ضمن الخطة العلمية للتواصل الثقافي وزيادة أساليب البحث العلمي لطلبتها، أقامت كلية الآداب الثانية في "إدلب" ندوتها العلمية الأولى بالتعاون مع اتحاد كتاب "أوراسيا" التركي شملت مجالات ثقافية علمية متعددة وحملت عنوان "الملامح الحضارية السورية- التركية المشتركة في الفترة ما بين السادس والسابع عشر من شهر آب للعام /2010/.

للتعرف على هدف الندوة ومساعي الكلية لإقامتها التقى موقع eIdleb الدكتور "فاروق اسليم" عميد كلية الآداب الثانية في "إدلب" فقال: «تسعى كلية الآداب الثانية التي تأسست عام /2005/ لبدء مرحلة جديدة بعد تخريج دفعتين من طلبتها، والخروج للمجتمع المحلي والتواصل معه ومع الأدباء في القطر وخارجه، وترغب في إقامة علاقات تتحدد بأولويات منها استقطاب الجانبين التركي والإيراني، فكان لنا نشاط في مهرجان "المعري" وهو أثر "المعري" في الأدب التركي، للندوة طابع علمي اجتماعي استراتيجي تعددت محاورها بين العام والخاص، الثقافي والاجتماعي والعلمي، ومن الواضح عند الأتراك الاهتمام باللغة العربية لذلك يدخل في المنهاج الثانوي بحكم التقارب الحضاري الجغرافي الديني، لذلك نسعى إلى إدراج اللغة التركية كأحد أقسام كلية الآداب الثانية، وما خرجنا به من توصيات نأمل أن يمهد الطريق لإقامة ندوات علمية ثقافية أخرى تسهم في تنمية البيئة المحلية، وإعطاء باحثي محافظة "إدلب" الثقة بأنفسهم من خلال المشاركة».

تربطنا بتركيا الكثير من المواقع الأثرية القديمة التي تمتد على طول الحدود السورية- التركية، كما يتجسد التقارب الروحي والثقافي بتبادل الخبرات السورية والتركية، ووجود اللغة التركية في كلية الآداب هو أحد مظاهر التقارب، ونأمل من وزارة التعليم العالي الاستجابة لمطالبنا وإحداث القسم

ومن الجانب التركي استضاف موقع eIdleb الدكتور "فاروق طوبراق" أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة "أنقرة" وعضو اتحاد كتاب "أوراسيا" فقال: «لا تخلو الندوة من الفائدة العلمية، ونحن هنا في بيتنا ولا أقول بيتنا الثاني، فالتقارب الحضاري بين الشمال السوري وتركيا يتعدى كونه أدبياً بل يتجاوزه لمختلف النواحي الثقافية والحضارية فالتشابه بين "إدلب" و"ماردين" و"ديار بكر" في اللباس والعادات والتقاليد وحتى الأطعمة له دورها في إحياء وترسيخ العلاقات المشتركة، البحوث المقدمة خلال الندوة كانت ثمرة عمل طويل وجهد جبار قام به الباحثون من كلا الجانبين لذلك خرجت الندوة الأولى بجلساتها الخمس بأفكار جديدة وغير مطروحة تهدف إلى التعرف عن كثب على مظاهر التقارب السوري- التركي».

عميد كلية الآداب الثانية.

وتحدثت الدكتورة "سمر بهلوان" أستاذة قسم التاريخ بجامعة "دمشق" عن فوائد الندوة من ناحية البحث العلمي: «حققت الندوة نجاحاً بما تطرقت إليه من مواضيع ساهمت في التعرف على كيفية تفكير الأتراك بمعالجة موضوع أيديولوجي فكري من خلال التكيف مع الحضارة ونتاج الثقافة، لذلك امتدت الروابط بين العرب والأتراك إلى ما قبل الفترة العثمانية وتعود إلى حضارات الشرق القديم، والأثر السوري ظهر جلياً في مكتشفات القرنين السابع والثامن قبل الميلاد والتي دلت أن اللغة السريانية "السورية" كانت اللغة الرسمية لمنطقة تمتد من "السند" شرقاً وحتى جزيرة قبرص غرباً، ومن البحر "الأسود" شمالاً وحتى بحر "العرب" في الجنوب في عصر "النيوليت"».

أما عن الناحية العلمية التطبيقية للندوة فتحدثت "فوز حاج أسعد" طالبة قسم الآثار بكلية الآداب الثانية فقالت: «غزارة المعلومات الأثرية والمواقع التي شملها منهج البحث أدت إلى اكتساب معارف ومدركات جديدة من خلال الأساتذة الأتراك والسوريين في الندوة، ما يهمنا كطلبة معرفة العلاقات القديمة من خلال التنقيبات والاكتشافات والسعي إلى تبادل الثقافة الأثرية والتاريخية مع دول الجوار لنستطيع إكمال التواصل الحضاري الذي ربط أجدادنا بتلك الدول والمناطق منذ آلاف السنين، ونأمل أن يكتب للندوة الاستمرار، وزيادة الأساليب المحرضة على البحث العلمي في كلية الآداب الثانية».

الدكتور فاروق طوبراق من تركيا.

فيما يرى "أحمد نديم قزموز" طالب قسم الآثار ضرورة وجود اللغة التركية في القسم فيقول: «تربطنا بتركيا الكثير من المواقع الأثرية القديمة التي تمتد على طول الحدود السورية- التركية، كما يتجسد التقارب الروحي والثقافي بتبادل الخبرات السورية والتركية، ووجود اللغة التركية في كلية الآداب هو أحد مظاهر التقارب، ونأمل من وزارة التعليم العالي الاستجابة لمطالبنا وإحداث القسم».

وتحدث الدكتور "أحمد أبو راس" نائب عميد كلية الآداب الثانية للشؤون العلمية عن الندوات التي تطرقت إليها الندوة الأولى فقال: «شملت الندوة محاور أدبية أثرية تاريخية فنية حضارية بين سورية وتركيا وهي:

من زيارة متحف إدلب الوطني

  • معالم تاريخية وآثارية معاصرة بين "حمص" ومدن تركية.

  • "دمشق" قصة مدينة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

  • المنظومات التاريخية التركية لنائبي "حلب".

  • الدولة العثمانية والشام.

  • - من "قونية" إلى الشام.

  • قصة حياة على الحدود "إيزوغلين".

  • الفن التشكيلي ما بين المشرق العربي والأناضول.

  • التكية "السليمانية" شاهد حي على موروثنا الثقافي المشترك.

  • بعض مواقع عصور ما قبل التاريخ على الحدود السورية- التركية.

  • خواطر حلبية في قصص "رفيق خالد قريا".

  • الشرق والغرب في الرواية السورية والتركية.

  • "ابن دريد" في جمهرة اللغة.

  • تدريس اللغة العربية في تركيا بالأمس واليوم.

  • التأثير الحضاري المتبادل بين العرب والأتراك.

  • "حلب" في الشعر الكلاسيكي التركي.

  • الشعر والأدب الصوفي بين الشرق والغرب.

  • قصائد "محمود درويش" ثابتة كجذر شجرة زيتون.

  • "ابن سلوم الحلبي" طبيب السلطنة العثمانية.

  • الوحدة الحضارية في الشرق القديم.

  • التطور الحضاري في زمن السلطان "عبد الحميد الثاني".

  • النقاط المشتركة في الموروث الثقافي التركي العربي.

  • التعارف بالثقافة والفنون والآداب بين العرب والأتراك.

  • وعلى هامش الندوة الأولى كانت زيارة وفد اتحاد كتاب "أوراسيا" إلى المتحف الوطني في "إدلب" والتي تحدث عنها الدكتور "محمد قنطار" رئيس قسم الآثار بكلية الآداب الثانية فقال: «في هذه الندوة التي شملت محاور أثرية هامة كان لابد من زيارة المتحف الوطني وتعريف الباحثين على بعض مظاهر التقارب العربية والتركية فكان منها بساط الطعام، والأواني الزجاجية، والليرات الذهبية "الرشادية"، إضافة إلى تعريف اتحاد كتاب "أوراسيا" ذي المواقف المؤيدة للتقارب العربي التركي على نتاج الحضارة السورية في "إدلب" فكانت زيارة جناح "إيبلا" والتعرف على هذه الحضارة التي امتدت حتى "آلالاخ" التي تسمى اليوم "أنطاكية"».