أطفأت مسابقة "عكاظ" الشعرية التي ينظمها المركز الثقافي العربي في مدينة "سراقب"، شمعتها الثالثة عشرة، حيث تم مؤخراً توزيع جوائز الدورة الثالثة عشرة دورة الشاعر "محمود درويش"، حيث منحت جائزة المركز الأول مناصفة بين قصيدة "ابن زيدون" للشاعر "رياض يوركي حلاق" وقصيدة "برزخية محمود درويش" للشاعر "نائل حريري"، والشاعران من مدينة "حلب".

وجاء في المركز الثاني قصيدة "عندما يعشق شاعر" للشاعرة "مروة حلاوة" من محافظة "حماه"، وفي المركز الثالث "شادي صوان" من "معرتمصرين" عن قصيدته "آلام يهوذا" مناصفة مع "ماجد خطاب" من محافظة "حماه" عن قصيدة "على قبر أبي العلاء"، وقد ضمت لجنة التحكيم كلاً من: الدكتور "فاروق اسليم" عميد كلية الآداب الثانية ورئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في "إدلب"، والدكتورة "أسماء معيكل" المدرّّسة في كلية الآداب الثانية في "إدلب" والشاعر "ياسر الأطرش" وقد وصل عدد المشاركين في هذه الدورة إلى 65 مشاركاً.

أوجه شكراً كبيراً لأسرة المسابقة وللجنة المحكمة التي اختارت قصيدتي وأنصفتها، وهي قصيدة من الشعر العمودي تناولت حياة الشاعر "ابن زيدون" شاعراً ووزيراً وعاشقاً، ويبقى شيء جميل أن تجد من يقدر جهدك، وقد سعدت بتواجدي في بلدة "سراقب" هذه البلدة التي تحب الأدب وتقدسه

وتعتبر مسابقة "عكاظ" الشعرية، واحدة من ألمع المسابقات الشعرية في "سورية"، إلى جانب جائزتي "المزرعة" في "السويداء"، و"ربيعة الرقي" في "الرقة" أهم ثلاثة جوائز شعرية في "سورية".

زكريا حاج علي مدير المركز الثقافي في سراقب

"زكريا حاج علي" مدير المركز الثقافي في "سراقب" وصاحب المبادرة في إطلاق هذه المسابقة، تحدّث لموقع eIdleb عنها بالقول: «تهدف مسابقة "عكاظ" الشعرية التي يفخر المركز الثقافي في مدينة "سراقب" بتنظيمها منذ عام 1997 إلى تنشيط الحركة الشعرية لدى المواهب الشابة على مستوى القطر، حيث تشكل لجنة من المختصين لدراسة الأعمال الأدبية المقدمة، وتقييمها وإعطائها العلامات واختيار النصوص الفائزة، ويرافق حفل توزيع الجوائز نشاط موازي إما أن يكون معرض فني، أو معرض كتاب، أو أمسية موسيقية، ويمنح المشاركون فترة شهرين لتقديم مشاركاتهم بعد تاريخ الإعلان عنها في كل عام، ومنذ عام 2001 بدأت المسابقة تحمل اسم أحد الشعراء الراحلين، فدورة عام 2001 حملت اسم الشاعر "عمر أبو ريشة"، ودورة عام 2002 اسم الشاعر "نزار قباني"، ودورة عام 2003 اسم الشاعر الفلسطيني "سميح القاسم"، ودورة عام 2004 اسم الشاعر "بدوي الجبل"، ودورة عام 2005 اسم الشاعر "محمد الماغوط"، ودورة عام 2006 اسم الشاعر "أبوا لعلاء المعري"، ودورة عام 2007 اسم الشاعر "ممدوح عدوان"، ودورة عام 2008 اسم الشاعرة العراقية "نازك الملائكة"، ودورة العام الماضي باسم الشاعر الفلسطيني "محمود درويش"»

وعن سبب تسمية المسابقة بـ"عكاظ" دون اسم آخر له علاقة بتراث "إدلب" الأدبي، وشروط المشاركة فيها يقول "حاج علي": «استوحينا اسم "عكاظ" تيمناً بسوق عكاظ الأدبي عند العرب أيام الجاهلية، وإن الاشتراك في المسابقة متاح للشعراء الكبار والشعراء الهواة، على أن تكون القصيدة المشاركة غير منشورة سابقاً أو فائزة بمسابقة ما، وأن تكون باللغة العربية الفصحى، ‏ويحق للشاعر الاشتراك بقصيدة واحدة فقط من الشعر العمودي أو شعر التفعيلة، ولا يحق الاشتراك بهذه المسابقة لمن فاز بإحدى جوائزها في الدورات الثلاث الماضية، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى عشرين ألف ليرة سورية، والثانية سبعة عشر ألفاً، والثالثة أربعة عشر ألفاً»

هيثم شحادة مدير الثقافة في إدلب

وحول البصمة التي تسعى هذه المسابقة لتركها في الحركة الأدبية في "إدلب"، يقول الأستاذ "هيثم شحادة" مدير الثقافة في "إدلب": «أعتقد بأن مساهمة هذه المسابقة في رسم الصورة الثقافية في المحافظة تتلخص في ثلاثة عناصر: فقد أصبحت مناسبة لأبناء المحافظة للتعرف على وجوه وأسماء شعرية جديدة، وباتت تشكل حافزاً مهماً للشباب للانخراط في العمل الأدبي، وهذه المسابقة هي شكل من أشكال النشاط الثقافي التي انعكست إيجاباً في رفد الحركة الشعرية في محافظة "إدلب" وفي "سورية" بشكل عام خاصة أنها مسابقة على مستوى القطر».

وعن دعم مديرية الثقافة لهذه المسابقة يقول "شحادة": «تقدم مديرية الثقافة الدعم المادي والمعنوي للمسابقة، من خلال تمويل جوائزها، وتسهيل كل أمورها التنظيمية، وحالياً نحن ندرس تطوير هذه المسابقة، من خلال توسيع اختصاصاتها لتشمل أنواعاً أدبية أخرى، ولكي تشمل شريحة أوسع من الأدباء والمثقفين، وتشكل رافداً غنياً للحركة الثقافية في المحافظة».

رياض يوركي حلاق أحد الفائزين بالمركز الأول في الدورة الأخيرة

الدكتور "فاروق اسليم" رئيس لجنة التحكيم خلال الدورتين الأخيرتين، تحدّث عن المعايير المعتمدة في اختيار القصائد الفائزة، وعوامل تطوير المسابقة بالقول: «اعتمدنا على ثلاثة معايير أساسية في تقييم النصوص: المعيار الأول هو شعرية النص، والمعيار الثاني هو الإيقاع الموسيقي في النص من حيث الوزن والحروف وصياغة الكلام، والمعيار الثالث أن تكون الصورة مبتكرة وجديدة وعصرية، والمعيار الرابع أن يكون النص غير مباشر ويبتعد عن الأسلوب الخطابي، ومسابقة "عكاظ" أصبح لها حضورها وجمهورها في الوسط الثقافي في "سورية"، ويجب أن ننهض بواقعها وذلك من خلال مراعاة عدة أمور: أولاً يجب أن يتم تغيير لجنة التحكيم سنوياً بحيث تتم إضافة أسماء جديدة، وأن نحدد أعمار المشاركين، بحيث نتيح المجال أمام الأسماء الشابة، وألا يسمح لمن حصل على المركز الأول في دورة سابقة أن يشارك في دورة أخرى، إلى جانب أن نهتم بها إعلامياً ونهتم بطريقة الإعلان عنها، بحيث توضع إعلاناتها في كل مراكز التجمعات الشبابية، وألا يقتصر الإعلان على الصحف».

وعن معاني هذه الجائزة، تحدث الشاعران الفائزان بالمركز الأول، حيث يقول الشاعر "رياض يوركي حلاق": «أوجه شكراً كبيراً لأسرة المسابقة وللجنة المحكمة التي اختارت قصيدتي وأنصفتها، وهي قصيدة من الشعر العمودي تناولت حياة الشاعر "ابن زيدون" شاعراً ووزيراً وعاشقاً، ويبقى شيء جميل أن تجد من يقدر جهدك، وقد سعدت بتواجدي في بلدة "سراقب" هذه البلدة التي تحب الأدب وتقدسه».

ويضيف الشاعر "نائل حريري": «أنا سعيد جداً بالعودة إلى "سراقب" وإلى هذه المسابقة بعد غياب حوالي ثماني سنوات عن المشاركة الأولى في دورة عام 2002، حيث حصلت آنذاك على المركز الثاني بقصيدة كانت بعنوان "خماسيات ابن الملوح"، أما قصيدة هذا العام والتي حصلت على المركز الأول كانت بعنوان "برزخية محمود درويش" وقد كتبتها على لسان الشاعر الكبير "محمود درويش" بعد وفاته، وهي تحكي عن تاريخ نضال المثقفين وكيف يرون الوطن والحياة، وسعدت كثيراً هذا العام بأني وجدت المسابقة محتفظة بألقها وشعبيتها رغم أنه من عادة المسابقات لدينا ألا تستمر، أما هذه المسابقة فوجدتها بعد ثمانية سنوات أكثر شعبية وأكثر مشاركة وأكثر حضوراً، ولا بد لهذه المسابقة أن تستمر لكونها لم تعد تعبر عن مدينة "سراقب" فقط بل أضحت تعبر عن كل "سورية"، وأخبارها بدأت تنتشر على مستوى الوطن العربي».