هو صوت شعريّ يطمح لأن يصل صوته إلى كل العالم من خلال قصائده التي يعيش معها كلّ خلجة من خلجات روحه التواقة إلى الإبداع الصافي، ليبوح به محمّلا برائحة الوطن، والأرض، والحبيبة التي تقاسمه خبز الشعر والاحتراق بتنور الإبداع الملتهب.

موقع eIdleb التقى الشاعر "ماجد خليل" وكان الحوار التالي:

حلمت ذات مرة بأنني أغني، وأنني أطربت بالغناء جميع من كانوا، وعندما أفقت، أدركت أن حلمي الغريب، محال أن يجيد روعة الغناء

  • لماذا الشعر في هذا الزمن الصاخب؟
  • الشاعر "ماجد خليل" ومراسل الموقع

    ** الشعر منذ القدم هو مرآة الإنسان، وهو المعبّر عن خلجات النفس البشرية، فالشعر لا يموت، سواء أكان الزمن صاخبا أم غير صاخب، لأنّه المسؤولية الملقاة على عاتق شعراء اليوم، والمستقبل، وهو رسالة هذا الإنسان إلى الكون من أجل استقرار الحياة واستمرارها.

    ورأيي أنّ الشعر دواء أو بلسم للزمن الصاخب، فكل القصائد التي كتبتها أحدثت في داخلي ثورة لأنني عشتها، وأحسست بنبضها، وأحست هي بنبضي، فخرجت تحمل آهاتي، وتأملاتي، وطموحاتي التي لم تتحقق بعد. ولعلك تسأل عن طموحاتي؟ هي أن أسمع صوتي إلى كل أنحاء العالم، وأن أقدم رسالتي الشعرية دروسا من الحياة إلى الحياة.

    "ماجد خليل" والسيدة "غادة عنتابي"

  • ما رسالتك الشعرية التي تطمح بإيصالها إلى كل العالم؟
  • ** رسالتي تتجسد في أمور ثلاثة:

    ـ أنا ابن هذه الأرض، وواحد من الإنسانية جمعاء، أحمل صوت المعذبين الطامحين إلى الشمس، أعيش قضية الوطن، وقضية الإنسان أينما وجد، وأحمل آلامه، وأتطلّع إلى أفراحه في هذا الزمن الصاخب.

    ـ أنا الأديب المسؤول الذي يشارك الأمة همومها وأحزانها على امتداد الساحة العربية، وأطمح أن أوصل هذه الهموم والأحزان إلى العالم أجمع.

  • أطمح أن تطبع مؤلفاتي كاملة وهي تزيد عن عشرين مجموعة شعرية.
  • *هناك من يقول إن الشعر لا يقدم ولا يؤخر في زمن الموت والرصاص، فإذا وصل شعرك إلى العالم ماذا سيكون دور هذا الشعر، وما هي فاعليته؟

    ** منذ الأزل كانت الكلمة الهادفة أقوى من الموت والقتل، ولا أحد يغفل، أو ينسى دور الأدب، وبالتحديد الشعر في إيقاد الثورات في العالم عبر مراحل التاريخ من "بابلو نيرودا" و"ناظم حكمت" إلى شعراء الأرض المحتلة مثل "محمود درويش"، و"سميح القاسم"، و"توفيق زياد" فالشعر نار تؤجج النفس وتطلق الأعاصير ثورات لاهبة ضد الظلم أينما كان، والشعر سماء صافية تأخذ النفس إلى عالم لا متناه، الشعر هو الحيلة، ولا موت طالما هناك حياة.

  • ألا ترى معي أن هذا الكلام إنشائي يصلح لأن يقدّم في دروس التعبير لطلاب المدارس، فالشعر لم يعد يقرأ والكتاب لا يقتنى؟
  • ** هذا الكلام ليس إنشائيا، إنّما هو خلاصة تجربتي الشعرية، وإذا قارنت هذه التجربة بتجربة أي شاعر آخر قرأت له تحس النبض واحد سواء كان في الزمن الجميل، أو في زمن الضجيج، وثورة المعلومات.

    أمّا عن عدم قراءة الكتاب واتجاه العالم إلى الماديات، فهذا ليس في كل العالم، اليابان تطبع في السنة بعدد أيام السنة وشعوب أوربا تقرأ الكتاب.

  • حدثنا عن التجربة المشتركة التي حصلت بينك وبين زوجتك السيدة "غادة عنتابي" على صعيد الكتابة، كيف تبلورت هذه التجربة، وماذا أنتجت؟
  • ** ما حدث أن زوجتي تكتب الخاطرة، وأنا أكتب الشعر، فقد عشت مع زوجتي، وما أزال، قصة عشق لم تنته فصولها، وعندما تغرّبت عنها كانت المناجاة بيننا هي مناجاة الروح للروح، وكانت الحصيلة ديوان مشترك بعنوان "إشراقات إليك" وهو مؤلف من أربعة أجزاء، وهو ينتمي لشعر التجربة، حيث لا يوجد شاعر يخلو شعره من تجربة إنسانية، وبمقدار ما يعمم الشاعر هذه التجربة، ويصنع منها نموذجا إنسانيا، بمقدار ما تكون عملا إبداعيا ناجحا، وهذا ما حاولت القيام به من خلال هذا الديوان المشترك بيني وبين زوجتي.

    *ما منابع تجربتك الشعرية؟

    ** هي ثقافتي العامة، والشعراء العرب، وخاصة "المتنبي" و"المعري"، فأنا أقرأ سنويا مالا يقل عن خمسمائة كتاب، وأهمها، وأولها "القرآن الكريم".

  • ما الجديد في شكل، وموضوع القصيدة المعاصرة التي تكتبها؟
  • ** حاولت أن أجدد في شكل القصيدة، فبعض قصائدي لا تبدأ بعنوان بل يكون العنوان في منتصف القصيدة، وبعضها الآخر ذات نفس طويل مثل مجموعة"انبعاثات" تحتوي فقط على قصيدتين، وتتألف المجموعة من مائة وست صفحات، بالإضافة إلى أنني أكتب كل أشكال الشعر العربي، من القصيدة التقليدية إلى قصيدة التفعيلة إلى قصيدة النثر، وقصيدة "الومضة" ومن مجموعة" وليمة ليلية" منها هذا النص بعنوان "حلم"

    «حلمت ذات مرة بأنني أغني، وأنني أطربت بالغناء جميع من كانوا، وعندما أفقت، أدركت أن حلمي الغريب، محال أن يجيد روعة الغناء».

    *هل أنت راض عن كل ما كتبت حتى الآن؟

    ** نعم لأنّ القصيدة حبيبتي الثانية، وهي نبضي، وكلمتي، ورسالتي إلى العالم، فلا يمكن للإنسان الذي يملك الثوابت أن يحيد عنها تحت أي تأثير ولو كان الموت، لأنّ القصيدة هي التي تكتبني، وتبقي ذكري،حتى بعد موتي، وهناك قصيدة كتبتها بهذا العنوان "ما بعد موتي" أقول فيها:

    «وحيد، وأنزع نبض الأمان.

    يهلل نعشي ليوم قدومي، ويفتح صدرا بلا حنان

    فأغمض عيني وحيدا

    أخلي المكان

    وحيدا أودع هذا الزمان»

    يذكر أن الشاعر "ماجد خليل" من مواليد "جسر الشغور" عام1959ويحمل إجازة في الأدب العربي، وله ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة هي "أعاصير وبيادر" و"انبعاثات" و"قناديل من السماء"، وله تحت الطبع مجموعة "إشراقات إليك".