«أرى في الطبيعة راحةً للأعصاب، والهدوء الذي أجده بين الحقول يساعد على تلقي المعلومات ورسوخها في الذاكرة، لذلك أستيقظ يومياً منذ الساعة الخامسة وأحمل كتابي للسير على الطريق بين حقول الزيتون المزهرة ذات الرائحة العطرة، وكذلك وقت الغروب، وتكون الظهيرة هي وقت الراحة والنوم». هذه الطريقة الجديدة للدراسة يتبعها معظم طلبة "إدلب" قبيل موعد الامتحانات للشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي والتي تحدث عنها الطالب "موسى دعبول" في لقائه موقع eIdleb مضيفاً:

«عند الفجر، ومع شروق الشمس يكون الطقس مائلاً إلى البرودة مما يمنح الجسم الانتعاش، فأستطيع التغلب على النعاس من خلال السير على الطريق حتى الساعة السابعة، ولأن العقل السليم في الجسم السليم، فأنا أمارس رياضة المشي لاشعورياً، في حين أراجع مقرراتي الدراسية، وخلال هذه المدة أقطع ما يقارب /5/ كم، وعند المساء تكون الشمس قد شارفت على الغروب والطقس أصبح معتدلاً، ويكثر الضجيج لذلك ألجأ مجدداً إلى الحقول لأجد فيها الملجأ لإتمام حفظي، خاصةً وأن الجو الدراسي في المنزل الريفي شبه معدوم بسبب الضجيج، وعدم تفهم الأهالي في بعض الأحيان لتأمين راحة الطلبة».

اعتدت الوجود في الحقل لذلك لا أستطيع الدراسة في المنزل، وأشعر بنوعٍ من الخمول يراودني كلما جلست، وإذا فكرت أن أجلس في البيت فإن كثيراً من المغريات تواجهني من متابعة البرامج التلفزيونية التي لا تنتهي، أو الجلوس لساعاتٍ إلى الحاسب، وهذا كله هدرٌ للوقت، لذلك أختار الجلوس على حافة إحدى الطرق الزراعية قليلة الحركة المرورية وأستمتع بدراستي

أما الطالب "محمد صالح" فقال: «اعتدت الوجود في الحقل لذلك لا أستطيع الدراسة في المنزل، وأشعر بنوعٍ من الخمول يراودني كلما جلست، وإذا فكرت أن أجلس في البيت فإن كثيراً من المغريات تواجهني من متابعة البرامج التلفزيونية التي لا تنتهي، أو الجلوس لساعاتٍ إلى الحاسب، وهذا كله هدرٌ للوقت، لذلك أختار الجلوس على حافة إحدى الطرق الزراعية قليلة الحركة المرورية وأستمتع بدراستي».

محمد صالح يدرس جالساً

وتحدث الطالب "طاهر مراد" قائلاً: «لا تتلاءم طريقتنا في الدراسة مع جميع المقررات الدرسية، فمادة الرياضيات أو الفيزياء تتطلب استخدام الكرّاسات لحل المعادلات، أما المواد الحفظية وخاصةً الجغرافيا، تتناسب إلى حدٍ كبير مع طريقة دراستنا وسط الحقول لأنها تعتمد على الطبيعة ورسم المصورات، وكثيراً ما أربط ما أحفظه بأحد الأماكن أو المناظر الطبيعية من حولي، وجميعها تسهم في استحضار المعلومة أثناء الامتحان بسهولة، إضافةً لما تقدمه الطبيعة من هدوءٍ يسهم في تقوية التركيز لطلبة الريف».

وعن هذه الطريقة في الدراسة تحدثت المرشدة النفسية "أريج الرفاعي" قائلةً: «هذه الطريقة في الدراسة مفيدةٌ من الناحيتين النفسية والصحية لدى الطالب، فعلى الصعيد النفسي يشعر الطالب بالتخلص من جميع مصادر الضغط التي تحيط به خاصةً الضغط الامتحاني، أما صحياً فالهواء المنعش والمشي يفيد الطالب ويسهم في صفاء الذهن وعدم تشتت الأفكار، ولكن يجب مراعاة خصائص كل طالب، فمن الطلبة من لا يستطيع التأقلم مع هذه الطريقة، بل وتؤدي إلى إرهاقه ذهنياً وابتعاده عن الكتاب، لذلك يجب على كل طالب معرفة الجو الدراسي المعين الذي ينسجم وطريقته الدراسية واتّباعه لتحقيق أفضل النتائج».

طاهر مراد
أريج الرفاعي