«وهبتني كل إمكاناتي، في حقولها نمت موهبتي، وعلى جدران قلعتها تسلقت إلى العلياء، ومن ينابيعها كان صفاء الذهن، هذي هي "حارم" بالنسبة لذاك الطفل الذي عاش حياة الفقر والكدح حتى شب وأكمل تعليمه في مدارسها...

واقترنت ذكرياته بأشجارها التي عشق حفيف أوراقها، قلعتها الشمّاء منحتني الكبرياء، وبساتينها الخضراء أثارت فيّ الحنين، فهي أحب بقاع الأرض إلى قلبي». بهذه الكلمات الخاصة وصف لموقع eIdleb حكاية الود التي تجمعه بمدينته. "أحمد سليمان" أحد أعلام القصة القصيرة في "إدلب"، والذي امتزجت أفكاره وشخصيته الأدبية بالتاريخ العريق المرتبط بـ"حارم".

  • ما العوامل التي ساعدت على نمو الحس الأدبي لديك؟
  • في المكتبة

    ** إن البيئة التاريخية الممزوجة بين عصور متعددة أثارت في نفسي حب الاطلاع والاستكشاف، لفهم تاريخ المدينة، والخضرة المترامية مد النظر أثارت حفيظة الأديب لدي لتتفجر طاقاتي الكامنة منذ أن كنت في السنة الأولى في دار المعلمين، وعندها كانت قصتي القصيرة الأولى "معلقات على أسوار القلعة"، ومضيت بهذا المشروع حتى أعددت مجموعتي القصصية التي أخذت الاسم ذاته وهي قيد الطباعة.

  • وماذا عن الرواية وأين تتجه؟
  • ** لم أكن متفرغاً لكتابة الرواية حتى تقاعدت من العمل التعليمي، ونزولاً عند رغبة الأصدقاء قمت بإعداد السلسلة الروائية التي أسميتها "أم البساتين"، وتتناول الرواية الأحداث التي مرت بها "حارم" منذ الستينيات من القرن العشرين حتى أيامنا.

  • وماذا عن مشروع "معجم ألفاظ القرآن"؟
  • ** منذ عام /1994/ أمضي بتنفيذ المشروع الذي نذرت له جل وقتي في البحث والتقصي عن الألفاظ القرآنية التي لم ترد على صفحات المعاجم العربية، وإبراز الفروق بين المصطلحات المتشابهة، وأسماء الأعلام والتفريق بينها زماناً ومكاناً، والتفريق بين اللغة العربية والعجمية في القرآن وإن كانت أصولها سريانية وشرقية، فالمنطلق والمهد لها هو شبه الجزيرة العربية، ويضم العمل /900/ صفحة، مؤلفة من /2300/ جذر والكثير من مشتقاتها، وأنا الآن في مرحلة إعداد النسخة النهائية لعرضها على المتخصصين في مجالي القرآن والحديث واللغة العربية، وأبحث عن تمويل هذا المشروع الأول من نوعه في علوم اللغة العربية.

    والجدير ذكره أن "أحمد سليمان" من مواليد "حارم" عام /1946/، أول تلميذ في المدرسة الإعدادية بـ"حارم" عام /1963/، يحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة "دمشق" عام /1977/، عمل مدرساً معاراً في الجزائر عامي /1976/ و/1977/، وعمل مدرساً للغة العربية في المملكة العربية السعودية من عام /1983/ حتى /1986/، وأنهى خدمته في التعليم عام /2006/ ليتفرغ كلياً لمشروع عمره ويبقى في ركنه الخاص مع المراجع والكتب.