البداية من الخمائل لكنه كان فيها بلا عنوان، وسرعان ما تحول إلى مقاتل حاملاً أوراقه التي خط فيها قصصاً عن أروع ملاحم البطولة، ولكنه أبى إلا أن يغادر قمرة الأحلام مفضلاً الدخول إلى مملكة النحل متحدياً الهلام وغير آبه بالطوفان كأنه أسد بن الفرات لكنه حين سمع صهيل الحقد في الأرجاء أطل برأسه ليكون شاهداً على أفظع حادثة قتل عصرية وليصرخ في الآباء من حوله إن العولمة قادمة إليكم لو تصغون لأطفالكم.

لكنه مع ذلك ما يزال ينتظر رسالة أو طرداً بريدياً عله يأتيه بأخبار سارة عن سميراميس قبل أن يمل الانتظار ويرمي قلمه مطلقاً الكتابة طلاقاً إدلبياً وبالثلاثة. علي خطيب الأديب والكاتب الذي كلما رأيته معتمراً قبعته وواضعاً يديه خلف ظهره أتذكر حنظله و ناجي العلي. زرناه في معهده التعليمي في مدينة إدلب الذي أراده تكملة لمشواره التربوي الطويل وفي مكتبه الذي تتصدره مكتبة مليئة بالكتب المتنوعة وخاصة قصصه ومؤلفاته دار حوارنا وعن بدايات مشواره مع الكتابة القصصية كانت البداية حيث قال لنا: " بدأ مشواري مع القصة والكتابة في العام /1963/ م وكنت وقتذاك في الصف العاشر عندما طلب منا مدرس اللغة العربية الأستاذ أحمد قطيع كتابة قصة قصيرة فكتبت قصة وأعطيته إياها حيث أعجب بها كثيراً وقال إنها أجمل ما مر عليه في حياته التعليمية، ثم ليقوم صديقي فايز قوصرة بإرسال القصة إلى مجلة الخمائل التي كانت معلنة عن جائزة للقصة القصيرة حيث نالت قصتي وكان اسمها (بلا عنوان) الجائزة الأولى لتكون حافزاً ومشجعاً لي على السير في هذا الطريق، وكنت أقرأ مالا يقل عن/8/ ساعات يومياً قصصاً وروايات وأنه في ذلك الوقت قدمت إلي هدية من المركز الثقافي بإدلب لأني قهرت مكتبة المركز وقمت بقراءتها كاملة وبخطوات واثقة خضت غمار هذه التجربة".

و عن آخر أعماله التي هي قيد الكتابة أو الطباعة قال: " لدي رواية بعنوان رحلة على الأرض وهي من الخيال العلمي قيد الطبع, وهناك روايات مكتوبة أخرى تحمل عناوين مسافرة في زمن الصمت وصهيل الحقد ونفوس مهزوزة ونحن والحاسوب".

ولكن ماذا عن أعمالك الإذاعية والتلفزيونية ؟

فيقول: " قدمت مسلسل للأطفال باسم مملكة النحل للمخرج مازن لطفي بثته الإذاعة السورية عام /2004/ ومسلسل درامي اجتماعي بعنوان صهيل الحقد للمخرج مظهر الحكيم. كما قدمت مسلسل من/150/ حلقة في إذاعة الكويت بعنوان اليتم عن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومسلسل تلفزيوني بعنوان الوريث في التلفزيون الكويتي وهو يبث حالياً على قناة( art) وهناك مسلسل تلفزيوني للأطفال بعنوان لو تصغون لأطفالكم لشركة الأساطير السعودية.

وهناك ثلاثة عقود مع شركة عرب للإنتاج التلفزيوني لحقوق ثلاثة أعمال هي رحلة إلى الأرض للمخرج وسيم الخاني من الخيال العلمي وقد تم إنتاج الجزء الأول منه ومسلسل تاريخي بعنوان أسد بن فرات فاتح صقلية والثالث قرية المحبة /350/ حلقة مدة كل حلقة نصف ساعة. وأضاف أنه قدم أيضاً مسلسل تاريخي باسم سميراميس إلى التلفزيون السوري ورغم موافقة لجنة القراء وتحمس المخرج مأمون البني لإخراجه، رفض من لجنة النصوص ولازلت أنتظر منذ ثلاث سنوات الموافقة عليه بعد الاعتراض الذي تقدمت به, كما وافقت لجنة النصوص في التلفزيون السوري على فيلم تلفزيوني للأطفال بعنوان الطرد البريدي.

وحول ما في جعبته من الأبحاث التربوية يقول: " أن اهتمامه بالقصة والرواية لم يمنعه من الكتابة في المجال التربوي حيث أن لديه عدد كبير من الأبحاث التربوية التي نشرت في المجلات العالمية وخصوصاً مجلتي الفيصل السعودية والتربية الصادرة عن مجلس الثقافة والترجمة بدولة قطر ومنها بحث بعنوان التربية البيئية تعلم من اجل البيئة أم تعلم من أجل العيش في البيئة وبحث العولمة قادمة إليكم".

مع هذا التنوع في الكتابة أين يجد الكاتب علي خطيب نفسه اليوم ؟

ويجيب بالقول: " إن طموح أي كاتب يجب أن لا يكون محدوداً أو ملتزم باتجاه معين وأنا أمام كل ما قدمته لازلت أبحث عن المزيد".

من الجدير بالذكر أن علي خطيب من مواليد قرية حزانو بمحافظة إدلب عام / 1945/ يحمل إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق منذ عام /1971/ عمل مدرساً في مدارس حلب و إدلب ومديراً لمعهد إعداد المعلمين في إدلب عام /1976/،عين موجهاً اختصاصياً للتربية وعلم النفس ثم رئيساً لدائرة التوجيه والمناهج في مديرية التربية بإدلب. نال عن قصته (بلا عنوان) جائزة القصة القصيرة التي نظمتها مجلة الخمائل ونشرت على صفحاتها بالعام /1963/ كما نال الجائزة الأولى اتحاد الكتاب العرب بإدلب لعام /2001/ عن قصته الهلام وجائزة العام /2003/ عن قصة الطوفان والجائزة الثالثة لمسابقة مديرية الثقافة بالرقة عن قصته القصيرة مقطع عرضي في حادثة قتل عصرية . كما قدم عدداً من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية.