على ضفاف وادي عين"الباردة" وبالقرب من قرية "إسقاط" الواقعة إلى شمال مدينة "سلقين" بنحو/2/ كم وإلى شمال مدينة "إدلب" بمسافة/47/ كم تقف شجرة "الدلب" العملاقة التي لا يوازيها بضخامتها شجرة أخرى في المنطقة مما جعلها مضرب المثل ومحل اهتمام أهالي المنطقة بالكامل نظراً لضخامتها المميزة وقدمها أيضاً.

يطلق عليها الأهالي اسم شجرة "الدلبة" وتشكل بأغصانها سحابة خضراء يستظل بها الكثير من الناس والطيور حيث تغطي بظلها مساحة تزيد عن/400/ متر مربع، وهي اليوم وكما الأمس مقصداً للزوار من أهالي المنطقة الذين يحلو لهم قضاء أوقات حلوة تحت ظلالها الوارفة وتغريد طيورها التي نادراً ما تغادرها وإن فعلت فسرعان ما تعود إليها.

إن لشجرة "الدلبة" خصوصية عند أهالي وفلاحي القرية حيث أن لكل ورقة من أوراقها قصة وذكرى عند البعض وكثيراً من الأوقات التي قضوها تحتها برفقة طعامهم وشرابهم وأنه خلال فصل الربيع يكثر زوارها الذين يقصدونها للتمتع بجمال منظرها والاستراحة تحت ظلالها التي ما بخلت يوماً بشيء منه عن أي زائر قصدها بمفرده أو مع أحبته وخلانه

وشجرة "الدلب" باتت أحد أهم معالم القرية يقصدها المزارعون وبعض الأشخاص من مناطق مجاورة حيث أصبحت صديقة للطيور وللزوار ودفتراً لذكريات الأصدقاء والأحبة الذين قضوا تحتها أوقاتاً ستبقى في مخيلتهم زمناً طويلاً، إضافة إلى الأوقات التي قضوها وهم يحاولون تسلقها والوصول إلى أعلى نقطة فيها كما أن هناك الكثير من القصص والحكايات التي نسجت عنها وعن الأمور الغربية التي ارتبطت بها حتى أن الأهالي كانوا يخافون من قطع أي غصن منها خشية أن يصابوا بأي مكروه لكونها وحسب اعتقادهم شجرة مباركة ولولا ذلك لما بقيت كل هذه الفترة تقاوم كل العوامل الجوية والظروف القاسية التي مرت بها المنطقة.

ضخامة مميزة

ويقول الصحفي"أحمد إبراهيم" وهو من أبناء قرية "إسقاط" في لقاء مع موقع eIdleb: «إن لهذه الشجرة العملاقة مسميات عدة عند أهالي المنطقة حيث يطلق عليها البعض اسم "أم الطيور" لكثرة الطيور التي تأوي إليها والتي تملأ المكان بتغريدها كما تسمى "الشجرة المباركة" و"الشجرة العملاقة" وكل تلك التسميات جاءت من ضخامتها وقدمها حيث يتوقع كبار السن من أهالي القرية أن عمرها يزيد عن/300/ سنة خاصة وأن جد الجد يقول لأحفاده أنه لا يعرفها إلا بهذا الحجم الضخم».

ويضيف: «إن لشجرة "الدلبة" خصوصية عند أهالي وفلاحي القرية حيث أن لكل ورقة من أوراقها قصة وذكرى عند البعض وكثيراً من الأوقات التي قضوها تحتها برفقة طعامهم وشرابهم وأنه خلال فصل الربيع يكثر زوارها الذين يقصدونها للتمتع بجمال منظرها والاستراحة تحت ظلالها التي ما بخلت يوماً بشيء منه عن أي زائر قصدها بمفرده أو مع أحبته وخلانه».

مغامرة الصعود إلى الأعلى

أما الشاعر الشعبي "خالد الحجي" فقد عبر عن عظمة وقدم هذه الشجرة ببعض أبيات الشعر حيث قال:

و"الدلبة" الغراء ما

من مثلها ربع حوى

تحكي القرون بجذعها

والغصن من عظم لوى

وامتد عبر مسافة

فكأنما يغزو الفضا

تنبيك بعد تأمل

عن أمة فيما مضى

أن الخلود لخالق

لولاه ما كان الورى».

محطة لذكريات الأصدقاء