«الكستناء او أبو فروة او الشاه بلوط، كلها مرادفات لثمرة الكستناء. التي تعد من الأشجار المعمرة الحراجية الكبيرة والجميلة».

الكلام للمهندس "زياد نوح" مدير الحراج في "القنيطرة" في حديث لموقع eQunaytra (يوم الأحد 15/2/2009) والذي أضاف: «الكستناء من الأشجار الحراجية التي تنتشر في المحافظة، ولها ثمرة شوكيه تحتوي ما بين بذرة واحدة الى ثلاث بذور، ذات لون بني بلمعة جذابة. تؤكل ثمرة الكستناء أحيانا كحلوى بعد أن تغمر في ماء الورد، إلا أن طريقة أكلها العامة او المشهورة، هي الشي. حيث تعد ثمرة الكستناء من أفضل الفواكه التي تقدم للضيوف وكانت تقدم على ولائم الملوك.

تتضمن العديد من وصفات الحلويات بين مكوناتها الاساسية من الكستناء. كما تستخدم على نطاق واسع في إعداد الحلويات المخبوزة، حيث يمكن تجفيفها بعد شيها وسحقها للحصول على دقيق، تصنع منه عجينة غنية ولذيذة مناسبة لإعداد الفطائر، ويمكن هرس الكستناء المسلوقة والتي يكون لها قوام شبه قوام البطاطا، واستخدامها في خليط الكعك او كحشوه للمعجنات. ويحضر بعض العائلات حلوى عيد الميلاد، من كريمة الكستناء عوضا عن الكريمه العادية، المصنوعة من الشوكولا. ولن ننسى في هذا السياق حلوى الشوكولا مع الكستناء السهلة التحضير والشهية، التي يعشقها الصغار والكبار على حد سواء، كما يوجد مربى الكستناء الذي يعد طعاماً شهياً في متاجر الأطعمة الخاصة

بالنسبة الى طريقة تقديم تناول الكستناء، تفضل الغالبية، تذوقها مشوية في ليالي الشتاء الباردة حين يجتمع الساهرون حول المدفئة، ويتلذذون بتقشيرها وتناول لبها الطيب. إلا أن الطريقة الصحية الفضلى لتناول ثمرة الكستناء، هي تناولها نيئة بالدرجة الأولى، ثم مشوية. أما المسلوقة فتفتقد الكثير من خواصها. ولكن من الضروري لنا تناولها في كل الحالات، سواء أكلناها مشوية ام مسلوقة، او على شكل حلوى. تعد الكستناء غذاء مكملاً ممتاز ولا يجوز إغفالها من طعامنا».

الكستناء فاكهة الشتاء

الطبيب "محمد الدعاس" اختصاصي التغذية يشير الى إن الكستناء يقطع القيء والغثيان، وينفع الأمعاء ويقوي المعدة ويدر البول. ويضيف: «الكستناء غذاء مكمل، لذا يوصف للأطفال وهزيلي الأجسام، اضافة الى أغذيتهم العادية. يوفر ثلاثة أرباع كوب من الكستناء، أكثر من أربعين بالمئة من الحصة الغذائية، التي ينصح بها من فيتامين ب6-ج، ومن حمض الفوليك. كما أن حصة من نفس الحجم تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية والبروتين والدهون، وتوفر مزيداً من كمية الحديد والفوسفور والريبوفلافين والثيامين.

ونظرا لاحتواء الكستناء على المعادن والفيتامينات، تعتبر منشطة ومقوية ومرممة للعضلات والأعصاب والشرايين ومطهرة ومقوية للمعدة. كما تعطى ثمار الكستناء للأشخاص النباتيين، للتقليل من تأثير الأطعمة الخضراء في أجسامهم، وتوصف خصيصاً للمصابين بالتهاب الكلى، لاحتوائها على البوتاسيوم الذي يساعدهم على طرد الفائض من الصوديوم الضار بالكليتين، وذلك عن طريق البول. كما توصف الكستناء كمنهكات للقوى الجسمية والعقلية والنحفاء، والشيوخ وللمصابين بفقر الدم والقروح والبواسير.

محمد زيتون

وتعد أوراق الكستناء مقويا ومخدرا وخافضا للحرارة، ويستعمل كطلاء يوضع على الجروح والحروق. أما الثمرة فهي تستعمل في معالجة الروماتيزم والآلام الناجمة عن العصب، وهناك العديد من الخصائص الغذائية الكستناء، أثبتت منافعها كوقاية غذائية من الأمراض القلبية الوعائية وأنواع السرطانات. ويستعمل الثمر أيضا غذاء مقوياً للحيوانات الأليفة».

السيد "نور البكر" صاحب محلات النور للحلويات في بلدة "سعسع"، يقول: «تتضمن العديد من وصفات الحلويات بين مكوناتها الاساسية من الكستناء. كما تستخدم على نطاق واسع في إعداد الحلويات المخبوزة، حيث يمكن تجفيفها بعد شيها وسحقها للحصول على دقيق، تصنع منه عجينة غنية ولذيذة مناسبة لإعداد الفطائر، ويمكن هرس الكستناء المسلوقة والتي يكون لها قوام شبه قوام البطاطا، واستخدامها في خليط الكعك او كحشوه للمعجنات.

ثمار الكستناء اللذيذة

ويحضر بعض العائلات حلوى عيد الميلاد، من كريمة الكستناء عوضا عن الكريمه العادية، المصنوعة من الشوكولا. ولن ننسى في هذا السياق حلوى الشوكولا مع الكستناء السهلة التحضير والشهية، التي يعشقها الصغار والكبار على حد سواء، كما يوجد مربى الكستناء الذي يعد طعاماً شهياً في متاجر الأطعمة الخاصة».

وسط منطقة تتوسط ساحة دوار "المحطة" في بلدة "خان أرنبه"، يقف السيد "محمود زيتون" قرب عربته منادياً "الأوقية بخمسين ليرة". وحين تقترب منه تجد النار متوهجة، بينما تنتظر ثمار الكستناء دورها في الشواء، الذي يتقنه السيد "محمود زيتون". وعن عمله يقول: « تنضج ثمرة الكستناء في فصل الشتاء وتشوى على نار هادئة، لذلك عرفت بأنها فاكهة الشتاء اللذيذة، او فاكهة الساهرين.

وأردت أن انقل هذه الأكلة الطيبة والخفيفة، الى الشارع ليتذوقها المارة وساهري الليل. اتي يوميا الى هذا المكان مع العربة، بعد الظهر واستمر لوقت متأخر من المساء. احصل على الثمرة من باعة الجملة، بسعر يصل الى 150 ليرة سورية للنوع الجيد، ثم أقوم بشيها وبيعها للزبائن بسعر يصل الى خمسين ليرة للأوقية الواحدة.

وتحتاج عملية الشواء الى مهارة وخبرة، حيث أقوم بالبداية بتجريح حبات الكستناء، على شكل علامة زائد، ثم أضعها على نار هادئة، وأقوم بتقليبها مرات عديدة، وغالبا ما الجأ الى وضع غطاء عليها أثناء الشواء، لفترة زمنية تحددها الرائحة الشهية. الزبائن ينتمون الى كافة الشرائح، كما يرغب بشرائها الأجانب من قوات الأمم المتحدة، المنتشرين في المحافظة، وغم التعب والإرهاق أجد العمل ممتع».

السيد "ثامر هبة"، مهندس زراعي، يشير الى أن الكستناء شجرة كانت تستخدم للزينة في حدائق "بابل"، ويصل ارتفاعها الى أكثر من 35 متراً، تستطيع أن تظلل مساحة 40 متر، مربعاً. وهي شجرة معمرة قد يصل عمرها الى نحو ألف سنة، وهي من الأشجار التي تتأخر في إعطاء الإنتاج، حيث لا يحصل على الإنتاج الطبيعي إلا بعد الأربعين من عمرها. وفي هذا العمر تطرح ثمار سخية من الكستناء.

تستخدم أوراق الكستناء وثمرها في غذاء الحيوانات، في حين يتميز خشبها بالصلابة، لذلك يستخدم في البناء والعمارة، وفي صناعة الورق. ونظراً لمقاومته الرطوبة، فهو يستخدم في صناعة السفن، وخزانات المياه، كما أن بعض الأقوام يستخدم خشبها حطبا في ليالي الشتاء البارد، لذلك استحقت اسم "شجرة الخير".

وعن مصدر شجرة الكستناء، تذكر المصادر أن "اليونان" هي الموطن الأول لشجرة الكستناء، وثمة من يقول إن "تركيا" هي الموطن الأول لهذه الشجرة، ومن ثم قام الرومان بنقلها الى "أوروبا".

وهناك من يذكر أن شجرة الكستناء جاءت من "إيران" ثم انتقلت الى "اليونان"، عن طريق محبي الأشجار على أيام "الاسكندر المقدوني"، كما انتقلت الكثير من الأشجار من غرب "أسيا" الى "أوروبا". وهكذا انتقلت شجرة الخير الى معظم بلاد العالم، وهي من الأشجار الحراجية، التي تنمو في الغابة والاحراج وعلى المرتفعات الجبلية والمناطق الباردة».