«هذه ليست زيارتي الأولى إلى سورية، حيث أتيت قبل هذه المرّة عشرات المرّات، أي أنني صرت من أهل البلد»، والكلام للسيد "مهدي العنزي" من المملكة العربية السعودية، أثناء وجبة الغداء التي أقامها على شرفه الشاب "فهد البش" في مزرعة السيد "زهير ادريس" وقد دعا إليها كلّ من الفنان "محمود لحلح" والشاعر "عبد الرحمن الإبراهيم"، و"أبو رشيد" من شمال "حلب"، وموقع eIdleb بعد أن مضى على وجود "العنزي" في سورية أكثر من خمسة عشر يوماً، حيث قال:

«إنّ هذا الجو الرائع الذي وجدته في سورية، وهذا الشعب الجميل المضياف يجعلني أقول: إنّ سورية من أهم البلاد السياحية في العالم، وذلك لعوامل عدّة منها الطبيعة، والآثار والأمان الموجود في كلّ مكان، حتى أنني أمشي في أي وقت في الليل، أو في النهار وأحسّ، وكأنني من سكان هذه البلاد». وهنا قاطعنا الشاعر "عبد الرحمن الابراهيم" بقصيدة من ديوانه بقوله: «في دار جدّي، لم يزل، (جلاّس أوضتها)، على قيد الحنينْ، مازال يغفو عند باب شجونها، تتلو رموشُ نقوشه، دمعاتِ إبريق الوضوء وآيةً، كانت ترطِّبُ قلبَ جدّي، وهو يدعو في الصَّلاة إلى البنينْ»

في دار جدّي، لم يزل، (جلاّس أوضتها)، على قيد الحنينْ، مازال يغفو عند باب شجونها، تتلو رموشُ نقوشه، دمعاتِ إبريق الوضوء وآيةً، كانت ترطِّبُ قلبَ جدّي، وهو يدعو في الصَّلاة إلى البنينْ

فأتبعه الفنان محمود لحلح بأغنية (يا مال الشام يالله يا مالي طال المطال يا حلوة تعالي).

الطاولة العامرة بالكباب، والشقف، والكبب بأنواعها والسمك المشوي على الفحم جعلت "أبا بندر العنزي" يعلّق بقوله: «الكباب السوري في السعودية له شهرة كبيرة»، وأضاف: «يا أخي أنتم فنانون بإعداد الطعام».

وهل تأتي إلى سورية بمفردك؟

«لا كلّ مرّة أجلب أسرتي معي، لكنّ هذه المرّة أتيت بغرض العمل، لذلك أتيت برفقة ولدي "ماهر العنزي" فسورية هي مقصدنا في المملكة، حيث أعرف كثيراً من العائلات التي لا ترغب إلا بزيارة سورية بقصد السياحة»، وهنا بدأ "فهد البش" بالعزف و"فادي شريفي" بالغناء لعدد من المقطوعات الغنائية من الطرب الحلبي الأصيل، ثمّ انتقل ليغني لـ"محمد عبده": (الأماكن كلها مشتاقة لك، والعيون اللي انرَسَم فيها خيالك، والحنين اللي سرى بروحي واجالك، ماهو بس أنا حبيبي الأماكن كلها مشتاقة لك). ولأن الحنين هو ما يجرف "أبا بندر" كلّ عام لزيارة سورية ككل العرب الذين يزورنها مرّة، فتجعلهم يعيدون الزيارة كلّ مرّة، حنيناً لهذه الأماكن التي تبقى ماثلة بناسها في ذاكرتهم.