بعد سنوات طويلة من الاستقرار في مدينة "إدلب" حمل الكاتب "أحمد جدعان الشايب" أوراقه وقصصه، ليعود إلى "مدينة كفرنبل" البقعة التي تركها قرية صغيرة، هذه المدينة التي يخلص لها كلّ من ولد فيها، و"الشايب" يعود بعد عمر من الكتابة والعمل ليستقر فيها.

"أحمد جدعان الشايب" من مواليد مدينة "كفرنبل" عام /1951م/ لأسرة فلاّحية من الدرجة الأولى, أنهى دراسته الثانوية عام /1969م/ ودخل كلية الآداب قسم اللغة العربية, ولكن ظروف الفقر الشديد وموت والده جعلته يترك الجامعة، فاتجه إلى معهد إعداد المدرسين, وتخرج منه عام /1972/ حيث عمل مدرساً في عدد من الدول العربية, وفي عام /1992م/ ترك التدريس لكي يتفرغ للكتابة وحدها.

هذه المجموعة القصصية تستحق الفوز بالجائزة الأولى، لأنها تقدم قصصاً فنية لا ينقصها الإيحاء ولا الولوج بالجوانب النفسية, ولا الدقة في التعبير الفني فضلاً عن أنها تحاول بقصصها /العشر/ تقديم عالم قصصي واحد أو متقارب في دلالته على الحياة الداخلية للإنسان في هذا المجتمع, ولعلها تكتفي بذلك حين تنتصر للاتساق الداخلي في الإنسان البائس المسحوق, وحين تعينه بجمالها على التخلص من ظالميه وتحفز إلى الحياة الحرة الكريمة

موقع eIdleb التقى الأديب "أحمد الشايب" وكان الحوار التالي:

مطالعة دائمة وعمل أدبي متواصل

* متى بدأت كتابة القصة؟

غلاف مجموعته (أسلوب آخر لموت الحمام)

** بدأت بكتابة القصة إلى جانب المطالعة وكنت أتحسّر على كل ساعة فقدتها والكتاب بعيد عني, وأنا أنصح كل الشباب المقبلين على الأدب والثقافة بالمطالعة لأنها خير رافد. بالنسبة لي بقيت منكباً على الكتابة إلى أن صدرت لي أول مجموعة قصصية وكان ذلك عام /2000م/ والتي حملت عنوان "أسلوب آخر لموت الحمام", وناقشت هذه المجموعة عذابات الإنسان المقهور, والمضطهد اجتماعيا كما وعالجت حقوق المرأة، وطالبت فيها بدعم حريتها والوقوف إلى جانبها، وكذلك عذابات الأطفال في شتى دول العالم وناقشت موضوع الإرهاب في الجزائر.

ودعني أقول وبصراحة أنني كنت أكتب ما أعانيه، وأقصد عندما رأيت الجهل متفشياً في المجتمع فيما يخص التعامل مع المرأة كتبت في سبيل إنصافها وإعطائها دورها الأمثل في هذه الحياة, وكذلك الإرهاب في "الجزائر" فأنا عملت في "الجزائر"، وكتبت ما حكاه لي الشعب هناك, لذلك أنا أرى أن الكاتب يجب أن ينطلق بما يحس ويشعر أولاً, وبما يدور في مجتمعه ثانياً.

مجموعته القصصية (السكون بعد العاصفة)

وفي عام /2006م/ صدرت لي مجموعة قصصية حملت عنوان "المأزوم" والتي أكملت فيها كتاباتي عن المرأة , وفي عام /2007م/ صدرت لي مجموعة أخرى بعنوان "السكون بعد العاصفة" مؤلفة من /عشرة/ قصص في كل قصة جانب من جوانب عذابات المرأة, واعتمدت في كتابة القصص على اللغة السلسة والمبسطة، لكي تدغدغ عقول ونفوس مختلف القراء على مختلف ثقافاتهم, وبصراحة تامة أنا مع المرأة.

  • "السكون بعد العاصفة" مجموعة قصصية فازت بالمركز الأول في مسابقة الدكتور "جميل محفوظ" للإبداع القصصي, فهل تحدثنا عن هذه المشاركة؟
  • ** إنها آخر ما صدر لي وبالفعل فازت بالمركز الأول، وكنت أتوقع ذلك قبل المشاركة, وهي مؤلفة من /عشرة/ قصص قصيرة تحمل كل قصة ثورة حقيقية في البداية، ليسيطر عليها في النهاية سكون غريب سيشعر به القارئ حتماً, وحملت القصص عناوين "السكون بعد العاصفة, أحلام من سراب, كابوس ثقيل جداً, ابتسامتها سلسبيل, دموع حمراء, القوارير تثور أيضاً, من المسؤول, أمنيات ميته, ضوء في العتمة والشك", وهي تناقش بشكل مستفيض مواضيع المرأة، وتضع حلولاً لكي يتم من خلالها التعامل مع المرأة في العمل، أو المنزل، أو الشارع، أو السوق، أو الحي، أو الجامعة، وأردت من استخدام اللغة السلسة وغير المعقدة أن تدخل أفكار مجموعتي هذه عقول كل البشر, والمسابقة شاركت فيها لأول مرة وكان هناك /خمسة عشر/ مشاركاً، وكلهم من سورية, وهي الدورة الثانية, وقد قال الدكتور "سمير روحي الفيصل" عضو لجنة تحكيم المسابقة في مجموعتي: «هذه المجموعة القصصية تستحق الفوز بالجائزة الأولى، لأنها تقدم قصصاً فنية لا ينقصها الإيحاء ولا الولوج بالجوانب النفسية, ولا الدقة في التعبير الفني فضلاً عن أنها تحاول بقصصها /العشر/ تقديم عالم قصصي واحد أو متقارب في دلالته على الحياة الداخلية للإنسان في هذا المجتمع, ولعلها تكتفي بذلك حين تنتصر للاتساق الداخلي في الإنسان البائس المسحوق, وحين تعينه بجمالها على التخلص من ظالميه وتحفز إلى الحياة الحرة الكريمة», وأنا أيقنت أنها ستفوز لأن كل ما فيها يلامس الواقع بصدق وعفوية.

  • في مدينة "كفرنبل" عندما يذكرُ أحد المسرح والعمل المسرحي يُذكر الكاتب "أحمد الشايب",أين المسرح في حياتك اليوم؟
  • ** عندما يبدأ الشاب حياته ويكون لديه موهبة ما, يظن أنه قادر على تغيير المجتمع بكامله، لكن سرعان ما يحس أنه لا يستطيع تغيير سوى نفسه, وسيصطدم حتماً بعادات وتقاليد ربما تكون على حق وربما على خطاً, وأنا كتبت مسرحيات وأخرجتها، وقدمت العديد منها في "كفرنبل"، وذلك عندما كانت قرية صغيرة, وكانت الغالبية متفاعلة مع العمل المسرحي، ثم تركت لظروف مؤلمة.

    * ما هو جديدك؟

    ** المطالعة، فأنا أقضي جل وقتي بين الكتب، وهناك مجموعتان قصصيتان ستصدران قريباً, ودعني أقول ليس في العمل الأدبي حد معين للوقوف عنده فمع كل لحظة هناك جديد.

    "الشايب" عمل مدرساً في قطر و الجزائر، وعمل أيضاً في "أبو ظبي" ونشر عدداً من القصص في صحيفة الإتحاد في "أبو ظبي" وفي مجلات عديدة في "الإمارات العربية المتحدة". وفاز بجائزة المعلمين عن مجموعة قصصية للأطفال بعنوان "الأيدي الماهرة", عام /1997/, وجائزة "غانم غباش" للقصة عن مجموعته "أسلوب آخر لموت الحمام" عام

    /1998/, وفاز بجائزة تقديرية في مسابقة "عبد الباسط الصوفي" عن قصته "مبادئ وقناعات متحركة" عام /2005/ بالإضافة لفوزه بالمركز الأول في جائزة الدكتور "جميل محفوظ" للإبداع القصصي عام /2007/ وهو متزوج وليس لديه أولاد.