حملت الأيام الأخيرة من "أربعينية الشتاء" تباشير الخير لأبناء محافظة "إدلب" بموسم يعمّ فيه الخير مع الهطولات المطرية الغزيرة التي عمّت أرجاء المحافظة دون استثناء بما فيها منطقة الاستقرار الثالثة وهي المنطقة الشرقية من المحافظة، والتي غالباً ما تكون أمطارها خفيفة ومعدلات الهطول المطري السنوية فيها قليلة مقارنة مع منطقتي الاستقرار الأولى والثانية.

وقد أدّت هذه الهطولات إلى زيادة واضحة في المعدل العام للهطل المطري لمختلف المناطق وصل في بعضها إلى أكثر من 100مم وتعدّ منطقة "جسر الشغور" و"حارم" من أعلى مناطق المحافظة هطولاً حيث سُجّل لتاريخ 24/1/2010 في "بداما" 604 مم مقابل 523 مم في الفترة المقابلة من العام 2009، وفي "جسر الشغور" 440 مم مقابل 344 مم وفي "دركوش" 367مم مقابل 215مم وفي "أرمناز" 345مم مقابل 205مم و"حارم" 312مم مقابل 226مم للفترة المقابلة من العام 2009 و"معرة النعمان" 285مم مقابل 120مم و"سراقب" 180مم مقابل 97مم و"معر تمصرين" 270 مم مقابل 160مم، ومع هذه الهطولات كان الفلاحون هم الأكثر تفاؤلاً بموسم وافر الغلال خاصة مع وجود موجات من البرد والصقيع التي تسهم في تخليص المحاصيل من عدد من الحشرات التي تصيبها والتي تؤثر على كمية ونوعية هذه المحاصيل وخاصة القمح والشعير.

"أربعينية الشتاء" أيام زمان ليست كما هي اليوم فالأمطار وتساقط الثلوج والبرد والصقيع كانت أهم ما يميز أيامها عن بقية أيام السنة وعلى الغالب كانت بمثابة استراحة للفلاح نظراً لعدم تمكنه من القيام بأي عمل في الأرض، ولكنه رغم ذلك كان سعيداً لما تحمله من بشرى بموسم مملوء بالخير والإنتاج الوفير

وفي لقاء مع المهندس "محمد نور طكو" معاون مدير الزراعة في "إدلب" تحدث عن "أربعينية الشتاء" قائلاً: «تعد "الأربعينية" البداية الحقيقية لفصل "الشتاء" في سورية ومدتها أربعون يوماً تبدأ من الحادي والعشرين من "كانون الأول" وتنتهي في يوم الحادي والثلاثين من شهر "كانون الثاني" وغالباً ما يحدث فيها العديد من المنخفضات الجوية وأحياناً يكون هناك تساقط للثلوج فوق المرتفعات الجبلية ثم يتبعها "خماسينية الشتاء" والتي تسمى "السعودات" وتقسم إلى "سعد الذابح" و"سعد بلع" و"سعد السعود" و"سعد الخبايا" وتنتهي يوم الحادي والعشرين من آذار».

م. محمد علي الياسينو مدير الموارد المائية

وأضاف: «خلال السنوات الخمس الأخيرة كانت "أربعينية الشتاء" مختلفة نوعاً ما حيث كانت جافة وهطولاتها المطرية قليلة إلى حد ما وهو ما أثرعلى إنتاجية المحافظة من المحاصيل، ولكن هذه المرة فإنّ الوضع مختلف جداً حيث كانت الهطولات غزيرة وخاصة في النصف الثاني من "الأربعينية" ومن المتوقع أن يؤثر ذلك إيجاباً على الإنتاج الزراعي، وعلى مصادر المياه الجوفية التي تأثرت خلال السنوات الخمس بقلة الأمطار، وإلى الآن فإنّ المؤشرات والحالة العامة للمحاصيل جيدة وتبشر بموسم كثير الخير إن شاء الله».

وعن تخزين السدود في المحافظة والمياه الجوفية تحدّث المهندس "محمد علي الياسينو" مدير فرع الموارد المائية في "إدلب": «صحيح أنّ عدد السدود التخزينية في محافظة "إدلب" قليل جداً ويقتصر على سد "البالعة" وسد "الدويسات" إلا أنّ الأمور تبشر بما هو أفضل حتى الآن فلدينا حوالي 2.8 مليون متر مكعب في سد "البالعة" و750 ألف متر مكعب في "الدويسات"، أما السدود الترشيحية التي تغذي المياه الجوفية فلدينا خمسة سدود وهي سد "خان شيخون" وسد "كفروحين" وسد "العقرق" وسد "الهبيط" وسد "معرة النعمان" كما أنّ تدفق نهر "العاصي" هو الأفضل مقارنة مع المواسم السابقة نتيجة الهطولات المطرية الجيدة».

الأمطار وبشرى الخير

ويقول المهندس "عبد الحميد البكور" رئيس نقابة عمال التنمية الزراعية: «المزارعون كافة ينظرون بتفاؤل إلى هذا الموسم رغم تخوفهم من تأخر موجات البرد والصقيع الذي أدى إلى نشاط ملحوظ لبعض أنواع الحشرات ومنها "الخنفساء البرغوتية" و"ماضغات بوادر الحبوب" بالنسبة للقمح و"ذبابة هس" بالنسبة للشعير، ولكن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال النصف الثاني من "أربعينية الشتاء" والبرد والصقيع الذي أعقبها بدد كثيراً من تلك المخاوف لدى الفلاحين للتخلص من تلك الحشرات».

ويقول المزارع "عدنان اليوسف": «"أربعينية الشتاء" أيام زمان ليست كما هي اليوم فالأمطار وتساقط الثلوج والبرد والصقيع كانت أهم ما يميز أيامها عن بقية أيام السنة وعلى الغالب كانت بمثابة استراحة للفلاح نظراً لعدم تمكنه من القيام بأي عمل في الأرض، ولكنه رغم ذلك كان سعيداً لما تحمله من بشرى بموسم مملوء بالخير والإنتاج الوفير».

زيادة في تدفق نهر العاصي