عشق القصيدة العمودية منذ سنواته العشر، فكان كتاب الأدب العربي للصف الثالث الثانوي الملاذ الوحيد أمامه لإشباع ذلك النهم، ويتذكر تماماً تلك المتعة الكبيرة التي كان يشعر بها عندما كان يمسك بالكتاب ويقرأ إحدى القصائد بطريقة خطابية فصيحة، وبغية السير على الطريق الصحيح في هذا المجال فإنه يحرص كثيرا على التواصل مع عدد من الشعراء والأدباء المعروفين الذين يسدون إليه النصيحة ويصوبون خطواته الشعرية.

الشاعر الشاب "صهيب الخلف" تحدث لموقع eIdleb عن مسيرته الشعرية وحول البدايات يقول: «منذ الصغر كنت دائماً أتحين الفرصة للإمساك بكتاب الأدب العربي لأخي الذي كان حينها في الصف الثالث الثانوي من أجل قراءة القصائد في منهاج اللغة العربية بصوت عال، وفي المرحلة الثانوية بدأت أكتب الشعر ولكن بشكل غير موزون حتى دخلت الجامعة، وتأخرت حتى اكتشفت موهبتي في التزام الوزن الخليلي في الشعر العمودي، ففي إحدى محاضرات العروض للدكتور "سعد الدين كليب" في السنة الأولى حيث طلب منا نظم بيت شعري على البحر الطويل، فكتبت البيت الأول وأتبعته بالبيت الثاني والثالث وعندما عرضت الأبيات على الدكتور أعجب بها وشجعني كثيراً، في تلك اللحظة شعرت بفرحة عظيمة جداً وكانت هذه الحادثة البداية الحقيقية لمسيرتي الشعرية».

لم أشارك كثيراً في مسابقات شعرية واقتصرت مشاركتي على قصيدة بعنوان "أخ لم يوارى بعد" في مسابقة أعلن اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع فرع اتحاد طلبة "سورية" في "إدلب" حيث نلت المركز الأول مناصفة مع قصيدة للآنسة "وليدة العابد"

وعن الأنواع الشعرية التي يكتب بها والمواضيع التي يتناولها في قصائده يقول: «أحب كثيراً الشعر العمودي ومعظم القصائد التي أكتبها عمودية حيث وجدت أن روح الشعر العمودي قد فقد حالياً في الساحة الأدبية العربية وأصبح الكل يجري خلف شعر التفعيلة ونسينا بأنه يمكننا أن نطور كثيراً في بناء قصيدة الشعر العمودي العربية، ومن الشعراء الذين أعجب بأسلوبهم في كتابعة الشعر العمودي "شافي الأسعد" من مدينة "حمص" و"حكمت جمعة وياسر الأطرش" هؤلاء الشعراء الثلاثة تأثرت بطريقتهم في كتابة الشعر العمودي، حيث يكتبون بطريقة جميلة تعبر عن الروح وعن كل ما في وجدان الإنسان، وهذا انعكس على المواضيع التي أتناولها في قصائدي حيث أهوى دائماً مزج العاطفة الوجدانية مع العاطفة القومية وما هو ذاتي وشخصي بما هو عام ووطني، وكوني من فئة الشباب فمن الطبيعي أن يكون للجانب الغزلي حصة في قصائدي، وتأثرت كثيراً بالشاعر الكبير "محمود درويش" الذي كنت في قصائده نبرة ذاتية واضحة تقابلها نبرة قومية تعبر عن حب الأرض وحب العروبة و"فلسطين"، وأنا أحاول الحقيقة إتباع هذا الأسلوب في قصائدي بحيث أتمكن من مزج قصيدة قومية مقاومة تحمل ما هو ذاتي بأسلوب ممتع بعيد عن النمط الجاف».

الشاعر الشاب صهيب الخلف

وعن المسابقات الشعرية التي شارك بها وإن كان هناك مشروع لإصدار ديوان شعري يقول: «لم أشارك كثيراً في مسابقات شعرية واقتصرت مشاركتي على قصيدة بعنوان "أخ لم يوارى بعد" في مسابقة أعلن اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع فرع اتحاد طلبة "سورية" في "إدلب" حيث نلت المركز الأول مناصفة مع قصيدة للآنسة "وليدة العابد"».

وعن رأيه بقصائد شعر التفعيلة يقول: «صحيح أن شعر التفعيلة يعطيك حرية أكبر في التعبير عن ذاتك ويعطيك حرية أكبر في نظم القصيدة، لكن ربما يفقد الإيقاع الساحر والذي ربما يشد الأذن لسماعه خاصة في القصائد التي نراها اليوم وأصبحت الدواوين التي تصدر اليوم كأنها موضة، حيث نشهد فيها تقطيع في أوصال القصيدة بشكل غير مقبول وأنا مقتنع بأننا يجب ألا ننسى جذورنا الأدبية في مجال الشعر، وأن نمد جسرا بين الماضي والحاضر وأن نكون أهلاً لحمل هذا الإرث الشعري العظيم الذي خلفه لنا "امرؤ القيس وجرير والفرزدق والمتنبي وأبو العلاء المعري"».

الشاعر ياسر الأطرش

ويؤكد أنه «هناك مجموعة من الشعراء يحرص على التواصل الدائم معهم بغية الاستفادة من خبرتهم في هذا المجال أولهم الأستاذ "ياسر الأطرش وحكمت جمعة"، والأستاذين "نجيب كيالي" و"محمد خالد الخضر" اللذين لا يبخلا عليّ بالنصح والاستشارة ولا ننسى الأستاذ الكبير "علي عقلة عرسان" الذي كان لمسرحيته "تحولات عازف الناي" كبير الأثر على ذاتي ووجداني والتي وجدتها مجسدة في أكثر من شخصية ضمن المسرحية».

وختم حديثه لموقع eIdleb بهذه الأبيات من قصيدته آية الصبر التي كتبها رثاء لوالدته حيث يقول:

خالد الخلف

"يا كون أطلق للسماء الأدمعَ... قلبي على باب الغياب تلوعَ

أفقدت أماً يا غلام حنونة... وطفقت تركض لاهثاً كي تسمعَ

حقاً رحلت وما يقال حقيقة... لف الغياب شذاك راح مودعا

حقاً رقدت بحفرة وتحملت... ذاك الحنان ودفء قلبك شيعَ؟".

الشاعر الأستاذ "ياسر الأطرش" يقول عن الشاعر الشاب "صهيب الخلف": «من خلال معرفتي بصهيب أراه يمتلك الموهبة ولديه الاهتمام الشديد بالإبداع، حيث تتضح في شخصيته ملامح الإبداع، وهو متابع للمشهد الأدبي وأكيد هذا الاهتمام لا يأتي من فراغ، وإنما ينم عن موهبة سيكون لها شأن في المجال الشعري، كما أنني أشعر بأنه مشغول بالهم السياسي».

الشاب "خالد الخلف" أحد المتابعين لنشاط "صهيب" يقول عنه: «أتابع قصائد "صهيب" منذ حوالي خمس سنوات وأكثر ما يلفت نظري فيها مواضيعه الإنسانية تشعرك بذاتية الإنسان ووجدانه ولكن لي ملاحظة صغيرة على تلك القصائد هو أنه أحيانا يركز على الحامل اللغوي أكثر من المعنى فتراه في بعض الأحيان متكلفا في القصيدة ولكن بشكل عام الأفكار التي يتناولها في قصائده جيدة والمضمون جاذب وأنا كقارئ أراها جاذبة للقراءة وأعتقد أن "صهيباً" يحمل في داخله بذرة شاعر مميز وواحد من الأقلام الأدبية الواعدة في مجال الشعر».

يذكر أن الشاب "صهيب الخلف" من مواليد قرية "قميناس" قرب مدينة "إدلب" عام 1986 يحمل إجازة في اللغة العربية عام 2010.