا كانت نساء الحي والجيران تتعاون مع بعضها البعض لتحضير الكعك في ليلة العيد، وكانت صينية الكعك توضع بجانب باب البيت حتى تكون في متناول جميع من يدخل ويخرج إلى هذا البيت، وكذلك تغيرت طريقة حفظ الكعك فقد كنا سابقاً نعلق الكعك بشكل قلائد في السقف، أما اليوم فتستخدم علب الكرتون لهذا الغرض

إن تحضير وأجواء "الكعك الأصفر" في الوقت الراهن طرأ عليها بعض التغييرات مقارنة مع السنوات الماضية، عن أبرز هذه التغيرات يتحدث الحاج "خالد الزهران" بالقول: «كنا سابقا نستخدم التنور والحطب في طهي الكعك حيث كان كل بيت يوجد فيه تنور لتحضير الخبز خلال أيام السنة ولطهي الكعك في الأعياد، كذلك لم تكن التوابل المستخدمة في تحضير الكعك بهذا التنوع الموجود حالياً حيث كانت تقتصر تلك التوابل على السمسم وحبة البركة والشمرا وربما كان للوضع الاقتصادي الصعب للأهالي في تلك السنوات تأثيره على هذا الجانب، أيضا كانت نساء الحي والجيران تتعاون مع بعضها البعض لتحضير الكعك في ليلة العيد، وكانت صينية الكعك توضع بجانب باب البيت حتى تكون في متناول جميع من يدخل ويخرج إلى هذا البيت، وكذلك تغيرت طريقة حفظ الكعك فقد كنا سابقاً نعلق الكعك بشكل قلائد في السقف، أما اليوم فتستخدم علب الكرتون لهذا الغرض»

الحاج خالد الزهران
فرن الكهرباء حل محل التنور في طهي الكعك
الذوق الحديث أوجد أصنافا متعددة من الكعك الأصفر