القهوة العربية... أم الضيافات في العيد

تتعدد أنواع الضيافات من حلويات وسكاكر وموالح في العيد، لكن يبقى رمز الضيافة حاضراً في كل محفل وهو القهوة العربية التي ترمز إلى كرم الضيافة وحب الضيف وكما هي حال جميع السلع والمواد الغذائية في مواسم الأعياد فإن القهوة العربية تعتبر أول المتطلبات وذلك لطبيعة المجتمع...

ولأسباب تحدث بها السيد "محمود منون" صاحب محلات بن الأربعين في لقائه لموقع eIdleb بتاريخ 7/12/2008 قائلاً: «لا ينحصر دور القهوة العربية في الأعياد ولكن الطلب يزداد عليها فلا يخلو بيت من البيوت في "إدلب" من هذه الضيافة فهي تمثل الضيافة الأولى ولا تقدم إلا للضيف ذي المكانة العالية مرتبطةً بالتاريخ العربي حيث لا زالت بعض العادات متداولةً في مناطق العشائر والبدو». وعن أنواع القهوة العربية وطرق تحضيرها أضاف: «للقهوة العربية أنواع بحسب المصدر أولها وألذ طعماً هو "اليمني" ثم "الأميركي" (نسكافيه) ثم "الإكوادوري" و"المصري" وجميعها لها طريقة تحضير واحدة في بلادنا حيث تستورد على شكل حبات كبيرة يتم تحميصها وطحنها ومن ثم صناعتها وكلما كان اللون قاتماً كانت القهوة ذات مذاق ألذ وتصب بكميات قليلة تسمى "الشَفّة" في فناجين خاصة بينما في دول الخليج العربي تحمّص القهوة ليصبح لونها أصفر ثم تحضّر وتقدّم بكميات كبيرة (مثل القهوة الحلوة) ويقدّم بجانبها التمر أو البلح».

وعن عادات القهوة العربية وطقوسها في المضافة تحدث السيد "تامر أبو العج" عضو مجلس المخترة في قرية "فريكة" ورئيس البلدية قائلاً: «ترتبط القهوة العربية بإكرام الضيف ولها من العادات والتقاليد ما يطول الحديث عنه لكن أهمها هو طريقة صناعتها وطحنها بالمهباج الذي يملك نغماً خاصاً وهو يستخدم في الأفراح وقد ضُرب المثل بدق المهباج لما له من رنين يرقص الناس على إيقاعه كما أن للقهوة العربية مع الضيف حكايات كثيرة فعندما يأتي الضيف ويقدَم إليه فنجان القهوة ولا يشربه فمعنى ذلك أن له حاجةً يقضيها عند صاحب البيت ويردّ عليه صاحب البيت بكلمة "أبشر" أي أنك بلغت ضالتك ويجب الإيفاء بالوعد مهما تطلب ذلك من صاحب البيت، وفي الأعياد هي أم الضيافات فجميع هذه الأنواع من الضيافة هي حديثة العهد لكن القهوة العربية هي أساس الضيافة ورمز الكرم العربي».