تعتبر صناعة تجفيف العنب والتين من الصناعات الغذائية الأصيلة والقديمة في محافظة "إدلب" وبعض المحافظات السورية حتى تصبح يابسة وحلوة المذاق. موقع eIdleb وللبحث في هذه الصناعة القديمة التي مازالت دارجة إلى أيامنا هذه خرج إلى سوق "المعرة" والتقى السيد "محمد حاج خميس" وهو بائع في محل بزورات وأصناف مجففة، فتحدث عن رحلة تجفيف العنب حيث قال:

«يُوضع العنب في البداية في ماء مغلي لإزالة أية طبقة عالقة بسطحه ثم يُنقل ويعرض للشمس لمدة /3– 4/ أيام، ويتم تكديسه فوق بعضه البعض مع تقليبه مرة واحدة فى اليوم على الأقل وتغطيته في الليل لمنع تعرضه لأية رطوبة، ثم تنقل الثمار وهي فى حالة نصف جافة إلى مكان جيد التهوية ويمكن أن تدخله أشعة الشمس بصورة غير مباشرة إلى أن تجف بالصورة المطلوبة».

يُوضع العنب في البداية في ماء مغلي لإزالة أية طبقة عالقة بسطحه ثم يُنقل ويعرض للشمس لمدة /3– 4/ أيام، ويتم تكديسه فوق بعضه البعض مع تقليبه مرة واحدة فى اليوم على الأقل وتغطيته في الليل لمنع تعرضه لأية رطوبة، ثم تنقل الثمار وهي فى حالة نصف جافة إلى مكان جيد التهوية ويمكن أن تدخله أشعة الشمس بصورة غير مباشرة إلى أن تجف بالصورة المطلوبة

تابع "الحاج خميس" خطوات التجفيف قائلاً: «بعد انتهاء عملية التعرض للشمس تجري عملية الغربلة لتخليص حبيبات "الزبيب" من العوالق الخشنة والناعمة ثم يُفرز باليد للتخلص من أي أجسام غريبة، ويوضع فى مصافي ويعاد غسله برذاذ خفيف من الماء، ويُعرض لأشعة الشمس مرة أخرى وذلك للتخلص من الرطوبة التى اكتسبها في عملية الغسيل، ويراعى فى هذه الخطوة العناية التامة بالنظافة، وأخيراً يوضع "الزبيب" فى صناديق خشبية مبطنة بالورق، ثم يُكبس جيداً باليد ويُغطى بنفس الورق، ثم تُقفل الصناديق وتخزن فى مكان بارد لحين تسويقها وتسمى هذه العملية بالترطيب التي تعمل على تجانس الرطوبة بحبيبات "الزبيب"».

الزبيب المجفف

ليس العنب من الفواكه التي تُجفف وحدها بل هناك المشمش والتين، وقد تحدث إلينا الأستاذ "شريف الرحوم" وهو باحث ومدرس "جغرافية" عن آلية تجفيف التين وأنواع "الزبيب" حيث قال: «طريقة تجفيف التين في بلادنا بسيطة جداً، وهي بتركه على شجرته الأم حتى تجعله أشعة الشمس المتواصلة مصفرّاً، وهذا النوع محدد وهو من "التين البياضي"، ثم يتم قطافه وتكبيسه بالمكبس اليدوي، وقد يُحشى بالجوز ويتم تطييبه بنكهات مختلفة ثم ختمه أو ضمه بالخيوط، ومصدر هذا التين هو قرى "جبل الزاوية" أما العنب فُيجفف منه الفوعي أو بعض أنواع البلدي، ويُستورد من إيران أحياناً وهو أصفر اللون، وبشكل عام فإن "الزبيب غالي الثمن ويُصنع بجانب العنب في صناعة الدبس».

أهم معلومة هي أن "الدبس" وهو عصارة العنب ومستخلص "الزبيب" سبب أساسي للدفئ في الشتاء، ويُعتبر مع التين مادة تجمع عناصر غذائية كثيرة وفعالة وتخزن في الشتاء، وبذلك يكون أهم غذاء مصنوع بطريقة نصف صناعية، ومن خيرات الطبيعة التي لا تبخل أبداً.

التين اليابس
الأستاذ شريف الرحوم