جدّت فوجدت، وزرعت فحصدت العلامة الكاملة في الفرع العلمي، تفوق تلاه تفوق حتى أصبح تكريماً لإحدى الطالبات القلائل في سورية اللواتي حصلن على درجة /290/ في الفرع العلمي لهذا العام.

الطالبة "سارة غنام" تحدثت لموقع eidleb عن أسباب تفوقها الذي لم تعزه إلى الوقت فقالت: «لا أحب الالتزام بنظام دراسي معين أو برنامج لإعادة المواد وتنظيم الوقت وإنما كانت دراستي جدية أستطيع أن أحفظ وأفهم ما أقرأ، فالتركيز وحب المقرر المدرسي والراحة والثقة التامة من جانب والديّ وإخوتي كانت عوناً لي في التغلب على إيقاع كثافة المنهاج والدراسة من أجل تحصيل أكبر كم من الدرجات، ولم يكن والدي يبدي اهتمامه المباشر بدراستي حتى لا يشكل حاجزاً بيني وبين الكتاب، أما والدتي فكانت دائماً تنظر بعين الأم الحنون الخائفة على لبنتها ومستقبلها لذلك كان لا بد من بعض التوجيهات حول الدراسة وعدم هدر أي جزء من الوقت، وعلى الرغم من ذلك لم تكن دراستي كثيفة بحيث لا تزيد عن /10/ ساعات يومياً في فترة الامتحانات و/6/ ساعات في أيام الدراسة».

منذ طفولتي أقرأ قصص الأطفال ونما ذلك في الشباب فبدأت أقرأ القصص والروايات حتى أنني أكتب القصة القصيرة وبعض الخواطر ولعل كتاباتي قد شفعت لي في الحصول على الدرجة الكاملة في موضوع التعبير الأدبي الذي يعتمد في المقام الأول على الإنشاء

وحول دراستها في مدرسة المتفوقين والغيرة بينها وبين زملائها قالت سارة: «ليست الغيرة هي السبب الذي جعلني أتفوق لكنها كانت إحدى الأسباب غير المباشرة، فقد تعلمت من امتحان شهادة التعليم الأساسي ما معنى التفوق ومعنى أن أحصل على /289/ وتنقصني علامة عن المجموع العام فيما تميز العديد من زملائي وحصلوا على المجموع العام لذلك وضعت مخططاً منذ بداية العام الدراسي للتنسيق بين الوقت والمطالعة وأوقات الخروج دون أن ألتزم بوقتٍ معين وكانت دراستي تعتمد على اتخاذ الكتاب كالصديق لي أستمتع حين أقلب طياته أو أحل التمارين المعقدة».

من تكريم سارة

ما عرف عن سارة أنها لا تحضر للمذاكرات الكتابية في الصف وعنه قالت: «المذاكرة هي عملية استرجاع للمعلومات التي يحويها الكتاب خلال فترة معينة من الوقت، وإن حضرت لها فهذا يعني أنني أحفظ عن ظهر قلب دون أن أفهم وهذا يختلف عن طبيعة الفرع العلمي، ولذلك تكون المذاكرات تحدٍ لي في حل المسائل المعقدة وكثيراً ما كنت أترك تمارين مادة الفيزياء في المنزل لأواجهها في المذاكرات ويكون ذلك تمريناً للامتحان النهائي».

أما الاهتمام باللغة العربية فهو اتجاه آخر من مواهب سارة وبه استعانت على كسر الجمود في الفرع العلمي فقالت: «منذ طفولتي أقرأ قصص الأطفال ونما ذلك في الشباب فبدأت أقرأ القصص والروايات حتى أنني أكتب القصة القصيرة وبعض الخواطر ولعل كتاباتي قد شفعت لي في الحصول على الدرجة الكاملة في موضوع التعبير الأدبي الذي يعتمد في المقام الأول على الإنشاء».

مدير تربية إدلب

ويعزى هذا التفوق بالإضافة إلى الطالب والأسرة إلى الكادر التربوي الجندي المجهول في مسيرة الطلبة وعنه حدثنا الأستاذ "عبد الجليل الأحمد" مدير تربية "إدلب" فقال: «بالطبع فالتفوق يعود لاهتمام الطالب ومدى التزامه بالمنهج الدراسي وبمساعدة الأسرة، ولا ننسى الكادر التربوي الذي يقدم كل الجهد من أجل إيصال الطلبة إلى التفوق والنجاح ما انعكس على عدد المتفوقين البالغ /54/ طالب وطالبة في الفرعين العلمي والأدبي منهم عشرة طلاب وطالبات في الفرع العلمي وخمسة عشر طالباً وطالبةً في الفرع الأدبي تتراوح درجاتهم بين المجموع التام للطالبة "سارة غنام" وأقل بدرجة أو درجتين لبقية الطلبة».

ويبقى اختيار الفرع الجامعي هو من أصعب الخيارات أمام "سارة" فقالت: «أحب كلية الفنون الجميلة لأنني ومنذ الطفولة أحتفظ بأعمالي الخاصة في خزانتي التي تزخر بأعمال التشكيل والتجميع، وايضاً أحب الصيدلة كمخبرية وليس كبائعة أدوية كجميع الصيادلة، وهرباً من لوم المجتمع لاختياري الفنون الجميلة رغم حصولي على المجموع التام قررت دخول فرع الطب البشري كأخي الذي شرح لي كثيراً عن المهنة ومصاعبها اليومية والحالات المرضية الكثيرة التي يمر بها كل يوم».

الطالبة سارة غنام