لابد للامتحان أن يترك أثره في نفوس الطلاب وخصوصاً المتفوقين منهم لأن الاستعداد له يكون كبيراً عند هؤلاء وخوفهم من تحقيق نتائج جيدة يخلق هذه المخاوف عندهم وعندما يبدأ الامتحان تتبدد هذه المخاوف، حيث يسعى الطالب منذ بداية العام الدراسي بخطوات حثيثة للوصول إلى نتائج تزيد من ثقة من حوله فيه في الدرجة الأولى، وتكون محفزاً له يرضيه عن نفسه من خلال الحصول على نتائج متميزة، وكما أن (لكل مجتهد نصيب) فكل منهم يلاقي ثمرة ما عمل خلال عامٍ دراسيٍ كامل.

موقع eIdleb كان له وقفة مع طلاب مدرسة "كفر يحمول" إحدى مدارس قرى محافظة "إدلب" حيث التقينا مع مجموعة من الطلاب المتفوقين في هذه المدرسة ليحدثونا عن استعدادهم للامتحانات وماذا يعني التفوق بالنسبة لهم وماهي طموحاتهم المستقبلية.

الامتحان له رهبة في نفسي لكنني عملت طوال العام بكل جد فأتوقع أن أحصل على نتائج جيدة كما أنني اشعر بالسرور عندما تخرج النتائج وأنا من الطلاب المتميزين في المدرسة

فكانت البداية مع الطالبة "سيما علي أغا" في الصف الثامن والتي تقول عن استعدادها للامتحانات: «أقوم بمتابعة دراسة المواد منذ بدء العام الدراسي لأنني أحب طعم النجاح وما يسهل علي عملية الدراسة أسرتي حيث تعمل أمي معلمة فمنذ المراحل لأولى من دراستي وأنا محافظة على مستوى جيد، فتكون درجاتي جيدة في نهاية العام وهذا نتيجة مثابرتي على الدراسة، وعن علاقة المدرسين مع الطلاب في المدرسة تقول "سيما": إن المدرسين يعاملوننا كأبنائهم ويسعون لإيصال المعلومة بطريقة سهلة ومبسطة وأنا أُعِدّ العُدّة من أجل العام الدراسي القادم حيث يعتبر الصف التاسع نقطة مفصلية مهمة في حياة الطالب».

الطالبة سيما علي أغا

"معالي أغا" تقول: «أقوم بتنظيم وقتي وفق برنامج محدد للدراسة وألتزم به طوال العام الدراسي وفي الفترة التي تسبق الامتحان أحاول أن أسأل المدرسين عن المعلومات التي تكون غامضة بالنسبة لي وهذا ما ساعدني على تحقيق نتائج مميزة في الأعوام الماضية».

"مرام الحمود" و"أمينة شلاش" من الصف السابع تقولان: «إن تنظيم الوقت مهم جداً بالنسبة للطالب فكل لحظة هي فرصة لرفع مستوى الطالب خلال حياته الدراسية فنحن نقوم بتنظيم وقنا بشكل جيد ونحاول استغلاله على أكمل وجه مما دفعنا إلى الوصول إلى نتائج متميزة خلال الأعوام السابقة».

الطالب أحمد العمر

وضمن الأجواء الريفية التي يعيشها الطالب تكون الفرص أمامه قليلة للوصول إلى نتائج جيدة قياساً بأبناء المدن الذين يخضعون لدورات تقوية وتامين جو جيد للدراسة في منازلهم فتبقى للريف خصوصيته التي تتجسد بعمل الطلاب وخصوصاً الذكور منهم في الزراعة مع أهلهم.

وعن هذا الواقع حدثنا الطالب "أحمد العمر" والذي يقول: «أنا أرى أن الإناث أكثرُ إصراراً على الدراسة والجد بسبب بعدهن عن الأشياء التي تهدر الوقت، فنسبة المتفوقات في المدرسة تفوق نسبة الذكور إضافة إلى أن الذكور في القرى يعملون مع أهلهم في الزراعة والأرض مما يجعل نسبة الإناث المتفوقات أكثر».

الأستاذ عبد الرؤوف الحسين مدير مدرسة كفر يحمول

وعن تجربته في الدراسة يقول "أحمد": «أنا أعيش وسط عائلة ريفية يعمل أبي في الزراعة وأقوم بمساعدته في الأعمال الزراعية لكنني ستطيع تنظيم وقتي بشكل جيد حيث اخصص فترة معينة للدراسة وغالباً ما تكون فترة الصباح لأنها تعتبر فترة صفاء للفكر وأستطيع أن أستوعب كل ما أقرأ في هذه الفترة، إضافة إلى متابعتي لجميع واجباتي المدرسية منذ بداية العام الدراسي مما يجعلني مرتاح أثناء فترة الامتحان التي أتركها للمراجعة فقط.

كما أنني أحاول استغلال فترة الصيف حيث أُحضر كتب الصف الذي أنجح إليه وأقوم بدراستها قبل أن تُفتح المدارس فأكون أكثر قابلية لاستيعاب المعلومة عند حضور الدرس مع المدرسين، والدافع الأهم من ذلك أنني أريد أن ارتقي بمستوى حياتي المستقبلية نتيجة ما أشاهده من معاناة في العمل الزراعي والأرض، وهذا كان دافعي لتفوقي في مدرستي كما أن التشجيع من أهلي في البيت يعتبر محفز أخر للتفوق».

أما الطالب "محمد هلال" فيقول: «الامتحان له رهبة في نفسي لكنني عملت طوال العام بكل جد فأتوقع أن أحصل على نتائج جيدة كما أنني اشعر بالسرور عندما تخرج النتائج وأنا من الطلاب المتميزين في المدرسة».

وبعد هذا الحوار مع الطلاب توجهنا بالسؤال إلى الأستاذ "عبد الرؤوف حسين" مدير المدرسة ليحدثنا عن واقع العمل التعليمي في المدارس الريفية حيث يقول: «تبقى المدارس الريفية أقل كفاءة من المدارس في المدن لكننا نسعى إلى الارتقاء بمستوى الطلاب إلى الأفضل من خلال تأمين مدرسين متميزين يعملون بكل صدق ونشاط للإيصال المعلومة إلى الطالب ونقوم أثناء العام الدراسي بتنظيم مسابقات بين الصفوف من أجل تحفيز الطلاب على الاهتمام بشكل جيد في مناهجهم المدرسية ونقدم جوائز للفائزين حتى تكون دافع إلى غيرهم من الطلاب لكن ما نعاني منه في المدارس الريفية هو قلة التفاعل بين الأولياء والمدرسة بسبب انشغالهم بأعمالهم فهذا يؤدي إلى عدم معرفة الأهل بمستوى أبنائهم وأنا أرى أن هناك مجموعة من الطلاب المتميزين الذين قد حققوا نتائج جيدة وأتمنى أن يبقى مستواهم كذلك في الفترات القادمة نتيجة محبته للعلم ومتابعتهم لمنهاجهم بشك جيد».