خبر يثير الاستغراب فعلاً وهو دعوة أحد أصدقاء موقع eIdleb في "المعرة" الموقع إلى تغطية مبارايات كرة قدم عالمية تجري بشكل يومي، كيف وأين ذلك؟!، طبعاً الخبر رغم اكتشافنا لتواضعه بعد ذلك إلا أنه يحمل الكثير من إشارات الاستفهام.

وفي نقاط تشابه كبيرة مع مونديال عام /1994/ من حيث عدد المنتخبات المشاركة والمباراة النهائية التي جمعت البرازيل مع إيطاليا والتي تمكنت فيها البرازيل من الفوز بعد إهدار "باجيو" لضربة الجزاء المشهورة، رتب مجموعة من الشباب ممن لديهم شغف بألعاب شبكات الحاسوب في محل "ياسمين الشام" لشبكات الألعاب دوري "فيفا" بعد أن قسموا أنفسهم إلى أربع مجموعات، صاحب محل الشبكات المذكور "أمجد صيادي" كان صاحب الفكرة حيث قال: «بطريقة الذهاب والإياب نظمت دوري للشباب المتمرسين على لعبة "الفيفا"، وبسبب إقبال الشباب الكبيرعلى اللعب مستغلين فرصة العطلة الصيفية ومرور شهر رمضان المبارك تمكنت من تأمين نصاب عدد كامل لهذا الدوري مؤلف من /16/ شاب، وهؤلاء قاموا بتصفية بعضهم في أربع مجموعات والانتقال إلى أدوار نهائية، لكن المباراة الواحدة يُقام معها مباراة أخرى الأولى ذهاب والثانية إياب، وكان لهذا الموضوع رسم اشتراك رمزي، وهدفي من تنظيم هذا الدوري هو الاستفادة من قدرات الشباب الذهنية واهتماماتهم الرياضية في الحصول على المكافآت، والأهم من ذلك تغطية نفقات المحل الذي يحتاج رخصة فتح مكلفة جداً، فاللعبة لم تكن سهلة وكانت تستدعي المنافسة، ونسخة "الفيفا" التي يلعبون عليها هي /2009/ وعلى اللاعب الذي يريد الفوز أن يكون لديه معلومات رياضية عن تشكيل المنتخبات العالمية خلال ترتيبه لخطة اللعب، وأن يعرف أسماء اللاعبين ومستواهم أيضاً».

التفوق الدراسي لا يمنع من ممارسة أية تسلية فهي تسلية ذهنية وتُقدم معلومات رياضية ومتعة كبيرة، وأنا وجدتها وسيلة لكسر الملل خلال هذا الشهر وللفائدة الكبيرة من اجتماع الأصدقاء في مكان واحد

المباراة النهائية جمعت البرازيل وإيطاليا اللذان يمثلهما "صهيب العثمان" وهو شاب في الصف /الحادي عشر/ متفوق دراسياً، و"مجد حيدر" وهو أيضاً يدرس في نفس الصف وذو هوايات متعددة، وتمكن "العثمان" أخيراً من الفوز ليحصل على هدية مُقدمة من " أمجد صيادي" وهي كرة قدم أصلية، وبعد فوزه تحدث عن سبب مشاركته في اللعبة قائلاً: «التفوق الدراسي لا يمنع من ممارسة أية تسلية فهي تسلية ذهنية وتُقدم معلومات رياضية ومتعة كبيرة، وأنا وجدتها وسيلة لكسر الملل خلال هذا الشهر وللفائدة الكبيرة من اجتماع الأصدقاء في مكان واحد».

السيد أمجد صيادي

كما ذكر "العثمان" فإن فإن تواجد العامل الذهني المؤهل للتفوق دراسياً لا يمنع من إدخال التسلية التي لا تعتبر لهواً بحد ذاتها، بل إن تحريك الأصابع السريع خلال اللعب ومتطلب سرعة البديهة والإنتباه السريع قد يزيدان من قوة الذكاء وينميان فيه أية موهبة، وبسبب عدم وجود أراضي ملاعب حقيقية كافية لممارسة هواية الرياضة بشكل فعلي يُفرغ هؤلاء الشباب ميولهم في لعبة كرة قدم افتراضية لا تحتاج أي جهد، وعلاوة عن ذلك يلعبون فيها مع لاعبين عالميين لا يمكن تفريق شكلهم عن الواقع، أما اللعبة الحقيقية على عشب ملعب فهذه يتطلب تأمينها صرف مبالغ مالية كبيرة وكميات زائدة من المياه خلال النهار غير مسموح بها في شهر الصيام، الفكرة حلوة على أمل أن يمارس هؤلاء اللاعبون الإفتراضيون هوايتهم في الهواء الطلق لكن بعد شهر الصيام.

اللعبة النهائية بين الشباب
الشابان مجد حيدر وصهيب العثمان