انتهت مراحل عدّة من مشروع التوعية للكتاب ونشر القراءة الذي خططت له وقامت بتمويله كلّ من الهيئة السورية للأسرة بالتعاون مع الصندوق السوري لتنمية الأرياف وفريق المسرح للتنمية بإشراف د."ماري إلياس"، حيث تضمنتا عروضاً تفاعلية وورشات عمل حول الكتاب والقراءة في منطقة ريف "إدلب".

موقع "eSyria" التقى ببعض أعضاء الفريق الذين عملوا في هذه الورشة، للحديث حول تجربتهم المسرحية، والبداية كانت مع الأستاذة "مي قوطرش" ممثلة ومشاركة في الورشة: «فريقنا مؤلف من "أيهم مجيد آغا، جورجيت سليم، كامل نجمة، يزن الشريف ومي قوطرش"، حيث قرّر فريق العمل مع المشرفة د."ماري" وفقاً للظروف السيئة في قرى ريف "إدلب" ولعدد الأطفال الهائل العمل باستراتيجية جديدة في القرى التي قمنا بزيارتها سابقاً، واقتضى ذلك استثمار وسيلة أكثر فاعلية للوصول إلى عدد أكبر من الناس وبفئات عمرية متفاوتة بطريقة أسرع، فاخترنا القيام بعروض تفاعلية حول القراءة والكتاب، بحيث تخلق هذه العروض حالة حوار مع أهالي المناطق من خلال تقنيات المسرح التفاعلي وبالاعتماد على شخصية الجوكر التي تقدّم العرض، وتربط أجزاءه وتفعّل حالة من الحوار بين الممثلين والجمهور حول المشاكل التي يعيشها الناس، في سبيل اقتراح حلول أو لفت النظر لحلول ممكنة».

بناءً على هذا كلّه قمنا بكتابة أربعة مشاهد باشراف الدكتورة "ماري"، حاولنا من خلالها تسليط الضوء على المشاكل الملحّة في تلك المناطق، ثم اخترنا ثلاثاً للقيام بعرضها في القرى

وتضيف "قوطرش": «كلّ هذا اقتضى الاستعانة بكتّاب لكتابة هذا النوع الخاص من عروض المسرح التفاعلي والاستعانة بممثلين محترفين لديهم خبرة كبيرة بتقنيات المسرح التفاعلي، إضافة إلى موسيقي محترف رغبة منا في استغلال الموسيقى في العرض بحيث تكون من جهة ممثلاً فاعلاً في العرض بالإضافة إلى وظيفتها في تهيئة الأجواء وتنشيط الحضور وضبطهم وملأ الفراغات بين المشاهد، ولفت نظر الجمهور إلى نقاط المتابعة الأساسية في المشهد بهدف استثارة ردود أفعاله تجاه ما يعرض».

مسرح تفاعلي

تتابع السيدة "مي": «لقد قسّم العمل على هذا المشروع من قبل الجهة المنفّذة "المسرح للتنمية" إلى مرحلتين، مرحلة التهيئة وتقسم إلى مرحلتين أيضاً مرحلة الكتابة ومرحلة تنفيذ العرض، ففي مرحلة الكتابة بعد الجولة الاستطلاعية ونتيجة لدراسة الاستبيانات التي قمنا بتوزيعها في تلك الأماكن بالإضافة إلى محاورة الأطفال ومعاينة الواقع وجدنا مجموعة من المشكلات التي ينبغي العمل عليها في إطار تفعيل مشروع القراءة والمكتبة المتنقلة، فكانت المحاور الأساسية للمشاهد التي قمنا بكتابتها، وأهم تلك المشكلات برأينا عدم وجود وعي حقيقي لدى الأهالي لأهمية القراءة ودورها الأساسي في حياتنا، وعدم وجود الكتب أو القصص الخاصة بالأطفال، بالإضافة إلى وجود مشاكل لدى الأطفال تتعلق بصعوبات التعلم وصعوبات القراءة والتعامل مع هذه المشاكل بطرق خاطئة، التسرب من المدارس بعمر مبكر».

وتابعت: «بناءً على هذا كلّه قمنا بكتابة أربعة مشاهد باشراف الدكتورة "ماري"، حاولنا من خلالها تسليط الضوء على المشاكل الملحّة في تلك المناطق، ثم اخترنا ثلاثاً للقيام بعرضها في القرى».

صورة جماعية

وعن المرحلة الثانية مرحلة تنفيذ العرض "بروفات ورؤية إخراجية" يحدثنا الأستاذ "أيهم مجيد آغا" "الجوكر": «تضمنت المرحلة الثانية دراسة الرؤية الإخراجية للعرض وكيفية الربط بين المشاهد، تأليف الموسيقا الخاصة بكل مشهد، بالإضافة إلى بروفات للممثلين والموسيقي، استغرقت قرابة الأسبوع ومدة كل بروفة أربع ساعات كحدّ أدنى، هنا قمت مع الكتّاب والممثلين والموسيقين لاختيار الصيغة الأفضل، لتقديم المشهد وآداء الشخصيات، ونقاط تدخل الجوكر والتفعيل، وكل ذلك كان بإشراف الدكتورة "ماري إلياس"، وبعد الانتهاء من كل عرض يتمّ تقسيم الأطفال إلى مجموعات حسب الفئات العمرية، لينضمّ كلّ منهم إلى ورشة عمل باشراف أحد المنشطين من مجموعة العمل السابقة، وأقسام الورشة كانت كالتالي، "التعارف" وهو التعريف بمجموعة المنشطين وهدف ورشتهم،

"ألعاب تحمية، ثقة وتواصل"، وألعاب درامية خاصة بكل مجموعة حسب الفئات العمرية هدفها تفعيل العمل بين الأطفال في المجموعة الواحدة وخلق مساحة من المشاركة والنقاش بينهم والتمهيد للتقنيات المستخدمة في الورشة، وكل ذلك حسب هدف الورشة ورؤية المنشط، وقراءة تفاعلية للحكاية أو الكتاب موضوع الورشة الخاص بكل مجموعة ومناقشته مع الأولاد، والاتفاق على توجه يحدد أسلوب عملهم كمجموعة».

وسط العرض

يكمل "أيهم" حديثه عن تقسيمات الورش: «أما التقسيم الرابع فهو استخدام تقنيات الرسم لمقاطع من الحكاية لخلق حالة تفاعلية أكبر بين الأولاد والحكاية في حالة الفئات العمرية الأصغر، والتقسيم الخامس كانت نهاية الورشة من خلال إعارة كتب المكتبة المتنقلة للأطفال المشاركين في ورشات العمل».

تجولت الفرقة في ريف "إدلب" وقدمت مسرحها التفاعلي وهنا كان لهم ملاحظات عن العروض بشكل عام، وعن ذلك يقول "أيهم مجيد آغا" الذي قام بدور "الجوكر": «من الملاحظات التي تطرقنا إليها تجربة استخدام الموسيقى في العرض كانت تجربة جديدة ومميزة، فبالإضافة إلى جو التفعيل المميز الذي خلقته خلال العرض أثارت فضول واهتمام الأطفال وتفاعلهم، حيث قاموا بتفحص الآلة مع الموسيقي والاستفسار عنها بعد كل عرض، وقررنا اقتراح عمل عرض واحد كل يوم في المرات القادمة لأن تقديم عرضين في يوم واحد كان مرهقاً جداً بالنسبة للفرقة».

وعن ملاحظات الفرقة حول القرى التي زاروها أكمل: «هناك وجود تمييز كبير بين الذكر والأنثى، ووجود قلة وعي بأهمية التعلم والقراءة، أما نسبة الأمية فكانت عالية رغم محاولات جمعية "الفردوس" الدائمة بنشر دورات محو الأمية، بالإضافة إلى التسرب المبكر من المدارس».

جولة مميزة قامت بها الفرقة في مسرحها التفاعلي، ومع نهاية الجولة كانت لهم اقتراحات من شأنها مساعدة هؤلاء الأطفال في تلك القرى البعيدة، وعن الاقتراحات قالت الأستاذة

" قوطرش": «إننا نقترح عدم التوقف عند هذا الحد في العمل على موضوع القراءة ونشر الكتاب، وتفعيله من خلال توفير الكتب لأكبر عدد ممكن من الأطفال من خلال قيام باص الكتاب بزيارات دورية منظمة، ورفد مكتبات المدارس بالكتب الضرورية، ووجود ورش عمل مركزة مع الأطفال والنساء في تلك المناطق لاحقة للعروض المقدمة ممتدة على أيام، ونتائجها عروض أو ورش عمل لصنع كتب أو قراءة الكتب والقصص لأكبر عدد ممكن من الناس يقوم بها الأطفال والنساء في مناطقهم كنتاج لورش العمل لكونها تؤدي إلى نتائج أكثر تركيزاً وفاعلية في المستقبل».