اليوم الأول لامتحان الشهادة الثانوية العامة، بفرعيها العلمي والأدبي، لا بد وأنه حمل الكثير من الأفكار والاستنتاجات بالنسبة للطلاب، فمادة "الفلسفة" بكتبها الأربعة "علم النفس"– "منطق"– "أخلاق"– و"فلسفة عربية" هي المادة الإفتتاحية دائماً لامتحان الفرع الأدبي، الأستاذ "علي الباشا" مدرس مادة "الجغرافية" والذي يشارك في تدريب الطلاب خلال استعدادهم الدراسي، ويضع الأسئلة المتوقعة لجميع المواد قبل أيام من بدء الإمتحان، التقاه موقع eIdleb بعد الإمتحان مباشرةً...

وخلال تواجد عدد من الطلاب في محله الخاص ببيع العطورات في "المعرة"، حيث تحدث عن الإمتحان هذا العام قائلاً: «هذه السنة كغيرها من السنوات السابقة من حيث الروتين الإمتحاني المعهود، وأنا سنوياً أتوقع الأسئلة للطلاب من كل المواد، وأستطيع النجاح في توقعاتي بهذا الصدد».

هذه السنة كغيرها من السنوات السابقة من حيث الروتين الإمتحاني المعهود، وأنا سنوياً أتوقع الأسئلة للطلاب من كل المواد، وأستطيع النجاح في توقعاتي بهذا الصدد

وأضاف الأستاذ "علي": «ومع أن شهادتي الثانوية هي علمية وليست أدبية، أستطيع توقع كل مواد الفرع الأدبي، وسبب نجاحي في ذلك هو أن من يقومون بوضع الأسئلة نمطيون، أي خاضعون لأسلوب واحد، وهذا يعود للمناهج التي أعتبرها قديمة، ولا تحاكي تقدم ذهن الطالب المعرفي والعلمي.

المدرس علي الباشا

نحن بحاجة لوضع مناهج جديدة تستطيع محاكاة الواقع واستقراء المستقبل بالإعتماد على النقاط المضيئة في تاريخنا، فمثلاً كتاب مثل "الجغرافية" وهو /400/ صفحة، أستطيع إختصاره بـ /مئة/ صفحة فقط، فالمناهج الحالية لا تتوافق ووقت الطالب أو وقت المُدرس، وتحتاج لدراسة حفظية مكثفة وطويلة، والمشكلة هي أن طالباً ما وبعد قيامه بإجراء دورات خصوصية في جميع المواد لا يستفيد ويبقى صفراً كأنه لم يتحرك أية خطوة إلى الأمام، لأن الدورات التدريبية التي يجريها أصبحت ضعيفة وتستند على دورات تدريبية غيرها، كما هي دروس الصف في المدرسة».

أخذنا رأي بعض الطلاب مثل الشاب "باسل طويش" وهو طالب يعيد "البكالوريا" الأدبي للمرة الثانية، حيث قال: «توقعات الأستاذ "علي" كانت في محلها، فموضوعا "الفلسفة العربية" و"المنطق" اللذان توقع مجيئهما ضمن الأسئلة لم يخيبا الظن، وأجد في هذا العام إهتمام أكبر في الدراسة وإلتزام مع المدرسين، وطبعاً ليس مدرسي المدرسة بل مدرسي الدورات الخصوصية، والتي غدت هي الأساس ولا غنى عنها لمن يريد التقدم للإمتحانات، فأنا قمت بدورات متتالية ومكثفة حتى أستطعت تخطي عقبة الدراسة، ومن الضروري وجود مشرف على أي طالب حى يسهل عليه المهمة، فالتعليم المدرسي لا فائدة منه، ونحن نبحث عن البديل في الدورات الخصوصية».

الطالب باسل طويش

الطالب "حسين اليتيم" صديق "باسل" يقول: «إنتقلت من التعليم التجاري إلى العام حتى أحصل على شهادة "البكالوريا"، فما يهمني بالدرجة الأولى هو النجاح، ولا يوجد طموح أو رغبة في فرع دراسي معين في المستقبل، فنحن نعاني من ضخامة بعض الكتب الدراسية، صحيحٌ أنه يوجد لدينا مدرسين أكفاء، لكنهم معظمهم يتوانى عن إعطاء الدروس بشكل مقصود في المدرسة حتى يستطيع كسب الطلاب خارج المدرسة وإجراء الدورات الخصوصية لهم».

وعن تلك المشكلات التي ذكرها الشباب علق الأستاذ "علي الباشا" قائلاً: «هناك تأخر بالتعليم نتج عنه لجوء الطلاب إلى حل مشكلاتهم الدراسية من خلال الدورات الخصوصية، والحصول على التوقعات بالنسبة للأسئلة، وهذا ليس ذنب الطالب وحده، فهو مثل الأرض كيفما تسقيها تنتج، والمشكلة أنه لم يعد يوجد قيم ومبادئ للتعليم، وبذلك لاحظ أن معظم طلابنا لا يوجد لديهم هدف ولا يضعون أي منحى مستقبلي في تحصيلهم العلمي، فلا الطالب اليوم هو طالب ولا المدرس هو مدرس بمعنى الكلمة لأننا جميعاً نحمل شهادات فقط وقد تخلينا عن قيم هذه الشهادات، فالحاجة ملحة اليوم لمناهج جديدة تتوافق مع روح العولمة في هذا العصر، و مدرسين يحملون فكراً وقيماً يستطيعون نقلها إلى الأجيال الأخرى».

الطالب حسين اليتيم