«إنّ المتجول في قرى الريف الشرقي لمنطقة "معرّة النعمان"، ومعظم شوارعها وأسواقها، لا بدّ أن يلاحظ ذلك الانتشار الكبير للدراجة النارية الصينيّة الصنع المسماة "البارت"، ويعود انتشارهذه الدراجة لامتلاكها المواصفات الجيّدة والممتازة في رأي من يقتنيها، كرخص ثمنها وسرعتها وقوَّتها، ويرجع هذا الرواج أيضاً إلى اعتقاد البعض بأن "البارت" يمتلك نفس مواصفات الهوندا اليابانيّة ذات السعر المرتفع والتي قد يصل سعرها إلى خمسة أضعاف البارت».

هذا ما حدّثنا به السيد " محسن التومان" "أبو مروان" تاجر درّاجات ناريّة من قرية "الغدفة" أثناء لقاء موقع eIdleb به، وأضاف بقوله: «لقد تحولت هذه الدرّاجات إلى مصدر رزق لعدد من التجّار بسبب الإقبال الكبير على شرائها»، ففي زيارة لإحدى أسواق الدرّاجات في قرية "معر شورين" حدّثنا السيد "محمد القزح" عن هذه الدراجات قائلاً: «لقد استطاعت "البارت" خلال فترة قصيرة اكتساح السوق، واستطاعت أن تستحوذ على معظم مبيعات الدرّاجات مقارنة مع غيرها من مثل "الصبّاب" و"الأبو غرّة" وهي أسماء شعبيّة تطلق على بعض الدرّاجات الناريّة، و"البارت" أضحت موجودة في كلّ منزل فلا يخلو منزل من وجود درّاجة أو درّاجتين»، حتى أنها أضحت نوعاً من الموضة عند الشباب فالشاب "أسعد" الذي لديه (مراق) في تبديل درّاجته البارت كلّما نزل على السوق موديل أحدث، لاعتقاده أنّ الصبايا تحبّ هذه الأشياء.

لقد تحولت هذه الدرّاجات إلى مصدر رزق لعدد من التجّار بسبب الإقبال الكبير على شرائها

بقي أن نشير بأنّ هذه الدرّاجة التي تمتلك المزايا آنفة الذكر لا تخلو من بعض الأخطار ففي كلّ عام يتعرض العديد من الشباب لحوادث بعضها خطير نتيجة للقيادة الرعناء والسرعة الكبيرة، فقد حدّثنا الفنّي "محمد العبد الرحمن" أنّه يستقبل في السنة الواحدة حوالي الـ/125/ حالة إسعافيّة نتيجة حوادث هذه الدرّاجات».

موتو بارت

وتعتبر البارت درّاجة ناريّة صينيّة الصنع، ومع أنّها في بداية الأمر لم تلاق رواجاً بسبب عدم ثقة الناس بالصناعة الصينية، لكنها ما لبثت أن تحوّلت إلى مالئة الدنيا وشاغلة الشباب، وعن ذلك حدّثنا السيد "إسماعيل الديب" من قرية "الغدفة" قائلاً: «أعتقد أن عدد هذه الدرّاجات في القرية يتجاوز الـ/1000/ ، وذلك لرخص ثمنها وجودة عملها وجمال منظرها».