"إذا أدبرت وراها آذار.. وإذا أمحلت وراها آذار"، هذا ما يميز شهر آذار من بين شهور الخير وتساقط الأمطار بالنسبة للزراعة التي تشكل ما يزيد على /65%/ من إجمالي الدخل في محافظة "إدلب"، ولكن هل حل شهر نيسان بدل آذار هذا العام لتتحقق مقولة "الله يبعث بالخير"؟، وهل كانت الأمطار الهاطلة خيراً على المزارعين ومحاصيلهم؟.

موقع eIdleb التقى العديد من المزارعين والمختصين للإجابة عن هذه الظاهرة فكان حديث المزارع "زيدان محفوض" الذي قال: «الأمطار بمجلها ذات فائدة للمحاصيل الزراعية وخاصةً الأشجار المثمرة مثل التين والكرز والزيتون، ففي هذا الوقت من العام تصبح الشجرة بأمسّ الحاجة لقطرة الماء لتنمو الأوراق ويكتمل النمو الزهري ويتحول إلى ثمار بالنسبة لأشجار الكرز لأن معظم زراعة الأشجار المثمرة بعلية تعتمد على أمطار السماء، أما أشجار الزيتون فهو الوقت المناسب لنمو الأغصان القادرة على الإنبات في بداية الصيف وبالتالي فإن هطول الأمطار في هذا الوقت يبشر بمحصول جيد للأشجار المثمرة».

نتيجة الجفاف الحاصل منذ نهاية شهر شباط وحتى بداية نيسان تراجعت الحقول إلى ما دون الوسط وهو ما دعا المزارعين للاستغناء عما زرعوه والتوجه إلى أصناف أخرى، وكان تأثر محصول القمح بموجة الجفاف كبيراً لدرجة الاصفرار خاصةً مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لتصبح حقول القمح صفراء في وقتٍ يجب أن تكون في أوج خضرتها، وتأتي أمطار نيسان في وقتها لتنقذ مزارعي هذه المحاصيل من تلف المحصول برمته

ولم يخالف المزارع "مصطفى عبد القادر" رأي "محفوض" في أهمية هذه الأمطار لمحصول الحبوب من القمح والشعير وغيرها فقال: «نتيجة الجفاف الحاصل منذ نهاية شهر شباط وحتى بداية نيسان تراجعت الحقول إلى ما دون الوسط وهو ما دعا المزارعين للاستغناء عما زرعوه والتوجه إلى أصناف أخرى، وكان تأثر محصول القمح بموجة الجفاف كبيراً لدرجة الاصفرار خاصةً مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة لتصبح حقول القمح صفراء في وقتٍ يجب أن تكون في أوج خضرتها، وتأتي أمطار نيسان في وقتها لتنقذ مزارعي هذه المحاصيل من تلف المحصول برمته».

المزارع زيدان محفوض

لكن الرأي الآخر كان على لسان المختصين الزراعيين عندما وصف المهندس "عمر بدوي" هذه الأمطار بأنها سلاح ذو حدين لكافة المحاصيل الزراعية فقال: «يمكن أن تكون الأمطار في هذا الوقت من السنة قد أنقذت المزارعين من خطر الجفاف بشكل عام، ولكنها في الوقت ذاته تلعب دوراً هاماً في تقويض المحاصيل، ففيما يتعلق بأشجار الكرز التي تدخل طور الإزهار تؤدي الأمطار إلى غسيل حبيبات الطلع وتوقف عملية التلقيح بين الأشجار، وتؤدي البرودة المرافقة إلى توقف الحشرات الملقحة ومنها النحل عن نشاطها في تلقيح الأشجار، أما فيما يخص الحبوب وخاصةً القمح منها فتهيئ الرطوبة لانتشار أكثر الأوبئة الخطيرة على المحصول وأهمها "الصدأ الفطري" بأنواعه المختلفة».

وأضاف "بدوي": «الصدأ الأصفر أو المخطط تكون الإصابة عن طريق الجراثيم التي تحملها الرياح حيث يصيب هذا المرض الأوراق والسنابل وتتكون بثرات هذا المرض بشكل خطوط موازية لذلك أطلق عليه اسم "الصدأ المخطط" ويكون لون هذه البثرات أصفر، والصدأ البرتقالي فتظهر الإصابة على السطح العلوي للأوراق ويكون لون البثرات برتقالياً وبرتقالياً مشوباً باللون البني، والصدأ الأسود وتكون الإصابة بواسطة الجراثيم المحمولة بالرياح عند توافر الرطوبة المناسبة وتعم كل المجموع الخضري للنبات من أوراق وأغماد الأوراق ثم الساق والسنابل كما يصيب العصافات والسفا، ويعتبر هذا المرض من أكثر أمراض الأصداء خطورة وتؤدي الإصابة المبكرة وفي حال توافر الظروف البيئية الملائمة إلى خسارة كبيرة في المحصول إن لم تكن كلية نظراً لإصابة المجموع الخضري كاملاً».

المهندس عمر بدوي

ويعتبر سهل "الروج" من أهم مناطق زراعة القمح ومحاصيل الحبوب في المحافظة إذ تبلغ مساحة أراضيه التابعة للوحدة الإرشادية في "أريحا" /7040/ هكتاراً، منها /4605/ هكتارات مروية و/2435/ هكتاراً تزرع بعلاً، وتبلغ مساحة القمح المزروعة /3754/، منها /2544/ هكتاراً مروية و/1210/ بعلاً، وتتوزع المساحات الأخرى على محاصيل متفرقة منها /60/ هكتار شوندر سكري، و/60/ هكتار بطاطا، و/300/ هكتار شوندر شتوي، و/838/ هكتار قطن، و/224/ هكتار تبغ، وتم تزويد موقعنا بهذه الإحصائيات من قبل المهندس "عبد القادر عيد" مدير مصلحة زراعة "أريحا".

صدأ القمح