بدأ مشواره في الحياة من قرية "حمامة" التابعة لمدينة "جسر الشغور"، حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية والمرحلة الإعدادية كانت في مدرسة "القنية"، أمّا المرحلة الثانوية فكانت في مدرسة الشهيد "وليد شعبان" في "جسر الشغور"، ليتخرج فيما بعد في "جامعة حلب"، وليعمل في مركز البحوث العلمية لمدة عامين 1993- 1995.

وفي العام 1997 أوفد إلى فرنسا لتحضير رسالة الدكتوراه في جامعة "السوربون" الأولى، وكان موضوعها بعنوان "الحلول اللازمة لجبر الإدارة على تنفيذ الأحكام الصادرة ضدها من القضاء الإداري".

أهم أساتذته الفرنسيين "جان بول لوستا" وهو مستشار في مجلس الدولة الفرنسي، ثم أصبح قاضيا في محكمة حقوق الإنسان، والأستاذ "ميشيل فرودون" الذي أشرف على رسالته في الدكتوراه وهو عضو هيئة تدريسية في جامعة السوربون ورئيس مركز الدراسات الفرنسية- الألمانية.

الدكتور "وليد عرب" في مكتبه

والمقدمة التي سقناها هي عن الدكتور "وليد عرب" مدرّس في كلية الحقوق في جامعة حلب ونائب عميد كلية الحقوق الثانية في إدلب للشؤون الإدارية، وكان لموقع eidleb هذا الحوار معه:

  • كيف تقدم علومك ومعارفك التي اكتسبتها بشكل عملي، لتفيد منها على أرض الواقع؟
  • ** أقدمها من خلال المحاضرات التي ألقيها على الطلاب في الجامعات السورية، في التعليم النظامي، والتعليم المفتوح بالإضافة إلى المحاضرات التي ألقيها في المراكز الثقافية، ومن خلال النصائح التي أتقدّم بها للمختصين في مجال القانون، ولكننا نأسف لعدم تمكننا من تقديم هذه المعلومات للمسؤولين في مجال الإدارة، والقضاء الإداري.

  • هل هناك تعاون بين الجامعة، والهيئات القضائية على صعيد القوانين وتعديلاتها، أوتحديثها؟
  • ** لا يوجد أي شكل من أشكال التعاون بين الجامعات والهيئات القضائية، ومما يؤسف له عدم اعطاء الفرصة لأعضاء الهيئة التدريسية المختصين في هذا الأمر في كليات الحقوق من قبل الهيئات القضائية، للمساهمة في سن التشريعات المتعلقة بالمادة التي يدرّسونها، مثلا "أصول المحاكمات المدنية" يجب أن يؤخذ برأي مدرّسي أصول المحاكمات المدنية، وهكذا كلّ حسب اختصاصه، كما يجب أن تزداد عملية ندب الهيئة التدريسية للجهاز القضائي للاستفادة منهم في مجال تخصصهم، وخاصة في مجال "القضاء الإداري".

  • حدثنا عن تجربتكم في التدريس في جامعة حلب، وعن العلاقة التي تنشأ بينكم وبين الطلاب؟
  • ** في ظني أنّ عملية التدريس في الجامعة تمنح المدرّس الغنى والادراك بكيفية التعامل مع شريحة مهمة جدا من المجتمع، كما أعتقد أنّ علاقتي مع الطلاب هي علاقة ودية، وقائمة على الاحترام المتبادل فأنا دائما أبدي استعدادي، لاستقبال جميع الطلبة والإجابة عن تساؤلاتهم الموضوعية المتعلقة بفهم المادة، ولكن هناك قسم من الطلبة ينظرون إلى الدكتور بحسب نسبة النجاح وليس بحسب مقدرته العلمية.

  • في معظم الأحيان هناك شكوى من الطلاب حول نسبة النجاح في كلية الحقوق وطريقة النجاح، ما قولكم في ذلك؟
  • ** للحديث عن نسب النجاح أعتقد أنّ الطالب هو الذي يحدد هذه النسبة، وليس دكتور المادة، فليس من المعقول أن يقوم المدرس بوضع علامة متدنية لإجابة صحيحة، فإذا كانت اجابات أغلبية الطلاب صحيحة فحتما ستكون نسبة النجاح في المادة مرتفعة، والعكس صحيح، أمّا الانتقاد لطريقة التدريس، فيجب أن يكون في كلية الحقوق قسم عملي يصقل معلومات الطالب النظرية، في حين نرى أنّ كلية الحقوق تعتمد عل الجانب النظري فقط، ما يستوجب تفعيل تلك الكليات، وفي كلّ الجامعات السورية من خلال إحداث قسم عملي في كل كلية من كليات الحقوق، بالإضافة إلى أنّ المنافسة شديدة، وأصبح المعدّل هو الحكم الفصل للعمل في مؤسسات الدولة، وتعيين الخريجين الأوائل في كلياتهم كمعيدين بالاستناد إلى المرسوم الجمهوري الذي صدر بهذا الشأن، وأخيراً أقول إنّ العلم ليس حكراً على أحد، وهو متاح للجميع فأنا خرجت من بيئة فقيرة، ومع ذلك وصلت إلى هذه المرتبة في جامعة السوربون في فرنسا.

    يذكر أن الدكتور "وليد عرب" من مواليد 1970 ومن قرية "حمامة" التابعة لمدينة "جسر الشغور" والواقعة إلى الشمال منها بما يقارب السبعة عشر كيلومتراً.