من الأشياء الفريدة التي تثير انتباه الزائر إلى قرية "أرنبة" الواقعة على بعد 27 كم جنوب غرب مدينة "أريحا"، وجود شجرة توت معمرة وضخمة جداً بجذع زاحف على الأرض وملتف بشكل دائري مشكلا دائرة يتجاوز قطرها 20 مترا وبسماكة تقارب المتر، وجميع من التقيناهم من أهالي القرية وخاصة كبار السن ذكروا لنا أنهم لا يذكرون هذه الشجرة إلا بهذا الشكل، كما أن آباءهم وأجدادهم كانوا يذكرون لهم بأنها الشجرة الأقدم في منقطة "جبل الزاوية".

وبالحديث مع الحاج "عبد الله اليعقوب" من أبناء قرية "أرنبة" قال لموقع eIdleb: «هذه الشجرة قديمة جداً ويمكن الجزم بأن عمرها يتجاوز مئات السنين، وخلال سنواتي الخامسة والستين لم ألتق مع شخص من معمري القرية القدماء إلا أكد لي أنه لا يذكر هذه الشجرة إلا بشكلها الحالي المعمر والذي يدل بأنها قديمة جداً، وهذه التوتة كانت سابقاً بين مساكن العائلات المسيحية التي كانت تسكن القرية قبل مئة عام، ومن طول عمر هذه التوتة أنه لا يعرف عمرها أو على الأقل اسم مالكها الأساسي لذلك تركت اليوم وقف للمسجد القديم في القرية، وقد قام الأهالي بتسوير الشجرة بجدار حيث اعتبر مكانها وقف للجامع، وباتت هذه الشجرة تشكل نقطة علام مميزة لقريتنا».

بيتنا ملاصق للشجرة لذلك اعتبرنا أهالي القرية بأننا الأحق في تولي شؤون هذه الشجرة، نقوم سنويا بضمانها بمبلغ من المال مناصفة بيننا وبين الجامع، وإنتاج هذه الشجرة في العام يقارب الطن ففي العام الماضي وصل إنتاجها لحوالي 900 كغ

ويذكر الشاب "يعقوب اليعقوب": «نظرا لقدم هذه الشجرة وعدم معرفة مالكها فقد اعتبرها الأهالي ملكا للقرية، وهي تقع في قلب القرية القديمة حيث جميع الأهالي يجتمعون لقطف ثمارها، وفيما بعد تم وقفها للجامع القديم، وحتى اليوم تثمر الشجرة بكميات كبيرة وكما نلحظ بأن أفرعها وجذعها الزاحف يمتد على شكل دائرة قطرها يقارب 15 مترا».

مشهد لجذع الشجرة الزاحف على الأرض والملتف بشكل دائري

أما "إياد المحمود" أحد أبناء العائلة التي تسكن بجانب الشجرة قال: «بيتنا ملاصق للشجرة لذلك اعتبرنا أهالي القرية بأننا الأحق في تولي شؤون هذه الشجرة، نقوم سنويا بضمانها بمبلغ من المال مناصفة بيننا وبين الجامع، وإنتاج هذه الشجرة في العام يقارب الطن ففي العام الماضي وصل إنتاجها لحوالي 900 كغ».

المهندس الزراعي "عمر بدوي" من دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "إدلب" ذكر أن «شجرة التوت تعتبر من الأشجار المعمرة ويمكن لها أن تعيش لحوالي 300 عام في حال توافر لها المصدر المائي وظروف مناخية مناسبة وكانت معزولة عن الأمراض، وبإمكان شجرة التوت المعمرة أن تبقى شجرة مثمرة إلى أن تموت، ولكن عيش شجرة التوت لهذا العمر الكبير يعتبر من الحالات النادرة».

يعقوب اليعقوب وإياد المحمود
جانب من جذع الشجرة