اعتلت المرأة في محافظة "إدلب" المناصب القيادية سعياً لتغيير الصورة النمطية التي تظهرها، وللمرة الأولى المرأة رئيساً لفرع اتحاد الطلبة في "إدلب" بعد سنوات عديدة على تأسيس الفرع، "سلام عزيزي" الطالبة القيادية الأولى التي استطاعت أن تجمع بين دراستها ومهمتها كرئيسة مكتب إداري من جهة، وبين سعيها الحثيث للتفاعل مع المجتمع بمختلف شرائحه تروي لموقع eIdleb مسيرة نجاحها كطالبة قيادية فتقول: «تستطيع المرأة أن تحقق الكثير إذا كانت متمكنة من نفسها وواثقةً بقدراتها لمحو الصورة المشوهة والتعبير عن المجتمع المتحضر، فالقيادة هي المسؤولية، ونحن كطلبة واتحاد مهمتنا خدمة هذه الشريحة وحل مشكلاتها، واستثمار للطاقات الشبابية والإمكانيات، والعمل على زيادتها بشكل مستمر».

الشخصية القيادية للطالبة "سلام" بدأت منذ نعومة أظفارها وعنها حدثتنا: «نشأت في عائلة مؤلفة من أربعة إناث وطفل صغير، ورغم أنني لم أكن البنت البكر، إلا أن والدي الذي توفي وأنا في سن الحادية عشرة حرص على أن أكون رجل البيت أحمل أعباءه وعلى ذلك نشأت، أركب الدراجة وأنجز أعمال المنزل الخاصة بالرجال، ولي الصلاحية في القرارات الحاسمة التي تخص الأسرة، فكنت الفتاة المتميزة في قريتي "كفرلاته"، مع ذلك كنت الطالبة المتفوقة التي توفق بين دراستها وأعباء المنزل، ولعل ذلك هو السر في وجودي هنا اليوم، فعند دخولي إلى كلية الهندسة الزراعية حرصت على الانتساب إلى الهيئة الإدارية ونجحت حتى أصبحت عضواً في قيادة الفرع، ثم نائباً لرئيس الفرع، فرئيساً».

أثبتت من خلال عملها قدرة المرأة على إدارة العمل وفق المطلوب كما أثبتت أن المرأة القروية قادرة على تحقيق ما لا تستطيع حتى بنات المدن أن يحققنه، والدور الأساسي في ذلك للأسرة ثم للطبيعة الشخصية لدى "سلام"، لذلك فالإبداع الذي حققته في الجمعية من خلال الأفكار الجديدة والمقترحات كان له الأثر على تجميل صورة الجمعية وتحسين أدائها

وفي الحديث عن العوائق التي تواجهها في عملها قالت "سلام": «دعنا نصطلح مسمى آخر وهو التحديات، فوجود امرأة على رأس هرم معظمه ذكوري، وتجوالها اليومي بين دوائر المحافظة ومديرها، وغيابها عن المنزل لساعات طويلة هو أمر مرفوض بالنسبة للأغلبية العظمى من أبناء المحافظة المحافِظة، هنا يكمن التحدي في تغيير صورة المرأة وإعطائها الثقة بنفسها لتخوض غمار العمل، فبعض النساء يسلمن بالأمر الواقع ويعتبرن أن المرأة خلقت لتمكث في بيت زوجها كما يقول المثل الشعبي "قبر المرأة بيت زوجها"، لكننا لم نعد كذلك بعد أن أصبحت لدينا كليات متعددة وبعد الانفتاح على حقوق المرأة وواجباتها تجاه أسرتها والمجتمع، فالتحديات عندما تترجم إلى أرض الواقع عملاً خلاقاً تنال استحسان ورضا المجتمع الذي لمسته خلال عملي من تشجيع زملائي والجهات الإدارية في المحافظة، ومن خلال سير عمل فرع اتحاد الطلبة».

في مقر اتحاد الطلبة

ولم يقتصر العمل القيادي على اتحاد الطلبة فهي إحدى المتطوعات البارزات في جمعية تنظيم الأسرة وعنه حدثتنا: «الأسرة هي الخلية الأولى التي تستطيع من خلالها المرأة أن تشارك وتجد نفسها لذلك نقوم في الجمعية ببث هذه الروح وإثبات الحالة الصحيحة لتصرفات المرأة لأنها مسؤولة أمام المجتمع الذي يقبل الأعذار في حال الخطأ، فالحالة الصحيحة والتصرف السليم تنتج عنه صورة سليمة حرصت كمتطوعة شابة في جمعية تنظيم الأسرة على تسليط الضوء عليها من خلال الورشات والاجتماعات التي كنا نقوم بها بإشراف منسقة الشباب "بتول بصمه جي"».

وتحدثنا "بتول بصمه جي" منسقة عمل الشباب في جمعية تنظيم الأسرة عن الشخصية القيادية التي تمتاز بها "سلام": «أثبتت من خلال عملها قدرة المرأة على إدارة العمل وفق المطلوب كما أثبتت أن المرأة القروية قادرة على تحقيق ما لا تستطيع حتى بنات المدن أن يحققنه، والدور الأساسي في ذلك للأسرة ثم للطبيعة الشخصية لدى "سلام"، لذلك فالإبداع الذي حققته في الجمعية من خلال الأفكار الجديدة والمقترحات كان له الأثر على تجميل صورة الجمعية وتحسين أدائها».

من الجدير بالذكر أن "سلام عزيزي" طالبة كلية الهندسة الزراعية الثانية في "إدلب"، نشأت في عائلة قروية في "كفرلاته" التابعة لمدينة "أريحا"، وهي من النساء الفاعلات في مجال حقوق المرأة.