الشاعر "حكمت جمعة"هو الشاعر الوحيد الذي وصل إلى المرحلة النهائية دون أن يحتاج لرسالة تصويت واحدة كما حدث مع غيره في المسابقة التي تبنتها دولة "الإمارات العربية المتحدة" فيما يعرف ببرنامج أمير الشعراء.

الملخص: الشاعر "حكمت جمعة"هو الشاعر الوحيد الذي وصل إلى المرحلة النهائية دون أن يحتاج لرسالة تصويت واحدة كما حدث مع غيره في المسابقة التي تبنتها دولة "الإمارات العربية المتحدة" فيما يعرف ببرنامج أمير الشعراء.

درعك الموت. لاتنسحب. سوف تمضي طويلا على درج العمر. والقلب يصغي إلى وقع عكازك المضطرب. الحصى في طريقك تمضي بساقيك نحو السقوط. وللشوك تاريخه في يد تمسح الحزن عن حاجبيك. ولكن عينيك مثقلتان بما فيهما من تعب

فقد اختير مع أربعة وثلاثين شاعرا من أصل آلاف المتقدمين من كافة أنحاء الوطن العربي ليشاركوا في النسخة الثالثة من البرنامج التلفزيوني المختص بالشعر العربي الفصيح، واستطاع "جمعة " في المرحلة الأولى الحصول على أعلى تقييم من لجنة التحكيم، ما أهله للانتقال إلى المرحلة الثانية مباشرة دون الحاجة إلى تصويت الجمهور.

وفي لقاء لموقع eIdleb مع الشاعر "حكمت جمعة" كان الحوار التالي:

  • ماذا تقول عن تجربتك في مسابقة "أمير الشعراء"؟
  • ** مسابقة "أمير الشعراء" مسابقة ضخمة للشعر العربي الفصيح، قد ينطبق عليها الوصف بأنها مسابقة نازية، لأنّها تنحاز للشعر العمودي وشعر التفعيلة إلى حدّ ما، ولكنها مهمّة رغم غلبة الطابع التلفزيوني والإعلامي على حساب الثقافي، وهذه نتيجة حتمية في الوقت الراهن، فالشعر العربي كان يمثّل دور وزارة الإعلام، فلا بدّ بعد مرور ستة عشر قرنا، وفي عصر الفضائيات، أن يأخذ من الإعلام ويعطي له، وبناءً على هذا الكلام، فالمسابقة ليست شعرية بحتة بالمعنى الحرفي للكلمة.

  • لماذا اشتركت في المسابقة طالما أنها ليست ثقافية بحتة كما تقول؟
  • ** هناك جائزة ماليّة مغرية هذا أولا، ثم هي بالإجمال جائزة إعلامية مهمة، لأننا في زمن ولادة الشاعر وموته في الكواليس، وثانياً مسابقة أمير الشعراء اختصرت لي عشرات السنين، والدواوين، حيث أخرجتني إلى النور.

  • ألا يخاف شعراء المسابقات أن يحترقوا بهذا النور؟
  • ** هذه المسابقات، قد تحرق بنورها أنصاف الشعراء، والمتحذلقين، إلا أنها تمثل شرارة البدء بحيث تشكل نقلة نوعية في حياة الشاعر الحقيقي، من السر إلى العلن، هذه المسابقة لم تكن إلا أمسيات شعرية منقولة عبر الأثير.

  • هل أنت راض عن المركز الذي حصلت عليه؟
  • ** بغض النظر عن عدم الرضا عن المركز الذي حصلت عليه، فالمسابقة خضعت لمعيار التصويت، الذي يعبر إمّا عن جماهيرية عريضة، وإمّا عن صراع رأسمالي بحت، مع أرجحية الأخير، وأنا الوحيد في المسابقة، الذي وصل إلى المرحلة النهائية دون أن أحتاج إلى رسالة تصويت واحدة. وهي تبقى مسابقة شعرية، والكلام فيها ليس نهائيا، فالتجربة الشعرية تجربة حياة كاملة، والزمن هو الحكم العادل في هذه المسألة. الشعر حاجة روحية قبل كل شيء ولا يخضع للترتيب، ولا للدرجات، ولا للتفضيل.

  • إلى أي حد كان لوضعك الصحي والنفسي دور في تكوينك الشعري؟
  • ** هو خيط من نسيج لايمكن انكاره حيث خلق لدّي يوميات مختلفة امتدت إلى نتاج "حكمت" الشعري في اللاشعور. يوميات صاحب الإعاقة تختلف عن يوميات شخص سليم لكنّها لم تجعلني أكتب من خلال عقدة النقص، فأنا إنسان كتب يومياته شعراً فتسللت من خلالها حالة المرض كما تسللت المرأة، والفقر، والكدح اليومي. هذا المقطع الشعري يعبر عن تلك الحالة من قصيدة بعنوان "آخر رسالة من أبي"

    «درعك الموت. لاتنسحب.

    سوف تمضي طويلا على درج العمر.

    والقلب يصغي إلى وقع عكازك المضطرب.

    الحصى في طريقك تمضي بساقيك نحو السقوط.

    وللشوك تاريخه في يد تمسح الحزن عن حاجبيك.

    ولكن عينيك مثقلتان بما فيهما من تعب».

    بقي أن نذكر أن الشاعر"حكمت حسن جمعه" من مواليد "إدلب" عام 1980 وهو طبيب أمراض جلدية، كما أنه فاز بجائزة "سعاد الصباح" وجائزة "دبي الثقافية".