الأديب ((نجيب كيالي)) قاص من إدلب مدينة الزيتون والخضرة، أصدر خمسة مجموعات قصصية بعضها للكبار، وبعضها للصغار، وفاز بجائزة شعر الأطفال في دولة الإمارات العربية /عام 2006/م موقع e.idleb تعرف عليه من زاوية ناعمة، دافئة هي ((علاقة أدبه بالمرأة)) فكان لنا معه الحوار التالي:

  • علمت بأنك بدأتَ الكتابة شاعراً، فهل للمرأة دور في تحريك شيطان الشعر في نفسك؟
  • " طبعاً، وهل يأتي الشعر بدونها؟! وقد تستغربين إذا قلتُ لك: إنَّ الشعر على خلاف فنون الأدب الموضوعية يحتاج إلى الغواية والجنوح، أي أنه بحاجة إلى الأنثى وإلى شياطين الشعر بشكلٍ ملحٍ، الأنثى تمنح الشاعر تحريضاً آنياً أو لاحقاً على الكتابة، ولو أنَّ المرأة اختفتْ من العالم لاختفى معها الشعر. أما شياطين الشعر فصداقتي بها وطيدة، وأنا لا أستعيذ منها عندما تحضر".

    *هل أفهم أنك متفائل بالأنثى لأنها من بواعث الكتابة؟

    " أنا متفائل بها لأنها من بواعث الحياة، ومن أهم عوامل استمرارها، يدا المرأة الغارقتان في العمل المنزلي، أو الوظيفي، أو في رعاية أزهار البيت، حليبها يروي ظمأ طفلها، روحها الطيبة التي ترفرف فوق رؤوسنا كشجرة خضراء، ضحكتها التي تشبه ضحكة نبع. هل نستطيع أن نتجاهل ذلك أو ننسى أثره فينا؟ حتى المرأة العابرة أمامنا على الرصيف، وتلك التي تستقل معنا الحافلة تشكِّل كل منهما حالة حضور بالنسبة إلينا".

  • عن أي امرأة تحدثتَ في كتاباتك؟ عن الفتاة المحبوبة؟ عن الفلاحة؟ عن الأم الحنون؟ عن صانعة الأبطال؟
  • " تحدثتُ عن كل امرأة وجدتُ نفسي في مهبِّها، وواتاني القول ساعتئذ. أحياناً في حضرة المرأة يكون الصمت أبلغ من الكلام، أحياناً نجد التأمل هو الأبلغ، وأحياناً نتنقل بين هذه الحالات كلها.

    أذكر أنني كتبتُ قصة عن المرأة المهمَلة عجوز وحيدة، انصرف عنها أبناؤها وبناتها إلى حياتهم الخاصة، ولم يبق إلا ولد واحد فيه بعض الخير هو: رضوان يحمل إليها مطبقية الطعام متثاقلاً. يصل إليها ذات يوم وهو يغلي غضباً لأنها في نظره أنانية رمت على أكتافه مسؤولية طعامها ودوائها دون إخوته، لكنه بعد أن يفتح الباب لا يسمع على البلاط حفيف قدميها الناعم جداً، ينسى غضبه، يدخل مرعوباً إلى غرفتها، فلا يجدها، وبعد أن يبحث عنها في الغرف من غير جدوى يجدها تفتح باب الشرفة، وتدخل منه وبيدها المقشة، فقد كانت تقوم بكنس الشرفة، ولما رأت وجهه مصفراً أحاطت خديه بيديها قائلة: أمن أجل أمك الفانية يصفر وجهك إلى هذا الحد؟! ألا تعرف أنني أدعو الله صباح مساء ليريحكم مني، وخصوصاً أنت يا رضوان، ثم تُحمِّله أمانة ألاّ يحزن عليها إذا ماتت!!"

  • هل توافق مَن يقول: إن الأديب العربي عامة تغنَّى بالمرأة وأنوثتها وجمالها أكثر مما قدَّم لها شيئاً حقيقياً يرفع شأنها في الواقع العربي المتخلف؟
  • " نعم هذا ينطبق على عدد كبير من الأدباء، كما أن مجموعة من الأديبات العربيات اللواتي تخصصن في قضايا المرأة لم يقدمن لها أكثر من ضجة إعلامية، وهنا أحب أن أقول: إن مناصرة المرأة لا تعني أن علينا أن نكون عابسين كالفيلسوف الباكي عند الإغريق، ولا أن نتوقف عن كتابة شعر الغزل فيها، وإنما علينا أن نكون صادقين إذا تحدثنا عنها جمالياً أو اجتماعياً."