«كتبنا شعرا قبل أن نقرأ وقرأنا لغيرنا قبل أن نكتب وتندمج الكتابة بكل تجلياتها بدأ بالنصوص القديمة وللإنسانية جمعاء وعلى توالي العصور وانتهاء بالكتابة الحداثوية ليخرج منها كتاب جديد للمبدع يبنى على ما سبقه ويتجاوزه في آن».

بهذه الكلمات عرف الدكتور "صالح رحال" الكتابة عند ما التقاه موقع eIdleb بتاريخ 21/8/2008 في عيادته ليحدثنا عن مسيرته الأدبية التي تحمل طابع الحداثة على حد قوله.

  • سألناه ما هي الحداثة برأيك؟
  • ** بداية لم يخل عصر من العصور من الحداثة منذ آدم الذي كان الصفر الذي لا يتكرر للحداثة وما جاء من "ذريته" بعده كانوا يستفيدون من تجارب بعضهم ثم يضيفوا تجربتهم الجديدة إلى تجارب من سبقهم بكل تجلياتها بدأ بالزراعي مرورا بالفلسفة والدين وانتهاء بالشعر هذه هي الحداثة، ولولاها لما وصلت تجربة الإنسان الرفيعة إلى ما وصلت إليه في العصر الحاضر فالتجربة الحداثوية تكاثرت وتكاثرت وهذا يعود إلى توغل الإنسان الحديث في العلوم والتجربة وتولد مالا ينتهي من الأشياء التي نعيشها من طائرة وسيارة وقصيدة أو كتاب يكتب في "طوكيو" أوفي "دمشق".

    *حدثنا عن بدايتك في مجال الأدب.

    **بدأت كتابة الشعر في فترة مبكرة ولكن ما كتبته حتى انتهاء المرحلة الثانوية لم يكن سوى محاولات شعرية، وأثناء دراستي في كلية الطب وبمرور الوقت والدخول في عمق التجربة الإنسانية كنت وبعض من زملائي شعراء الجامعة نقيم الأمسيات الأدبية ونشارك في المهرجانات الشعرية إلى أن تخرجت في عام/1973/ هنا بدأ الاهتمام الجاد والعميق بالأدب فرحت أقرأ "معظم النتاج الإنساني الرفيع بدءاً بالملاحم الإغريقية ومرورا بالتجربة الإنسانية "لآسيه" من شعر وأسطورة وما ينشق عنها وصولا إلى التجربة الأوروبية في القرون الوسطى والحديثة من رواية وشعر وتجربة إنسانية خلدها مبدعها وتشبعت بالأدب فأصبح لدي طاقة هائلة فرغتها على الورق شعرا وروايات.

  • كتبت "الشعر" وكتبت "الرواية" بماذا بدأت مسيرتك الأدبية؟.
  • **بدأت بكتابة الشعر وكانت تجربتي الشعرية أسبق والرواية التي جاءت بعد أن تخرجت من الجامعة ولكنها كانت محاولات جادة خلافاً لباقي الأدباء الذي يبدؤون كتابة القصص القصيرة ثم يكتبون القصة حتى يستطيعون كتابة الرواية فأنا كتبت الرواية بشكل مباشر دون المرور بالقصة.

    *من خاطبت في كتاباتك؟ وماهي طقوس الكتابة عندك؟

    **الأدب حالة ذوقية بامتياز خاطبت في شعري نداءً داخلياً ينبعث من أعماقي يحتضنني ويغويني على محاورته وملاحقته وتسجيله وتجاوزه وإغوائه، وصوت الشاعر الخاص، يدمج الصوتين لتولد بهما قصيدة شعرية جديدة، أما طقوس الكتابة عندي فأنا أكتب للإنسان بفرحه مرورا بجميع حالاته النفسية والاجتماعية وانتهاء بحزنه وأكتب من خلال تجربتي وتجربة غيري من العصور التي سبقتني مستفيداً منها باحثاً عن تلك الروح القلقة "الإنسان".

    *ما الذي صدر للدكتور "صالح الرحال"؟

    **صدر لي العديد من المجموعات الشعرية ومن الروايات وكان أولها في الشعر

    -المجموعة الأولى "مستقبل الربيع" عام /1994/.

    -المجموعة الثانية "مسارات الوجع" عام /1999/.

    -المجموعة الثالثة "العالم هذا المساء" عام /2001/.

    -المجموعة الرابعة "الأوراق وحبر المعلقات" /2004/.

    -المجموعة الخامسة "مزامير آدم" عام /2004/.

    -المجموعة السادسة "العقيق" عام /2008/.

    وفي مجال الرواية صدر لي: "عبد الله الكوفي" /1995/. "المرأة التي شاهدت وجه الله" /1997/ وترجمت إلى اللغة الصينية. "أبناء زاهي"/2008/. "نجمة المتوسط" /2006/. "عكاز الزرقا" /2008/.

    *هل شاركت في مسابقات أدبية وهل هناك أي جوائز؟

    *شاركت في مسابقة "أحسان عبد القدوس" في "القاهرة" وحصلت على الجائزة الثانية عن رواية "عبد الله الكوفي". وحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة المزرعة "مركزها السويداء" عن مجموعتي الشعرية "العقيق"، وشاركت في العديد من المهرجانات في تركيا وفي "القاهرة وبيروت" ونشرت لي عدة مقالات في الصحف والمجلات العربية.

    ومن الجدير بالذكر أن الدكتور والأديب "صالح الرحال" من مواليد /1953/م، من قرية "مرعيان" التي تقع إلى الجنوب الغربي لمدينة "ادلب" وهي إحدى قرى جبل الزاوية التابعة لمنطقة "أريحا" ويعمل طبيباً في عيادته في مدينة "ادلب".